قد بذلت حياتك من أجلي وسفكت دمك الطاهر على خشبة، لذلك مهما فعلت يا سيدي لا أستطيع أن أوفي لك ولو قليلاً من حبك !
قال لي الخادم الأمين :
يستهزئ بي أقربائي وأصدقائي لأنني أبذل وقتاً وجهداً للبشارة من دون أي مقابل، أترك راحتي ليلاً ونهاراً لأخدم أخوتي، حتى أنني أحياناً أدفع من جيبي الخاص كي أتمّم الرسالة على أكمل وجه.
لا يهمني أين وكيف، حتى ولو كان علي أن أنتقل الى رعية بعيدة وأتكبد مشقات الطريق،حر الصيف أو برد الشتاء، ضيق المكان وفقره، قلة الحضور أو مشاكسة بعضهم... تعب وارهاق التحضير ....
لقد وهبني الرب كل شيء مجاناًبمحبة لا متناهية و رحمة وافرة،لقد أفاض علي أنهاراً من البركات والإنعامات التي لا أستحقها كما أشبع كل إحتياجاتي ...
أفلا أهبه بعضاً من ذاتي؟؟
لم تتركني مرّة واحدة يا سيّدي ولم تهملني... أنت تحيط بي من كل جانب وصوب... تحملني بين ذراعيك وتردّ عنّي كل خطر وشدّة.