هذه الويل هي لكل منا في كل يوم وفي الكثير من الحالات والمواقف...
الويل لنا لأننا نتبع أدق التفاصيل في الشرائع والقوانين والأعراف فقط خارجيا لنقول للناس أننا متدينون وأوادم ومصدر ثقة..الويل لنا لأننا نؤدي عشر ما يعتبر سخيفا أو بديهيا لا قيمة له لنظهر للناس مدى التزامنا...
الويل لنا لأننا نصفي الماء من البعوض ونبلع الجمل، عندما نحاسب غيرنا على هفوة صغيرة صدرت في غفلة من الزمن وفي لحظة ضعف ونحن في السر نرتكب المعاصي... نسرق ونكذب ونقتل ونسيء الأمانة ...
نحاسب غيرنا على القشة في عينه ولا نرى الخشبة في أعيننا...نحاسب غيرنا على كل كلمة وكل موقف ونخضعه للتحليل والتأويل ونصدر حكم الاعدام بحقه دون رحمة... وبدورنا نستسهل التعايش مع الطمع ونشرع النهب على حساب الاخلاق والدين والإنسانية.ألا ننتقد بخل الآخرين ورائحة الأنانية التتنة تفوح من داخلنا؟ألا ننتقد عدم مبادرة الآخرين ونحن ننتقد كل من يعمل وكل ما يعمل ومن لا يعمل!!!
ألا نقيم الدنيا ونقعدها على بعوضة تسربت خلسة إلى كأس ماء نشربه في المطعم وبدورنا نبتلع مال الحرام دون أن يرف لنا جفن؟
ألا نركض وراء الجمال الخارجي ونضع المساحيق ونجري العمليات التجميلية ولو على حساب الصحة ونهمل جمال النفس والروح حتى يتعفّن الداخل وينفجر حقدا ومرارة؟؟
أنا الفريسي الأعمى المرائي مدّ يمينك يا رب وطهر ما في داخلي لأصبح على مثالك طاهراً ويصبح قلبي مثل قلبك. آمــــــــــــين.