التجديف هو الكلام البذيء الذي يخرج من الانسان معبراً فيه عما في داخله من سوء ورذيلة.
فالكلمة مثل الثمار التي تعبر عن الشجرة، فإذا كانت الشجرة صالحة أتت بثمار شهية، طيبة وصالحة... وكذلك الكلمة فهي صورة حقيقية عما يكتنزه الانسان في داخله من خير أو شر..
والتجديف هو تعبير سيّء يُقصد منه تحدي الله وانزاله الى مستوى وضيع جداً.
أما التجديف على يسوع فهو الطريقة التي اتبعها الفَرِّيسِيِّين بعد أن عاينوا معجزاته وخافوا من امتلاكه قلوب الناس، فاستخفوا بأعماله متهمين إياه بأنه "بعل زبول" أي رئيس الشياطين..
أما التجديف على الروح القدس الذي لا يُغتفر، فهو اتهام يسوع بأنه مملوء من الشر وروح إبليس بدلاً من أنه مليء من الروح القدس.. هذا النوع من التجديف هو حالة الانسان الذي لا يؤمن ولا يصدق وهو في تصدٍ مستمر لعمل الروح فيه وتشكيك دائم في عمل النعمة وتسخيف دون انقطاع للإيمان حتى يموت في إلحاده وكفره... مغلقاً بإرادته كل أبواب الرحمة والغفران...
"إذن القلب غير التائب الذي ينطق بكلمة على الروح القدس ينطقها ضد هذه العطية المجانية وضد النعمة الإلهية.
فعدم التوبة هو التجديف على الروح القدس الذي لن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي، لأن فكر غير التائب ولسانه ينطقان بكلمة شنيعة بالغة الشر ضد الروح واهب المغفرة بالمعمودية، هذا الذي قبلته الكنيسة لتغفر به الخطايا" ( القديس أغوسطينوس في سر التوبة والاعتراف).
“إنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟. وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَ اسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ. الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.”
(روم ٢ : ٤- ٦).
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/