ماذا يمكن لإنسان اليوم أن يطلب من الله؟ ما هي أبرز حاجاته؟ هل هو فعلاً بحاجة الى الله؟
إنسان اليوم بحاجة إلى السعادة، بحاجة إلى العيش بكرامة دون خوف من الآخر، بحاجة إلى العيش دون إزدراء أو تهميش، بحاجة أن يعبر عن ذاته بحرية، بحاجة إلى الترقي، إلى المعرفة، إلى تحقيق ذاته.. الإنسان المعاصر يعيش في غابة من الآلات والمعدات، يعيش في تخمة من الإيديولوجيات والعقلانيات، هو بحاجة إلى الهدوء والسلام، إلى التأمّل في الطبيعة، هو بحاجة إلى السلام النفسي، عن طريق أي وسيلة وإذا كانت عن طريق الإيمان لا مانع لديه.. لكنه بحاجة إلى بلوغ الإيمان ليس بالطرق الجامدة بل من خلال الخبرات الشخصيّة القريبة من واقع حياته، هذه ضرورة بالنسبة إليه ، أن يلمس البطولات الإيمانيّة التي تخرق المستحيلات ورتابة الحياة...
إنسان اليوم لا يتحمّل الظلم، لا يطيق الظالمين، لا يحتمل الألم، من أجل ذلك طوّر الطب، إخترع الدواء، أحبّ المسكّنات، إشترى المهدّئات، كي يضمن راحته، يدفع الغالي والرخيص من أجل التسلية.. رغم ذلك إزدادت الآلام في الأرض وإنتشرت الأمراض والأوبئة ربما أكثر من أزمنة القرون الوسطى...
إنسان اليوم بحاجة إلى الله الآب القادر على كل شيء لتخفيف آلامه الجسديّة والنفسيّة وتأمين راحته وسلامة عيشه.
هو بحاجة إلى الله الذي يخترق قلبه، يتجسّد في واقعه حيث هو، يلمسه في حياة أشخاص يعيشون القداسة، من خلال نصرة الضعفاء والتقرّب من الفقراء، معالجة آلام الناس بالفعل والعمل الذي يمكن رؤيته بالعين المجرّدة لا بالقول والوعظ ...
أعطنا ربّي أن نكون أغصاناً مثمرة في كرمك، أعطنا نعمة الثبات على عهد الحب معك، لأننا بدونك هياكل فارغة من الروح وأغصاناً يابسة لا ثمار فيها ولا نسمة حياة، بدونك لا نستطيع أن نفعل شيئاً، أعطنا يا رب روحك القدّوس لنعيش في هذا العالم حسبما تريد وبالطريقة التي تريد. آمــــــــــــين.