اللاهوت المتخفي في الناسوت لا تراه الحواس الجسدية بل تعاينه الحواس الروحية !
هكذا يدخل إبن الانسان إليك بخفر كنسيم عليل وكزائر خفيف يدق على باب قلبك، فإذا تأخرت في الرد توارى عن ناظريكمن دون أن يترك له أثرا" !
تكاد تسمع حفيف الأوراق تحت قدميه وهو يسرع في دربه، إنه يفضل التخفّي كي لا يقلق راحتك، وعندما يختفي لا تحتمل فراقه، بل تقوم من سباتك لتفتش عنه: ما زالت رائحة أطيابه عالقة في الهواء وأثر يديه عالق على قفل الباب...
قد لمحت العذارى طيفه وإستأنس به النساك في قلاليلهمغنت له السواقي وسبحته طيور السماء حتى نور الشمس انحسر ليمر سيد الأنوار في عظمة جلاله وسكون وداعته !
تتحسر على الزمن الذي كان فيه معك وكيف أهملت بركاته ونعمهولما تخفى سيد الحياةعرفت غنى حبه ووسع رحمته !
قد عرفت حبه فأحببتهحسبت أنك تقتنيه لكنه أفلت منك... كالزئبق هو تلمسه ولا تمسكه... لذلك نقي حواسك سريعاً لتعاين المسيح... قد اقترب ملكوت السماوات !