(١) في اليوم الثّامن دخل يسوع والأبواب مُغلقة حيثُ التَّلأميذُ مُجتمعِين.
وأراهم يديه ورجليه وقال "جسّوني وانظروا"، مؤكِّدًا ذبيحةَ الصليب.
في الأدب النسكيّ اليوم الثّامن هو ما وراء الزَّمن، أي الأبديّة.
من وراء القبر خاطبَهم كما خاطب المجدليّة وناداها بإسمها.
(٢) عند بُحيرة طبريّة خاطبَ بطرسَ ويوحنّا من وراء القبروقال لبطرس ثلاث مرّات :
"أتحبّني؟ إرعَ خرافي".
فسأله عن يوحنّا فقال له : "ماذا لك، أنتَ اتبعني".
لكن إلى أين يتبعُهُ وهو قد جاء من الأبد، من وراء الزّمن؟
(٣) وظهر لتِلميذَي عمّاوس وعلّمهم الكُتُب وكسرَ الخبزَ مَعَهمالكاهنُ يسوع جاء من خارج الزَّمان وإحتفل بذبيحة نفسهفهو الكاهن والذّبيحة، بحسب قوله لرسله: "إصنعوا هذا لذِكري".
وعرفاه لأنّه شاء في لحظة التّقديس أن يفتح أعيُنَهُما على مجدِهِ.
(٤) في عمّاوس شاء أن يكون أوّل مَن يكسر الخبز بعد العشاء الأوّل في العليّة، والجسد الذي أعطاه في هذه الذّبيحة هو جسدُه الممجّد، تأكيدًا على أنّ الخُبز والخمر ليسا مُجرّدَ ذِكرىبل هما جسدُه ودمُه اللذان بذلهما لخلاصِنا.
(٥) كان العشاء السريّ الأوّل استباقًا لذبيحة الصّليبحيثُ بذل جسده ودمه طوعًا، لأنّه تألّم باختيارهوكانت ذبيحة عمّاوس تأكيدًا على تلك الذّبيحةوانفتاحُ أعيُنِ التلميذين يؤكّد مُعجزة تحوّل الخُبز والخمر.
(٦) أيُّها المسيح، المجد لآلامك ونزاعكِ وموتك على الصليبوقيامتكَ من بين الأموات، التي بها أحييتنا إنّنا نُعظِّمُ جسدك ودمك الإلهيَّين في سرّ الأفخارستيّا ولنكُن أهلًا لتناولهما فتنفتحَ عيوننا على مجدك. آميـــــــن.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/