في اليوم الأخير من هذا الأسبوع، تدعونا الكنيسة للتأمل في اللحظات الاخيرة ليسوع وهو مسمّر على الصليب.
قد نستغرب الامر لأننا في زمن الدنح ولسنا في زمن الآلام.
لكن يسوع الذي تأكد الجميع من موته جسدياً وحسبوا أنها نهايته، عاد وأشرق بقوة لا مثيل لها ليعطينا نعمة الحياة...
هناك على تلة الموت والنهايات المأساوية، أخرج الجميع ما في داخلهم من سموم قاتلة، وأفكار هدّامة، فأمروا بصلب رجلٍ بريء، وتأكدوا من موته بطعنةٍ فتحت ثغرة لترى البشرية قلب يسوع، لترى ما في داخله من حبٍ ورحمة، هناك التقى من طعنه بالله الذي قابله بمشاعر حانية لا توصف، وفتح أمامه باب توبة وحياة لا يغلق..
تلك الحربة سمحت لنا أن نرى ما في قلب يسوع، الصخرة المضروبة لأجلنا (١ كو ١٠:٤) والينبوع الذي يفيض علينا (زك ١٣:١) وآبار الخلاص التي حُفرت من أجلنا (إش ١٢: ٣)...
هناك على تلك التلة تواجه يسوع مع البشرية، حقيقة الله مقابل حقيقة الانسان... طلب ماءً للحياة فأعطوه خلاً للموت... أحب أن يرفع الانسان إليه رغم جراحه، فطعن في الصميم، جرح فيجرح في آلامه، وقت شدته وضعفه، ساعة موته... أخرج الانسان ما في جوفه من مكرٍ وأسباب موت، فأخرج يسوع ما في داخله أسباب الحياة، من جرحه خرج دم وماء، دم العهد الجديد، عهد الافخارستيا، عهد الرجاء والإيمان والحب، وماء إرواء العطش، ماء الغسل، ماء التطهير، ماء المعمودية... هذا هو الانسان بحقيقته، إنسان الموت.
وهذا هو يسوع بحقيقته، رب الحياة...
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/