إقتبس بطرس كلام يسوع عن جوهر التطويبات في الإنجيل ، مقتنعًا بنعمة الروح القدس بعد القيامة أن يردّ سيفه إلى غمده ويكسر حلقة العنف متبنيًا بسيرته وعقليته وردّات فعله واختياراته منطق الصليب.
لكن ليس بالأمر السهل قبول الاضطهاد ليس بالضرورة من أعداء ربما من أهل البيت أو الاصدقاء والأقرباء أو أخوة الدرب والرسالة أو ممن تلقوا الخير دون مقابل فيكون جزاء المعروف تلفيق التهم ونشر الاكاذيب وصنع المكائد وتشويه السمعة والنيل من الكرامة وصولاً إلى تصفية فاعل الخير!!!
إنّ منطق الصليب يطلب من السائر على خطى المسيح الصبر وإحتمال الألم من أجل البرّ، لا بل تبني الإضطهاد وقبوله إرادياً وتقديم الأوجاع الناتجة عنه لمجد الله كنوع من العبادة تنبض بها القلوب وهي تضخّ الدماء للنازفين حياةً وهم على شفير الموت لكن يحملون سهام الحقد ويطعنون تلك القلوب.
"فمِنَ الأَفْضَلِ أَنْ تَتَأَلَّمُوا وأَنتُم تَفعَلُونَ الخَير"
هذا خيار الإنسان الذي إرتقى روحياً بحياته فهو يُقدس الرب بسيرته النقية وسط الإضطهاد من أجل البر.
فهو كالأم التي ترضع إبنها وحين يشتدّ ساعده يطعن القلب الذي أحبه أو الجندي الذي يستبسل في الدفاع عن الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء وعندما يحين موعد النصر وهو ينزف من جرح المعركة يُرمى في السجن أو في القبر وتُعطى الأوسمة للعملاء والخونة!!
رغم قساوة المعركة لا يجفّ الرجاء "وكُونُوا دَوْمًا مُسْتَعِدِّينَ لِلدِّفَاعِ تُجَاهَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُم عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذي فِيكُم" ولا تتعب المحبة "ولكِنْ بودَاعَةٍ وٱحْتِرَام، وبضَمِيرٍ صَالِح".
هكذا تكون مواجهة ضيقات العالم، إلتزام خطّ المسيح واسلوبه ومشاركته آلام الإضطهاد والحفاظ على طهارة الروح ونظافة الكف واللسان.
فالردّ المناسب وسط المعركة هو السيرة المقدّسة الظاهرة بوداعة دون عصبية زائدة هكذا يتحول الصخر إلى غدران جارفة الحقد من حقول العالم فينبت السلام وتزهر المحبة ويتمجّد اسم الله. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/