أولًا: إذ يسلك المؤمن بروح سيّده "الحمل الحقيقي" يُحسب حملًا باتّحاده به، فيلتزم السيّد برعايته والعمل خلاله.
إنه يعمل في الغنم الوديع، لا الذئاب المفترسة، معلنًا قوّته في الضعف، قائلًا لرسوله: "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل".
ثانيًا: لا يقابل التلميذ الشراسة بالشراسة، بل بالحب العملي فيكسب غير المؤمنين للإيمان.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إنه فوق كل شيء يعرف طبيعة الأشياء: أن الشراسة لا تُطفأ بالشراسة وإنما باللطف.يكمّل السيّد حديثه مقدّمًا لتلاميذه هذه المشورة: "فكونوا حكماء كالحيّات وبسطاء (غير ضاربين أو أنيسين) كالحمام" .
إن كان الله قد أرسل تلاميذه ورسله كحملانٍ وسط ذئاب، فإنه لن ينقذهم من شراسة هذه الذئاب، ما لم يتقبّلوا هذه المشورة خلال نعمته الفائقة، فيسلكون بالحكمة كالحيّات وبالبساطة كالحمام الأنيس غير الضار.
ما هي حكمة الحيّات؟
إنّ المسيحي في وداعته يكون كالحمامة التي لا تحمل حِقدًا ولا تلقي فخاخًا لأحد، لكنّه يلتزم بحكمة الحيّات، فلا يعطي لأحد مجالًا أن يلقي له الفخاخ. عندما يشعر الثعبان بشيخوخته و بثقل السنوات الطويلة، يتقلّص ويُلزم نفسه على الدخول من ثقب صغير فينسلخ عنه جلده العتيق، فيخرج إلى حياة جديدة، يلزمك أن نتمثل به نحن المسيحيين قتكون لنا حياة جديدة بالمسيح ربنا.