السامرة كما كل مدن العالم وقراه بحاجة الى من يتخطى الحدود الجغرافية والحواجز الاجتماعية والموانع الثقافية والشرائع الدينية التي تفرق الناس عن بعضهم وتحرمهم من نعمة السلام. وحده يسوع استطاع أن يحول النجس الى طاهر والعدو الى صديق والبعيد الى قريب، لأنه يهب البشرية روحاً ينعش قلب الانسان، فيشتعل رقةً وحناناً وانفتاحاً وغفراناً...
كم من سامريٍ بيننا يشعر أنه منبوذ ومُهمَّش، شكرا لك يا رب، لأنك أعطيته فرصة الاندماج بك ومن خلالك مع الخليقة كلها، أعدت له كرامته، فعاد الى إنسانيته ومن ثم إليك...
أعطنا يا رب "روح الحق" كي لا نكتفي بأنفسنا التي تعرضنا مع الاخرين للأذية من ثم تقتل النعمة فينا.. أعطنا "روح الحق" كي نعيش تحت قيادته ونمشي بالهاماته متنعمين بتعزياته في أجواء من الحرية الممتزجة بلمسات النعمة المولدة للحياة والتغيير الخلاق في نفوسنا وأطباعنا.. أليس الخالق هو "روح وحيث روح الرب هناك الحرية"؟؟(2 قور 2 / 7).
من الطبيعي أن يرفض العالم "روحك" يا رب لأنه لا يراه ولا يعرفه. فالعالم اعتاد على طاعة البشر، على طاعة الكتاب بما فيه من حروف ميتة، على طاعة القوانين خوفا من العقاب، على طاعة ملوك الارض وليس "روح الحق" فمن يطيع الملوك يصبح عبدا ومن يطيع الروح يصبح حرا..
أما نحن أبناءك فمن الطبيعي أن نعرف "روحك"، لأنك قويتنا ، حسبتنا أبناء لك، ورثة لمجدك.. نحن الذين كنا مجدفين ومضطهدين ومفترين لكنك رحمتنا وافتديتنا..
وهبتنا يا رب روحك ليقيم فينا رغم ثقل ماضينا، رغم تمادينا في التجديف عليك غمرتنا بحضورك، رغم تمادينا في العنف واختراع الدمار فلم تمنع عنا رحمتك بل شملتنا كلنا، شملت المنحرفين بيننا والمدمنين والمخادعين والسارقين والقتلة.. " لقد أحسنت الى عبدك" فوق ما كان يرجو (مزمور ١١٩ / ٦٥) وجدت عليه بنعمتك وصداقتك... فبماذا نكافئك عِوَض هذه النعمة؟
أحد مبارك
/الخوري كامل كامل/