خطأ فادح يقع فيه المؤمن عندما يصدق أنّه مستحق لكل عطايا الله وأنّ له بر وصلاح من ذاته!
إنّ كل ما نناله إنّما هو هبة مجانيّة من الله:
الكون والكواكب والنجوم، السماء الهواء والأرض والأشجار وكل المخلوقات قد خلقها الله من أجلنا.
الأهل الذين ولدونا، البيت الذي تربينا وترعرعنا فيه، المدرسة والجامعة التي تعلمنا فيها، الفرص التي حصلنا عليها، الحياة التي تسري في عروقنا، الصحة والعافية، وفرة غلال الأرض والمواسم...
كل ما تيسّر في حياتنا، كل عقدة تحلّ، كل طريق يمهد أمامنا، كل صديق يهتمّ بنا، كل إنسان يعزّينا في كبوتنا ويسندنا في ضيقاتنا...
أبواب الكنيسة التي تفتح، مياه المعمودية، ميرون التثبيت، الذبيحة الإلهيّة ، القربان الذي يكسر والخمرة التي تهرق، الغفران المعطى لنا في كرسي الإعتراف ، الكهنوت المكرّس والزواج المقدّس ، مسحة الشفاء...
فداء الرب وملكوته السماوي وعطيّة الروح القدس أغلى العطايا.!
أنظنّ أنّنا نلنا كل هذه البركات عن إستحقاق وجدارة منّا نحن المتهاونين الكسالى المتقاعسين الذين نخطأ مئة مرة ومرة كل يوم؟؟
إلاّ أنّك إله طويل الأناة كثير الرحمة يا إلهي تتغاضى عن سيئاتنا وتصفح عنا... تنتظرنا لنعود إليك فتغمرنا بين ذراعيكلأنّك أبانا ونحن أبناءك الضالّينيا فرحنا اللامتناهي!
/جيزل فرح طربيه/