في هذا الإنجيل دعوة إلى الكرم والسخاء، دعوة إلى الخروج عن المألوف، دعوة إلى التحليق، دعوة إلى نسور الرسالة المسيحية لترتفع عالياً في سماء العالم.. السراج أعطي ليظهر النور لا ليخفيه.. الحياة أعطيت لنا لنعيشها بفرح وسلام لا بحزن ونقمة.. العمل أعطي لنا لنحقق ذاتنا في الخلق والإبداع، لا في الروتين وإحصاء أيام الفرص، وإنتظار نهاية الدوام أو نهاية الخدمة وسن التقاعد..
الذكاء أعطي لنا لنستثمره في التخفيف عن اَلام الناس وتسهيل حياتهم لا في تعقيدها وزيادة المآسي فيها..
الحب أعطي لنا لنعيشه بأمانة مع زوج واحد أو زوجة واحدة لأنه لا يحتمل أكثر من شريك، أعطي لنا ليثمر بنات وبنين يملأون الأرض والسماء معا، لا لتخنقه الغرائز وتدفنه الشهوات وتمحوه الأنانيات ..
الأولاد أعطوا لنا لنصير معهم وبفضلهم آباء وأمهات، أعطوا لنا نعمة ليشعوا فينا ومعنا نور الله..
الحقيقة أعطيت لنا لنتقبلها الآن ونتعلق بها ونعيشها حاضراً كي تنمو فينا وننمو فيها مستقبلاً..الكلمة أعطيت لنا لتعيش من خلالنا في شوارع العالم وأزقته، لتكون "حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب ١٢:٤)