ذهب الكاهن ليفتقد عجوزاً في التسعين من عمرها مشلولة عاجزة تلازم فراشها.
وكان وجهها مشعاً نقياً متجلياً يعكس أنوار السماء بالرغم من مرضها.
فقالت له : أنا لست حزينة لأنني سأموت ولست آسفة على أي شيء، لكنني حزينة لأنني لن أستطيع الذهاب إلى الكنيسة ولا أن أشارك في القدّاس الإلهيّ ! الكنيسة حياتي !
فعلّق الكاهن قائِلاً : لم تدرك هذه المرأة ببساطتها وبراءتها أنها في الحياة الأخرى ستلازم الكنيسة السماويّة إلى الأبد !
وعندما سأل الشاب الحائز على دكتوراه في اللاهوت جدّته العجوز البسيطة التي تقدّس بتواتر و تصلّي بحرارة : ماذا تشعرين يا جدّتي عندما تصلين ؟ فأنا أراكِ تصلّين بحماسة كبيرة !
فأجابته : ماذا عساي أن أقول؟ عندما أصلّي أشعر بفرح عظيم كأنّ قلبي يتّسع لكل الناس!
لا أعود أدين أحداً ولا أرى سوءاً في أحد. عندما أصلّي، يتّسع قلبي ليسع العالم كلّه !
وحدها نعمة الله تنقّي القلب وتعيد له برارته الأصليّة فيتّسع بالحب الإلهيّ وتفيض منه أنهارٌ من الماء الحي !
وحدها نعمة الله تهبنا الفرح الفائق الوصف الذي لا يقدر أن ينزعه أحد منا !
متى لازمت النفس المسيح إلهها، وذاقت حلاوة عشرته، لا تستطيع الإنفصال عنه أبداً !