ننحني أمامك أيها المسيح، الآتي الى "أورشليم" حياتنا، الى "أورشليم" خاصتنا، الى "مربعنا" الى "جونا".. الى حيث نحن..سنهتف لك ال "هوشعنا" ليس بالشفاه فقط، بل بالقلوب أيضا..سنفرش أمامك ليس الثياب فقط بل "ذواتنا"، لتمر عليها وتجعلها مباركة وملكاً لك..
في استقبالك سنحمل بأيدينا صليب الحب، ليس فقط "أغصان النخل" فروع الاشجار اليابسة، سنحمل اليك على أكتافنا "أغصاننا" فلذات قلوبنا، فروع عائلاتنا الحية.. سنحمل اليك الاطفال والرضع لتبارك أجيالنا "ثمار حبنا"..
لن يكون استقبالنا لك "زائفا" وادعاء فارغا، واستعراضا خارجيا لجديد الثياب، بل استقبالا روحيا واعترافا جوهريا أنك أنت "الآتي الينا باسم الرب" لتلدنا ثانية من تحت أقدام الصليب..
في استقبالك "يا ملك المجد" سنحمل اليك أحاسيسنا وعواطفنا.. أفكارنا ومشاريعنا.. سنحمل اليك هفواتنا وزلاتنا.. قوتنا وضعفنا.. موتنا وحياتنا.. مرضنا وصحتنا.. شكنا وايماننا.. خوفنا وشجاعتنا.. نجاحنا وفشلنا..
في استقبالك "اليوم" في أحد "الشعانين" ستكون "الهوشعنا" خاصتنا تمردا على واقعنا المرير، على شرقنا الحزين، على شوارع العراق وسوريا الفارغة من "أغصان النخل" المشتاقة الى سماع هتافات الاطفال وصيحات الشباب وزغاريد النسوة .. تمردا على اليأس وبؤس العيش والمصير.. تمردا على هجرة شبابنا.. تمردا على فساد حكامنا .. تمردا على ضعف انتمائنا اليك..
كيف لنا أن "نتجمهر" حولك في "الشعانين" ونتركك وحيدا على "الصليب"؟ألم تشاركنا أحزاننا وضيقاتنا؟ ألم تكن لنا خادما؟ ألم تغسل أرجلنا؟
من أجلنا " أخليت نفسك، أخذت صورة العبد، صرت بشرا مثلنا, تواضعت وأطعت حتى الموت، موت الصليب"(فيلبي 2 / 7 و 8).. من أجلنا حملت " بنفسك خطايانا في جسدك على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر"(1 بطرس 2 / 24) تحملت وكابدت الصلب والموت مع كونك بلا خطيئة..فكيف لنا أن نبقى بعد "الشعانين" من دونك؟ وأنت " المبارك العزيز وحدك ملك الملوك ورب الارباب"(1تيم 6 / 15)..تعال أيها السيد الى "مدينتنا"، تعال الى قلوبنا.. تعالى الى بيوتنا.. تعالى الى حيث "نحن" و"هم" و"كلنا".. لتكون أنت وحدك في صلب حياتنا.. ولك السلطة والنفوذ واصدار الاوامر على ارادتنا الذاتية الضعيفة والمعتلة والمبتورة.. لنصير معك أقوياء في الشهادة لحبك حتي الصليب..آمين
شعنينة مباركة
/الخوري كامل كامل/