يذكر يسوع أن لهذه المرأة عشرة دراهم وقد أضاعت واحداً، وفِي ذلك دلالاتٌ كثيرة مهمّة:المرأة في الكتاب المقدس تعني أنها: "أمّ كل امرءٍ" فهي أمّ الحياة، وبالتالي ليست أقلّ قيمة من الرّجل، فهي ولدته وربّته ورافقته حتى يصبح رجلاً. وقد نادى أمّه العذراء مريم في عرس قانا الجليل وعلى الصليب:"يا امرأة" وهذا برهانٌ على أنها تلد الكنيسة وترافقها.
هي إمرأة لديها عشرة دراهم، فهي تعمل وتملك وتتصرف كسيدة حرّة ومستقلة ليست دون الرجل كرامةً ومكانةً وأهلية. فهي قادرة على العمل والإنتاج وليست عالة على الرجل.
سمّاها يسوع "إمرأة" دون تبعية للرجل، لديها شخصية وهوية، فلا حاجة أن تُعرّف ببنت أو زوجة أو أمّ أو أخت فلان كما هي العادة في الشرق...
هي امرأة كاملة لوحدها في كينونتها وعقلها وقدرتها ومكانتها، فاذا ارتبطت بالرجل لا يكون ذلك لسدّ نقص خلقي بها بل لخير الاثنين معاً واستمرار الحياة.
هي إمرأة تعمل وتتقاضى أجراً، تستهلك جزءاً منه وتدّخر الجزء الاخر، فهي إمرأة حكيمة ترى ما وراء الأيام، وليست مبّذرة كما تصورها ثقافة العصر.
هي إمرأة تحسب جيداً ما لديها، تتقن علم "المحاسبة" فقد عرفت أن ثروتها لم تعد كاملة.
هي إمرأة تملك بيتاً باسمها، لها حق الملكية، لها الحق في العمل، لها الحق في القيادة، لها الحق أن تكون في الطليعة وتصل إلى مراكز القرار.
هي إمرأة على مثال العذارى الحكيمات، عندما أغلقت باب بيتها استطاعت إشعال المصباح، فقد كان مليئاً بالزيت وجاهزاً لاستقبال العريس السماوي.
يا رب قد أضعنا ملكوت الله في داخلنا، أعطنا الجرأة الكافية كي نواجه ضعفنا على ضوء كلمتك ونبحث عنك في داخلنا كي تتفجر فينا ينابيع ماء حية، نروي عطشنا الى الفرح الداخلي الحقيقي. آمـــــــــين.