إنه سلطان "مزود المهد" حيث يبدأ الخلاص يبدأ من أسفل درجات سلم التراتب الاجتماعي، ليعطي "رجاء صالحا" لكل المهمشين والمنبوذين والمبعدين في الارض، مهما بلغت درجة بؤسهم أو يأسهم.
أما سلطان رؤساء اليهود فلا يختلف عن سلاطين عالم اليوم الذين يرفضون استقبال الطفل يسوع في قصورهم الواسعة وبالتالي لا مكان عندهم للرحمة ليس فقط في ملكوتهم المادي بل في قلوبهم.
فكيف لهم أن يفهموا سلطان يسوع؟انه سلطان "ابن النجار" تلك المهنة المتواضعة، ليقدس من خلالها العمل البشري الشريف الذي يهدف الى تلبية الحاجات "بعرق الجبين"، وتأمين العيش الكريم وصولا الى تحرير الشعوب من العوز.
أما سلطانهم هم فهو سلطان أصحاب الرساميل المنتفخة بدم وعرق الفقراء.
إنه سلطان "معمودية التوبة" على يد يوحنا، رغم أن يسوع منزها عن الخطيئة، فقد ساوى نفسه لجميع الخطأة، "متمما كل بر"، فاتحاً باب الرحمة والخلاص أمام الجميع مهما بلغت درجة بعدهم عن الله..
أما سلطانهم فقد أمر بقطع رأس يوحنا وتقديمه على طبق من فضة الخيانة وسيادة الشهوة واللذة والعربدة المتحكمة في رقاب وعقول سلاطين هذا العالم..
إنه سلطان "الرأس المنحني" على الضعيف والمشوه والمريض والمذلول والمجروح في كرامته والمحكوم عليه بالموت من الشيوخ الغارقين في خطيئة "الزنى"، كما في مشهد المرأة الزانية..
انه سلطان يعيد الانسان الى جوهره ليرمي الحجارة من يده بانياً فيها حضارة الانسان بدل الرجم والقتل.
انه سلطان "اليد الممدودة" والمفتوحة على الصليب، ليضم الى قلبه جميع الشعوب، ناشلاً إياهم من قبور الانانيات الى رحاب الانفتاح والحب.