وما عسى أن يكونا قد رأيا؟
أقصوراً من ذهب؟؟ أحجارة من فيروز وألماس؟؟
أكنوزاً وغلالاً مكدّسة؟؟ أناطحات تلامس السحاب؟؟
بل وكراً يشبه وكر الثعالب لا مكان فيه ليسند إليه رأسه!
أميالاً سار فيها إبن الإنسان مشياً على الأقدام في برد الشتاء وحرّ الصيف
قاسى الجوع فأكل حبوب القمح في الحقول
عطش فإرتاح على بئر ليشرب من دلو إمرأة...
تعب مع الرسل تألّم مع الفقراء
حزن مع الثكالى
أشفق على المرضى
وتحنّن على البرص والعرج والممسوسين
لم يغمض له جفن إلاّ الزمن القليل
قصد القفر والجبل ليلاً ليصلّي إلى طلوع الفجر...
وأنت تفترش الأسرة الواسعة
وتسكن البيوت المفروشة
تتدفّأ شتاءً وتتكيّف صيفاً
تأكل وتشرب وتشبع كما تيسر لك
تنتقل في السيارات والقطارات
تسافر جواً في الطائرات
تنام ملء جفنيك وتستيقظ أحياناً
في منتصف النهار
لك وقت للعمل واوقات للإستجمام...
تشاهد الأفلام وتشرب الكحول وتتسلى وتسهر...
مع ذلك أنت لست سعيداً
همّك كيف تتحمّل أخاك وتفكّر إيجابياً
وتكون لك ماركة شخصيّة
كيف تحقق أموالاً إضافيّة
وان تؤمّن لك كل ما يلزم لحياة رغيدة...
السعادة ليست من صنع يديك
بل هي أن ترتاح بين يديه
وأن تسلّمه حياتك!
ما أجمل أقدام المبشّرين بإنجيل الفرح
يركضون ولا يتعبون
أبداً هم مبتهجون متهلّلون
يموتون لكي يحيوا... فلا يموتون!
المسيح قام!
/جيزل فرح طربيه/