أيها الرب يسوع أسجد أمام عظمة تواضعك وألقي بنفسي أمامك كي أدرك حقيقة حضورك الحي في القربان المقدس في هذه اللحظة لحظة لقاء الخالق بالمخلوق والمخلص بالمخلصين والفادي بالمفديين، حيث ترفع الكنيسة، شعب الله الحي، آيات الشكر، وأشترك معها أنا الضعيف والغير مستحق في فرح التسبيح عند رؤية وجهك لا بل عندما ألمسك بيدي لا بل عندما أجعل منك طعامي وشرابي لحياة لا انقطاع فيها عنك أنت مصدر كل حياة يا خبز الحياة...
أي حبّ جعلك "تحمل نفسك بين كفيّ يديك" وتقول لي: هذا هو جسدي … وهذا هو دمي، لا بل طلبت مني دون أي استحقاق أن أعيد إحياء ذكرى موتك وقيامتك وتأمرني في كل قداس مع إخوتي كهنة العالم أن أطعم المؤمنين بك والمعمدين على اسمك جسدك المقدس فتصبح الارض بنعمتك سماء موطن قديسيات وقديسين يا خبز السماء...
كم هي ضعيفة إرادتي عندما أتردد في المجيء اليك وقبولك لي، وكم هو ضعيف عقلي عندما أحتار في سرك، وكم هي ضعيفة حواسي عندما تسعى في ضعفها لادراكك، وكم تبدو أنت صبورا على ترددي، وأميناً رغم خيانتي ومؤمنا بي رغم شكي بك، ووديعاً رغم حقارتي، ومتواضعاً رغم كبريائي، ومحباً رغم نكراني وجهالتي واستبدادي الدائم بحنوك، فتتواضع أكثر لتصبح قربانة بيضاء تنير ظلمة حياتي...كم أحبك و"كم أحب أعيادك... وكم من فرح يغمر داخلي عندما ألقي الورود تحت أقدامك. ولا أكون سعيد بقدر سعادتي الغامرة عندما تلمس الورود التي ألقيها الشمس التي في داخلها يُحمل القربان الأقدس" (القديسة تريزا الطفل يسوع)أيها الرب يسوع إنزع مني أنانيتي واسكن أنت مكانها، وانزع مني ذاتي وقناعتي وعقليتي وسلوكي وردائي فربحي الوحيد أن أحيا بك وتحيا بي قربانا حياً مدى الساعات والأيام الى انقضاء الدهر.