لنجتهد أيّها الأخوة أن نحفظ قلوبنا في الإيمان والرجاء والمحبة، في النقاوة والطهارة وصفاء النية، لنستحق ملاقاة وجه المسيح إلهنا !
عندما كنّا صغاراً كنا نقضي الصيف في أحد مصايف جبل لبنان (بحمدون الضيعة) هرباً من حرّ بيروت.
أتذكر من بين تسلياتنا الطائشة، أنّنا كنّا نستمتع بتخريب بيوت النمل المحفورة في الرمال وما بين الصخور، وكنّا نفرح عندما يبقى النمل بلا مأوى ضائعاً لا يعرف إلى أين يذهب وإلى أين يأوي !
في هذه الأيّام الصعبة، يشبه حالنا كثيراً حال هذا النمل المنكوب الضائع الذي فقد كل شيء ... مع ذلك لنطمئن جداً لأنّنا لسنا متروكين، بل لنا أب سماوي معين يهتم لحالنا، لذلك لنعمل من أجل خلاصنا و لنحرص قبل كل شيء على حفظ نقاوة القلب في الإيمان العامل في المحبة، حتى متى جاء الرب على غفلة، يلقانا مستعدّين متأهّبين لملاقاته في مجده العظيم !
من هو مثلك يا إلهي؟؟ من له مثل طهارتك ووداعتك وصلاحك الفائق الوصف؟؟
إرحمنا يا ربّ من فيض رحمتك وهبنا صبراً وطول أناة من لدنك، ليتمجد إسمك القدّوس ! آمــــــــــــين!