"اتركوا للأطفال ما يكفي حتى يتمكنوا من فعل أي شيء، ولكن ليس ما يكفي حتى لا يفعلوا أي شيء". (وارن بافيت)
ماذا تركتم لأطفال وطني؟!سرقتم الهواء والماء سرقتم الارض ونجوم السماء بسمتهم الحلوة وأقاصيص المساء عناقيد الكروم في الصيف وبذور القمح في الشتاء...
ماذا تركتم من غاباتٍ غير الرماد ومن جبال غير الغبار ومن ورود غير السوادومن شطآن غير فقاقيع الفسادومن غدرانٍ لا تصلح لإرواء ظمأولا لإشباع عينٍ من سحر جماد!!!
أطفال وطني...يلعبون ألعاب الكبار من حروب ودمار من لؤمٍ وغشمٍ ونهبٍ واحتكار وآخرها وأبشعها لا بل أكثرها فظاعة كلماتٌ متقاطعة، دوائر مغلقة تسجن الجمع داخل الجماعة، تُحرّف الابجدية، تشوّه النغمات البلدية، وتستولد المجاعة...
أطفال وطني غائبون وحاضرون التسلية ليست لهم والبراءة ليست لهم
كل أنواع اللعب من قفز ونط وحفر وركض وجنون،كل أنواع الفنون من رسم وعزف ونحتٍ وتفصيل العيون، عن كل ذلك "غائبون"!!!لكنهم حاضرون في الازمات ورفع الرايات وإلقاء التحيات لعبيد القصور وجواري الفجور..أطفال وطني حاضرون في ساحات العناد تحت ظلال الاسياد ورحمة العباد..هكذا هم حفاة عراة يمشون كل دروب اليأس وسكك الخوف... يتعلقون بأجنحة الهجرة إلى أوطان تقول وتعمل وتجهد في أمسها ويومها وغدها لكل الاطفال ولكل الالوان...
ماذا تركتم من تاريخ لأطفال وطني وماذا تركتم من جغرافيا وماذا صنعتم بالأمهات ولماذا هجّرتم الاباء وحملتم على ضمائركم نعوش الاجداد؟!
لماذا قلعتم الشباب في عزّ العطاء لماذا أجهضتم أحلام النساء قبل حلول المساء...ألا تخجلون من براءة طفلٍ يبكي أمّه وأمه تبكيه لأن الحليب تبخّر من شدّة حرارة فقدان الانسانية..ألا تخجلون من عيونه الفضيّة وشفاهه المرتجفة الخائفة..هائلةٌ تلك الاخرة... آخرتكم ... لا تسعفني الكلمات في وصفها من شدّة كيدها ورعب مشهدها...ألا تعلمون أنكم شارفتم على الإنتهاء.