يُسمى الرياء خميرة، إذ هو يخدع نيَّات من يمارسه ويضلِّلها. ليس شيء يُفسد شخصيَّة الإنسان مثل الرياء.( القديس غريغريوس النزينزي)
خمير الفَرِّيسِيِّينَ هو الرياء (الكذب)، أي التظاهر بما ليس في داخلهم... فهم يتظاهرون بالتقوى وداخلهم عكس ذلك، يتظاهرون بالحرص على الشريعة، ويعيشون عكسها، يتظاهرون بالطهارة وملؤهم خبثٌ وضغينة... يتظاهرون ببساطة القلب ويعيشون الكبرياء... يتظاهرون بمحبة الله ويكفرون به ليل نهار... يتظاهرون بمحبة الناس ويحفرون لهم القبور.. لذلك انتقدهم يسوع ووصفهم بالأفاعي وبالقبور المكلسة الذين يحملون الناس أحمالاً كثيرة ولا يمسونها بإحدى أصابعهم..
كلنا لديه القدرة على التظاهر بما ليس في داخله، لنصل إلى ما نريد... مما يجعلنا منقسمين على أنفسنا "بوجهين ولسانين وشخصيتين.." وربما أكثر.. لكن مع الوقت تظهر الحقيقة "يذوب الثلج ويبان المرج" وتنكشف "الخميرة" الكاذبة التي أفسدت "العجنة" كلها...
أعطنا يا رب اليوم وفي كل يوم أن نبتعد عن الرياء، ونعيش في السر ما نقوله في العلن، نقول ونعمل ما نفكر به...أعطنا أن نعيش الحقيقة مهما كانت صعبة...أعطنا يا رب أن نصلي بتقوى في مخادع نفوسنا ليس فقط أمام الناس...
أعطنا يا رب جرأةً لننزع عنّا أقنعة الآدمية الخارجية التي تدر علينا بعضاً من التشريفات وتقتلنا من الداخل...
أعطنا يا رب قدرة على جعل ما في داخلنا يشبه أثواب الحملان التي نلبسها في المناسبات لنكون أبطالاً في الوداعة والتواضع...أعطنا يا رب صدقاً في نوايانا الداخلية، فيكون خارجنا كما داخلنا... نخاف وجهك لا وجوه الناس.. يهمنا حكمك لا حكم الناس ورضاك لا رضى الناس ومدحك لا مدح الناس ومكافأتك لا مكافأة الناس...آمين.