يسألنا الرب ان نتحدى المستحيل ان نخرج عن المألوف ولا نبقى صامتين، لان الصمت يقتل ويعبر عن ضعف الانسان في مواجهة الشر.
يسألنا الرب أن نقلب القوانين والأعراف ونغير الدنيا من أجل إشباع جوع الإنسان الذي نعيش معه في البيت أو العمل أو الشارع، ولو كان ذلك في بعض الأحيان مستحيلاً...نحن لا نقدر .. هو يقدر لانه الرب (فَأَخَذَ يَسُوعُ الرَّجُلَ بِيَدِهِ وَشَفَاهُ وَصَرَفَهُ).
العالم جائع ليس الى الخبز إنما هو جائع الى خبز من نوع اخر..هو جائع الى المعرفة. لان الجهل يقتل.
هو جائع الى التقدير ، تقدير الناس لبعضهم البعض . كلمة " يعطيك العافية" و" اكلاتك طيبين" و " وشغلك حلو " و " تسلملي " و " ما في متلك بالدني " .. تزيد العطاء وتجمل الحياة .هو جائع الى الامتنان والشكران.. لانه بالشكر تدوم النعم، شكرًا "ماما" و شكرًا " بابا" ، وشكرا لكل من أعطى ويعطي ومستعد للعطاء .. كلمة بسيطة لها مفعول ساحر .
هو جائع للغفران.. وطلب الاعتذار . نرى صعوبة بقول كلمة بسيطة اخرى. نبرر ونبرر وتبقى الاساءة إساءة ولا تمحيها سوى كلمة نابعة من القلب :" اغفر لنا " نحن " سنغفر" . "عذرا لأَنِّي سببت لك الإزعاج "وتمشي الأمور كما لو ان شيئا لم يكن.لماذا لا يعتذر الكبار من الصغار؟لماذا لا يعتذر المسؤول من المواطن عن الاهمال في الخدمة؟لماذا لا يعتذر الأهل من الأبناء بعد كل إساءة؟لماذا لا يعتذر المعلمين من التلامذة بعد كل تقصير؟اعتذار واحد يشفي الآلاف . غفران واحد يحيي الآلاف .
هناك جوع الى اللقاء بالاخر ولو كان مختلفا ، لان الناس أصبحوا كاعمدة الكهرباء لا يلتقون وان حصل اللقاء يشتعل لهيب نار بينهم.
هناك جوع الى الأمن وألامان ، الى الحنان، الى راحة البال ، الى الطمأنينة، الى الصفاء والنقاء، الى الخير والجمال .
هناك جوع الانسان الى الانسان وجوع الانسان الى الله.أعطنا يا رب ان نشبع جوعنا الى الحقيقة ولا نبقى صامتين، كي يبقى للحق صوت، أعطنا شجاعتك لنأخذ بيد من هم بحاجة علهم بقدرتك يُشفون وينطلقون الى حياة أفضل.امين.