إن كان المسيح يحيا فيك، ستكون محبّتك حقيقيّة وفعليّة لا بالكلام فقط.
إن كان المسيح يحيا فيك، سوف تحسّ بالفرح، وسيكون فرحك حقيقيّاً حتّى إنّك لا تستطيع أن تطرده خارجاً عنك مهما طرقت بابك المصاعب.
إن كان المسيح يحيا فيك، ستكون لحظات حياتك وساعاتها وأيّامك مملوءة بالمغزى، وتعرف من أين أتيت، وإلى أين سينتهي المطاف بك، ولا تعود تفتّش عن صدف نجاح في الحياة، لأنّ لك هدف واضح أمامك تسير نحوه.
إن كان المسيح يحيا فيك، فلن تُطغِكَ الأحزان والمشاكل، وحتّى المصائب، بل تخرج منها كما يخرج الذهب من كور النار نقيّاً لامعاً، وثميناً.
إن كان المسيح يحيا فيك، سيهيمن السلام داخلك، ملء السلام. ولا تعود مهمّات الحياة تقلقك، أو تأمين ضروريّاتها يربكك، وحتّى الخوف من المستقبل والمجهول لا يخيفك، لأنّك وضعت كلّ ثقتك في محبّته، محبّة الآب السماويّ.
إن كان المسيح يحيا فيك، ستغدو مسامحة الآخرين ضرورة حياتيّة معاشة، لأنّ ذاك الذي يستريح داخلك، في قلبك، في نفسك، ويتردّد اسمه على شفتيك هو الذي سيكرّر لك قوله: "يا أبتاه اغفر لهم لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون".
إن كان المسيح يحيا فيك، سوف ترى عجائبه في كلّ مجريات حياتك اليوميّة، هذه العجائب التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها، وإن رأوها، لا يفهموها مدّعين بأنّها "من صدف الحياة".
إن كان المسيح يحيا فيك، في فكرك، في قلبك، يحيا أيضاً في كلّ ما تجابهه في يومك مهما كانت الظروف أو الأحوال أو الطوارئ.
إن كان المسيح يحيا فيك، سوف تجده معك عندما تكون في المنزل، في المكتب، أو في أيّ مكان عمل لك. ويرافقك أيضاً حتّى عندما تكون في عطلة من أعمالك.
إن كان المسيح يحيا فيك، تغدو حياتك كلّها صلاة واحدة. تعيش حياة روحيّة قويّة وحارّة ومنتصرة على ذاتك وأناك، حياة نعمة، لأنّه بصلاتك تتّحد مع الله الآب، وتتلقّف من لدنه ملء المحبّة الإلهيّة، المحبّة التي تُفرغ الذات من ملئها لتمتلئ من ملئه هو.
منقول بتصرّف عن صفحة مطرانية طرابلس و الكورة و توابعها