خرجت يوماً تريزيا الطفل يسوع من القداس برفقة ابنة خالتها الصغيرة مثلها، تلهو وتركض معها، حتى اصطدمت بعربة بائع البرتقال، رمتها أرضا وتناثرت حباتها في الشارع، غضب البائع ولحق بهما، عندما نظرت وراءها شاهدت ماردا مخيفا يكاد يدوسها،خافت منه ثم انحنت هاربة من بين رجليه وهكذا انقذت نفسها من شره.
إنطلاقاً من هذه الخبرة البسيطة بَنَتْ تريزيا الطفل يسوع حياتها على مفهوم "الطفولة الروحية" التي جعلتها تنتصر على اكبر الصعاب من خلال التمثل بالاطفال الذين ينحنون ويمرون من تحت المشكلة مهما كانت كبيرة وينتصرون، ولا يقفذون من فوقها مثل الكبار وينكسرون.الأطفال ينطلقون من الأقل الى الأكثر، يرضون بالقليل ويفرحون بالقليل، ولكنهم يحصلون على الكثير.
الطفل متواضع بطبيعته ولكن يرفعه الجميع على الاكتاف ويُدلل على الايدي.
الطفل ضعيف ولكن الجميع في خدمته.
الطفل بريء لذلك هو محبوب الجميع.
الطفل زينة البيت وحياة الدنيا، وفي براءته وطيبته يقتل قوة ابليس.
كيف يمكن لمن يدعي الكبر او النضوج ان يمنع الاطفال من النور؟ كيف يحتمل الكبار ان يكونوا حجر عثرة لصغارهم؟ كيف يمكن لوالد ان يعطي طفله حجرا بدل الرغيف، أو ان يعطيه حية بدل السمكة؟؟كيف يمكن لعاقل ان يعتدي على طفل ويحرمه من نعمة وبراءة الطفولة؟
اعطنا يا رب ان نعود أطفالا من الدّاخل، نمتلك قلب طفل ونظرة طفل وبراءة طفل، كي يكون لنا المَلَكوت. آمـــــــــين.