"لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ..."
"لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ..."
24 Nov
24Nov
عاد يسوع إلى بلدته الناصرة في وجه لم يعتادوا عليه أهلها وفي دور لم يألفوه، لذلك لم يقبلوه.
خرج منها نجارا وعاد اليها معلما، خرج منها ابن النجار يوسف وعاد اليها نبيا، خرج منها ضعيفا وعاد اليها قويا-عظيما يصنع المعجزات في كل مكان وصل اليه، الا في الناصرة لان أهلها لم يتجاوزوا في معرفتهم يسوع الوجه البشري له والعلاقات الاجتماعية المبنية على المصلحة والسطحية وفي كثير من الاحيان على معرفة عمياء لا تتخطى القشور.
كيف نرى نحن اليوم يسوع؟ هل هو خلاصنا وحامل ملكوتنا؟ أم أنه من مشاهير هذا العالم وحكمائه فقط؟
هل نتجاوب مع دعوته كي نكون حقا تلاميذه؟ أي أننا عقدنا العزم والعزيمة واتخذنا قرارا لا عودة عنه ان نعتنق كلامه دون أي تحفظ؟ أم أننا ندخل الى الكنيسة لتتميم واجبات ليس الا؟ فنخلع عنا انسان العالم وندخل الى هيكل الله ملائكة وعندما نخرج نعود ونلبس هذا الانسان دون أي تغيير جوهري؟
هل نحن من المؤمنين الذين حل الخلاص في نفوسهم وبيوتهم وعائلاتهم؟ أم أننا ننتظر مسيحا آخر أو وقتا آخر أو عالما آخر؟هل نستطيع أن نُخضع ارادتنا ونفسنا له؟ أم أننا لم تمكن حتى الان من تخطي حاجز المعرفة السطحية والايمان الموروث والافكار الشائعة والانشطة الفارغة من الجوهر؟
لن يدخل يسوع حياة انسان متحجر منتفخ من ذاته، لن يكون في شراكة مع عقل متمرد يكتفي بدعوته لكي يقدس في حضوره حياة مفطورة على العصيان.
لم يصنع يسوع المعجزات في الناصرة لان أهلها لم يؤمنوا به.
ان المعجزة تحصل عندما يتغير القلب ويتحول من سلطان الظلمة الى مملكة النور (كولوسي 1/13) عندها يدخل يسوع القلب ويصبح موطنه ومسكنا له بالحب والايمان والرجاء.