من أكثر الأمور التي أثرت في حياتي الإيمانيّة أشخاص كانوا لي قدوة ومثالاً في التفاني والصلاة!
أتذكر فتاة كانت تأتي كل يوم إلى الكنيسة لتشارك في القدّاس الإلهيّ.
كانت تأتي باكراً وتجلس في الصف الأمامي وتصلّي بصمت وخشوع.
شبهتها بأحد العواميد الأساسيّة في الكنيسة...
بالفعل كانت طويلة القامة ونحيلة وثابتة...
تقف تارة وتجلس طوراً تسجد مراراً وتصنع مطانياتكانت لا تلتفت لا يمينا ولا يسارا بل تثبت عينيها على المذبح والإيكونوستاز.
وكأن لا أحد غيرها في الكنيسة!
أحيانا كثيرة كانت تقبّل الأيقونات بحرارة ولا تفارق المسبحة يدها.
تعلّمت منها التقوى والأمانة ولا تزال صورتها في ذاكرتي بعد سنين طويلة مع أنني لم أعد أراها لأنها تركت الحي الذي أسكن فيه.
أخوتنا في الإيمان مثال وقدوة لنا هم يتبعون المسيح ويسيرون أمامنا فنسير على خطاهم صوب المسيح إلهنا!
"إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ، فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ، وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ."
(نشيد ١: ٨)
/جيزل فرح طربيه/