سؤالٌ طرحه يسوع بعد أن شفى عشرة أشخاص مصابين بالبرص، مستغرباً قلة عدد التائبين منهم، لأن العودة ترمز الى التوبة....
إذا كانت التوبة توازي عملية "الخلق" لأنها مقترنة بالفداء، فلماذا نتهرّب منها؟
وإذا لم تكن عملاً بشرياً بل عمل الله في الانسان، فلماذا نمنعه من العمل فينا ومعنا؟ وهو الذي أعطى "الامم التوبة للحياة" (أعمال ١١ / ١٨).
وإذا لم تكن التوبة إجتهاداً فكرياً بل تحولاً جذريًا في الفكر والإرادة والحرية، فلماذا الإنتطار؟
وإذا علمنا أن طريق سيرنا يقودنا حتماً إلى الموت ألا نحول فوراً وجهة سيرنا كي لا نقع بالمحظور؟
لكن التوبة ليست تعديلاً خارجياً على مسارنا، ولا تقتصر على الأمور الخارجية، أو على جانب واحد في الحياة، بل تشمل الإنسان بأكمله: فكره، عواطفه، ارادته.. فيُخلق ثانية ليكرّس ذاته لسيادة الحب، لسيادة الله، فيتحول عن خدمة ذاته والاخرين والاشياء الى خدمة الله..
طهّر الرب عشرة أشخاص ولم يعد سوى واحد منهم ليمجد الله وهو غريب!!! أي عشرة بالمئة!!! كيف نفسّر هذا السلوك؟ عند الحاجة يركع الإنسان ويصلّي طالباً الشفاء أو الخلاص، وفِي زمن الشفاء والنعمة ينسى الله!!!
لماذا لم يعد أهل البيت، أصحاب الدار؟؟ أين ذهبوا وهم من المقرّبين؟!! ألهذه الدرجة يستغل المقربون محبة الله المجانية؟؟!!
رغم ذلك لم يتوقف عمل الخلاص، لم يعلن الرب أنه فشل، لم ينعت الآخرين بأنهم استغلوا محبته وطيبته اللامتناهية... بل ذهب مع الجميع الى النهاية، منتظراً توبة الجميع ومتحملاً غلاظة قلوب الجميع...
نحن نعلم يا رب "أنَّ كُلَّ عَطِيَّةٍ صَالِحة" هي منك وكُلَّ "هِبَةٍ كامِلَةٍ" هِيَ من قلبك الحنون "تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَار" ونعلم أيضاً أن حبك ثابت لنا "لا تَحْوِيلَ فيهِ ولا ظِلَّ تَبْدِيل" رغم كل تبديلاتنا وتغيير وجهتنا، لقد شئت " فَوَلَدَتتا بِكَلِمَةِ الحَقّ" اشفنا يا رب من برص كبريائنا، كي نعود إليك تائبين«يا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، إِرْحَمْنا!». آمين.