"متى رفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ عَرَفْتُم أنِّي أنا هوَ..."
"متى رفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ عَرَفْتُم أنِّي أنا هوَ..."
16 Sep
16Sep
"يُحكى أنه في بداية القرن العشرين ظهر مفكر هندي كان يتأمل بالوجود والله.
قال كيف يجرؤ الله على ادانتنا، هو لم يعش عيشتنا ولم يمر بمصائبنا من فقر واضطهاد وانعدام العدالة وغيرها.
انني أرفض وجود الله لأنه اذا كان موجودًا، فخلقنا لكي يتسلى بنا. ولكنه صُعق عندما قرأ الكتاب المقدس ووجد أن ابن الله، الكلمة المتجسد، نزل من السماء وعاش مثلنا بكل الظروف السيئة، لا بل أكثر من أي انسان تحمل الشر والمصائب والكوارث والفقر والاضطهاد والظلم منذ الثواني الاولى لولادته، حتى الثواني الاخيرة على الصليب. عندها قال: لقد غلبتني يا الله، لأنك بهذه المحبة أحببتني"
أعتقد أن هذا المفكر الهندي يمثل أغلبيتنا.
ألا نخلق الاعذار لتبرير ارتكاباتنا المعاصي؟ نقول أننا بشر... نضعف أمام التجارب... نحن لسنا آلهة... لسنا قديسون... ننسى أن الكلمة صار جسدا وسكن بيننا، له طبيعة بشرية كاملة بكل حواسها ومحدوديتها، وأيضا كل الابرار والصديقين الذين اختبروا حياة الحب والقداسة، وعاشوها ببطولة هم أيضا مثلنا.
لا نقدر أن نذهب الى حيث هو والخطيئة تميتنا كل يوم. لأنها العائق الاكبر أمام اتحادنا به، ونحن لا زلنا نتساهل ونعلل زلاتنا، لا بل نتباهى بها في الكثير من الاحيان.
هل أصبح الحب صعبا الى هذا الحد؟ هو صعب حقا على من استسلم لمنطق العالم، وليس مستحيلًا لذوي القلوب النابضة بالحب.
من يسقي عطشان كأس ماء رغم عطشه، من يسهر على مريض رغم تعبه، من يستقبل محتاج وهو أكثر حاجة، من يصبر على المحن رغم قساوتها، من يربي أبناءه بالعز رغم غلاء المعيشة وسوء الاحوال، من يحترم كرامة شريكه رغم قوة الاغراءات، من يحسن الامانة رغم سهولة الخيانة.. من يحب دون شروط حتى الذين لا يحتملون، من يبتسم رغم ألمه، ويشكر الله رغم حاجته والظلم الذي أصابه.. كل هؤلاء سيكونون حيث هو. ستكون لهم الحياة وستكون وافرة. حيث هو هناك الحب، هناك الصليب، وحيث الصليب توجد القيامة...آمين. نهار مبارك