مشكلة زكا كانت أولا مع تاريخه وثانيا مع نظرة الناس اليه ونظرته الى الناس.
تاريخ زكا لم يكن نظيفا، فهو عشار (جابي ضرائب) يأخذ الضرائب من بني قومه ويعطيها للمحتل، فهو كان عميلا بلغة اليوم.
لا بل كان يأخذ أكثر من المفروض، يعني أنه كان ظالما أكثر من الغريب على شعبه، وسارقا في وضح النهار..
والناس عاملوه كما يستحق، رذلوه وأزلوه واحتقروه وصنفوه مع الخطأة الذين يستحقون النار. أما هو فقد بادلهم الكراهية بالتعالي والكبرياء والبغض بالظلم والنهب، والابعاد باحتقارهم في حاجتهم وقهرهم في سرقة تعبهم والازدراء بالتعامل العلني والصريح مع الاجنبي المحتل.
أما الرب يسوع فكان له نظرة أخرى، اكتشف في زكا بذرة صغيرة كانت كافية لبداية مشروع كبير انتهى في خلاص كل بيت زكا ونسله.
سلك يسوع طريق أريحا وعبرها ليصل مباشرة الى قلب زكا وكل الخاطئين من أمثاله وهم كثر.
نظر الى زكا نظرة تقدير واحترام (من تحت الى فوق) طالبا منه أن يسلك معه درب التجديد المعبدة بالحب والمصالحة مع التاريخ الشخصي.
وعبر زكا مع يسوع الى الخلاص بوجه بشوش.
مشكلة زكا، هي مشكلة أولويات أوصلته الى تكسير العلاقات مع أهل البيت أولا ومن ثم مع سائر الناس.
فهل تلبي حياتنا طموحاتنا الشخصية؟ هل يساعدنا الاخرون على تحقيق رغباتنا ومشاريعنا؟ هل نشعر بالرضى مع من نعيش معهم؟ هل نحن نشاركهم أفراحهم وأحزانهم وآمالهم وطموحهم؟ هل نفهم حاجاتهم في الوقت الحاضر؟هل نقر بأن للآخر كرامة رغم كل أخطائه؟ هل نؤمن بالنعمة الفائقة التي تقود الى التغيير والتجديد؟ هل نرى في الآخر مساحات بيضاء تتسع لكل خلق وابداع وشرارات نور تبهر الناظرين اليها؟ هل نحن نذراء شؤم أم أنبياء رجاء؟ هل يقتصر حبنا على العمل والخدمة والواجبات أم يتعداه الى الحياة التي تتكلم فرحاً وجمالاً؟ دخل يسوع الى بيت زكا بوجه بشوش فانعكس فرحا على وجوه جميع أهل بيته. ونحن في بيوتنا (لا في بيوت الجيران) هل لنا وجوه حزينة ناشفة قابضة حاقدة، تعبر عن استياء واشمئزاز كبيرين؟ طالما نحن في بيوتنا يجب أن يكون الفرح حاضرا، أي الله حاضرا.. لنعيش بشغف وحماس فتتغير الحياة وتتلون بألوان الحب.