من هم الأنبياء الكذبة؟
هم المبشرون بالحريّة إلى حدّ التحرّر والتفلت من الإنسان والله...
الذين ينادون بتأليه الإنسان بالكلام فقط والعمل المتواصل لتجريده من أصله...
الذين يعبدون الله بالكلام والتنظير السخيف وساعة التجربة يستسلمون إلى الأهواء والغرائز ويستسهلون نقض العهود والوعود وكرامة الله والإنسان..
الذين يلبسون ثوب الحمل!!
أي ثوب المسيح في الظاهر، والتظاهر بحمل صليبه، وفي الحقيقة " ملؤهم خطفٌ وضغينة"!! وفي باطنهم " ذِئَابٌ خَاطِفَة"!!!
فإذا كان الأنبياء الكذبة يلبسون ثوب الحمل (يسوع) فهم ليسوا غرباء عن "أورشليم" هم "منّا وفينا" يعملون ويُعلّمون في داخل الكنيسة، يسعون إلى تخريب الهيكل من الداخل، لكنهم فشلوا وسيفشلون لأنها كنيسة المسيح وقوات الجحيم لن تقوى عليها.
كيف نميّز الأنبياء الكذبة؟
يختارون الحلول السهلة تماشياً مع الواقع أو السائد أو الموضة، ولو كانت تتناقض مع مشيئة الله، فيسايرون مشيئتهم ومشيئة من حولهم!!
"إسمعهم تفرح جرّبهم تحزن"
فكم من الحملان يبشرون بالخير ولا يثمرون سوى الموت؟؟!!
نسمعهم في المجالس والمنابر فقط، فالايتام والأرامل والمساكين لا يعرفونهم، والجياع والعطاش والعراة لا يلتقون بهم بل تتردد الى مسامعهم صدى كلمات يسوع :"إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أعمالهم""فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم" حيث حلّوا واحتلّوا تكثر النكبات والخيبات والشقاق بين الناس واغتياب الآخر وتدمير سمعته ومصادرة إنجازاته وعرقلة مساعيه ونحر الشرفاء على مذابح الشرفاء ونحر القديسين على مذابح القديسين..
كيف نواجه الأنبياء الكذبة؟
النظر الى يسوع المصلوب كهدف وحيد رغم كل مشاهد الخيانة وتبنّي الحكمة قولا وفعلاً وغفراناً وبناء المستقبل على صخرة الايمان، إيمان بطرس والرسل والقديسين، إيمان البسطاء والشهداء والمعترفين..
علّمنا يا ربّ أنّ الكلام لا " يُطعم خبزاً" بل العمل بكدٍ وجد.. العمل على الأساس ومن الأساس وحسب الأساس.. العمل بمشيئتك أي استعمال المخلوقات من أجل الغاية النهائية، من أجل الحصاد، من أجل الارتقاء عالياً حتى الوصول الى مشاهدة وجهك القدوس.
صوم مبارك
/الخوري كامل كامل/