كم أنت رحيمٌ يا رب، تمدح مَن تلاعب بصكوكٍ أنت تملكها، وتُعلي شأن من بذّر أموال وكالتك، وتنظر بعين الرضى إلى من كان لديه الحكمة وسرعة المبادرة في العطاء من حسابك، ومن ضمن مستقبله من رصيدك، ومن ملكَ محبة الناس من مدخراتك!!!...
كم أنت رحيمٌ يا رب، تُعيد كرامة من خان الوكالة وأساء الامانة، لأنه أحسنَ استعمال مال الظلم في خدمة "الأقل حظاً" بين الناس.
لكن هل يجب أن نتمثل نحن بمن أساء الامانة في كل شيء؟ إذ لا يليق بنا أن نخدع الرب فنقدَّم الصدقة في ظل الخداع.
علّمنا يا رب أن نستعمل كل ما نملكه من أموال وإمكانيات وقدرات الذي هو "مال الظلم"، لأنه لا يوجد عدالة في توزيع خيرات الارض، في خدمة إخوتنا المعوزين...
علمنا يا رب أن العطاء لا يكون من مالنا بل من مالك، فأنت الواهب كل شيء والمدبّر كل شيء.
علّمنا يا رب أن المبادرة المجانية ليست منّة بل حكمة، وادخاراً جيداً للحب الذي يعيش إلى الأبد.
علّمنا يا رب أن التطوع في سبيل خدمة الاخر ليس هدراً للوقت، بل هو استثمار ناجح لحياة أبناء النور، فأنت سيّد الأوقات والتاربخ.
علّمنا يا رب أن الغفران ليس تنازلاً عن حقوق مكتسبة فأنت الحق المطلق والدّيان العادل، لك الملك والحكم والقضاء على أفعال البشر، فكلّ غفران هو انتصار لك وخسارة لشياطين الارض.
علّمنا يا رب أن محبة الأعداء ليست هوساً ولا ضرباً من الجنون، بل هي عطاء لا محدود من قلبك الذي يتفجر حُباً يغمر قساة القلوب حناناً.
علمنا يا رب أن نتاجر بالوزنات التي أمّنتنا عليها، بالقدرات التي زودتنا بها، وبالمواهب التي منحتنا إيّاها لنعطي وجودنا الان قيمة بك، ومستقبلنا ضمانةً منك.
علمنا يا رب كيف نقيم لأنفسنا أصدقاء من مالنا، أعطنا موهبة العطاء والارادة القوية كي نشارك غيرنا ما لدينا.
أعطنا أن نكون أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسنا أساسًا حسنًا للمستقبل لكي بهذا نمسك بالحياة الأبديَّة (1تيم 6: 18-19). آمين.