عند تلاوة الورديّة المباركة أنتَ تقف في حضرة التي قالت فيها صلاتُنا:
"إنّنا ونحنُ واقفون في هيكل مجدِكِ نحسَبُ كأنّنا واقفون في السماء".
أنتَ تقف في حضرة الكليّة الطّهارة التي ظلّلها الله الآب وسكن فيها الإبن وحلّ عليها والروح القدس.
فقِفْ بوجل ومهابة واتّضاع، واحنِ رأسك في السجود للثالوث الحاضر فيها.
واخشع بناظريك واستجمع ذهنك "وأسكب قلبك" (١ صموئيل ١٥:١) أمامها وليكُن كلّ كيانك حاضرًا خاشعًا في حضرتها.
واجمع فكرك في التلاوات.
فأنت، بخشوعك تجعل الصلاة قلبيّةً، حارّةً، وبتشتّتكَ تجعل الصلاة مجرّد تكرار عباآت يسودُها الملل ولا روح فيها.
فإن راودك الفتور في أثناء الصلاة، وشعرت أنّك تتلو العبارات بلا مُبالاة، فالعلّة في فتورك وشرودك وسطحيّة مشاعرك، وليس في الصلاة.
لأنّ مَن يصلّي بحرارة وخشوع يستحيل أن يقول إنّ الصلااة هي تكرار غير مُجدٍ للكلمات.
وعندما تمثُلُ أمامها تذكّر أنّ التي أنت واقفٌ في حضرتها هي "سلطانة السماء والأرض الجالسة في حضرة الملك السماويّ".
وامثُلُ أمامها بتواضُع وخشوع.
وهي تُعينُكَ في أن تخشع بازدياد، لكي تكون صلاتك حارةً وخاشعة.
ولا تقُل إنّ صلاة الورديّة هي تكرار أصوات، فانتبه واحذر، فقد يكون قولُكَ هذا دليلًا على أنّك مقصّر في خشوعك ومشتّت في صلاتك وفاتر في حضورك أمام العذراء.
ويقينًا، مَن يضجر من صلاة الورديّة ويقول أنها مجرّد تكرار، يضجر أيضًا من كلّ صلاة.
الورديّة أعطتها العذراء لنا، ولا يُعقَل أن تعطينا صلاة تصعُب تلاوتُها.
والقول إنّها مجرّد تكرار هو من الشرّير.
فهو بهذا القول يصرف كثيرين عن تلاوة الورديّة، التي هي سلاح قويّ ضدّ هجماته.
ومن يذيع هذه الفكرة، إن الورديّة مجرّد تكرار، يُسيء إلى العذراء وإلى صلاة الورديّة.
فانتزع من ذهنك الفكرة الخبيثة القائلة إن الورديّة مجرّد تكرار، وهذه أوّل خطوة تخطوها لكي تعود إلى تلاوة المسبحة الوردية، التي عليك أن تصلّيها بحرارة وخشوع قلبيّ، فتتقدّس بها كما تقدّس بها كثيرون.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/