"وأخَذَ يَسوعُ يُؤَنِّبُ المُدُنَ التي أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها"
"وأخَذَ يَسوعُ يُؤَنِّبُ المُدُنَ التي أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها"
28 Sep
28Sep
لماذا كل تلك الويلات المرعبة على المدن؟ هل لأن يسوع "أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها"!!!
هل من العدل أن تُدمّر مدينة بأكملها بما فيها من أطفال وشيوخ وأبرياء لأن أهلها ما تابوا "من زمن بعيدٍ ولبِسوا المسوحَ وقعَدوا على الرمادِ" ؟!!!
إذا خطىء سكان المدينة فهل تكون عاقبتهم الانتقام والدمار؟ وهل ينتقم الله وهو كلّي الرحمة والرأفة من أبنائه ويحرقهم بالكبريت والنار؟ أو يغرقهم بالطوفان والاعاصير والزلازل؟ ولماذا التركيز على المدينة؟ ألا يوجد خاطئون في الضواحي والارياف؟!!
عندما يُسِنّ الشرائع والقوانين التي تنظّم السلوكيات الشاذة، يفتح قبره بيده...
عندما يبني الانسان بروجاً شاهقة من الإسمنت والحديد فترتفع نسبة الانانية ويفتر الحب، تنهار البروج على رأس سكّانها...
عندما تضاء الشوارع والأزقة والجسور والانفاق دون إنارة القلوب، تُعمى البصائر وتُنحر الانسانية...
عندما يظن الانسان أنه امتلك التكنولوجيا فيستغني عن الله يُصبح آلة تَخرب وتتعطّل بعد حين...
عندما تُشغّل المصانع لإنتاج الأسلحة والقنابل المحشوة بالمواد المدمّرة ستنفجر بصانيعيها وتقتل تجارها ومموليها...
ليت أبناء المدن يعرفون طريق التوبة، والعودة الى أحضان الرب، ليتهم يعلمون أن مصير العالم في يدهم، حبذا لو يُسخّرون قدراتهم الهائلة لخير البشرية، حتى لا يبقى فقير يعاني العوز، أو مريض لا يتلقى العلاج، أو جائع لا يشبع، أو عطشان لا يشرب، أو عريان لا يلبس، أو وحيد يموت من شدة الوحدة.
إرحم يا رب مدن العالم بفائق رحمتك ولا تسخط عليها الى الأبد. آمـــــــــين.