في فيلم "the book of Eli" جرى حوار بين البطل وفتاة رافقته وهو في طريقه نحو الغرب مصغياً لالهامات داخلية، في مهمة شبه مستحيلة لايصال النسخة الوحيدة المتبقية من الكتاب المقدس الى حيث يمكن حفظه وإعادة نشره وانقاذ البشرية من الدمار الذي لحق بها جراء انفجار أحد النيازك، وهذه ترجمة الحوار حرفياً:
هي: تقول انك تسير منذ ٣٠ عام؟ هل فكرت يوما انك قد تكون تائها؟ هو: كلا. هي: كيف تعلم انك تسير في الاتجاه الصحيح؟ هو: نسير حسب ايماننا وليس حسب نظرنا.. هي: ماذا تقصد؟ هو: اي انك تعرفين الامر حتى ان كنت لا تعرفينه.. هي: هذا مناف للمنطق.. هو: لا داعٍ لان يكون منطقياً، انه الإيمان، انه زهرة النور في حقل الظلام الذي يعطيني القوة لأتابع طريقي وأصل الى هدفي..
كم نحن اليوم بحاجة ماسة الى تلك الزهرة النورانية لتضيء حقولنا الواسعة في هذا الشرق المظلم.. كم نحن بحاجة الى تلك العاصفة القوية من النور كي "نثق بِمَا نرجوه ونصدق ما لا نراه"(عبرانيين ١/١١).
فالشرق قد دمر وانتشر فيه سواد الفكر والعقل واليوم ينام منتظرا من يحمل اليه زهرة النور فتعيد اليه اشراقته الجميلة وابتسامته العريضة على وجوه الأطفال والرضع وعذارى القرى والمدن..
تلك الزهرة التي ذبلت، تنتظر نقطة ماء سماوية تُعيد لها بهاء جمالها كي تبعث الرجاء في النفوس وتقوي الثقة في القلوب وتنير دروب التائهين، الطامحين والحالمين والواثقين في إشراق فجر جديد ويوم جديد وعهد جديد.
نعم يا رب "زدنا ايمانا" لان سراجنا قد نفذ الزيت منه وأقفلت الجحيم علينا الأبواب، زدنا ايمانا لان أملنا بالحياة معلق عليك، أعطنا إيمان ابراهيم الذي جعله يثق بعهدك له ويترك أرضه وشعبه متكلا على الهاماتك، اعطنا إيمان الشهداء القديسين الذين ساروا بحرية وفرح نحو الموت وكانت لهم الحياة، أعطنا إيمان مريم فنهبك ذاتنا من دون حساب وقياس فتتجدد الخليقة فينا ومعنا وتعود الابتسامة الى كل زهور الشرق ويكون للعالم ربيع حقيقي. آمين.