بين لحيظات الثواني العابرات
بين خطوة أخطوها وأخرى
بين تنهيدة والتفاتة الانتظارات
في عبثية ولاشيئية الازمنة
بين دمعة أذرفها ودمعة،
بين إبتسامة أرسمها وإبتسامة،
في هدوء عيني أبي الحنون، وسهوة أمي الساهرة،
في قلق ترقب الأحداث،
في إضطراب تنازع الأخوة،
في تعاظم وإضطرام الفساد،
في تعظم المعيشة
وثقل الدهرية المفرطة...
بين نبضة قلب وصرخة ألم،
في نزف جرح محزون لم يلتئم،
في زقزقة بطون الأطفال الجائعة،
وإيقاع قلوب المراهقين المتمردة،
وحقوق مهضومة وكرامة مغتصبة
في تحليق العملة الزرقاء
ووقاحة سادة السلطة
وغلاء حبة الحنطة
وتدني قيمة الإنسان ...
تبقى أنت وحدك يا يسوعي الثابت الشامخ غير المتغير الضابط الفوضى
الوجه الحلو والعين الساهرة في وحشة بريتي المقفرة
تترقب كل حركة أتحركها تصغي الى كل نفس أتنفسه
في خروجي ودخولي
في صيفي وشتائي
في سقطاتي وحروبي
في ساعات الهدنة
في التشكيلة العظمى
في دكتاتورية النسبية
في وحشية الحكومات
في إنتشار الأوبئة
و إستعباد الأنظمة...
أنت رجائي الوحيد
وسندي الأكيد
أحياك في الخفاء
في أرض الأموات !
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/