HTML مخصص
- المدونة الروحيّة
- احْتَضَنَتْهُ العذراء مريم بينَ ذِراعَيْها وأنْزَلَتْهُ وتَرَكَتْهُ في الأَسْفَل - - معجزة رائعة لوالدة الإله
في مَغارَةٍ مَحْفُورَةٍ في صَخْرَةٍ عاليةٍ، تُوجَدُ كنيسةٌ صغيرةٌ لوالدة الإله الكُلِّيَّة القداسة، ضمَّ إليها أهلُ فارسا لتوسيعها شرفةً خَشَبِيَّةً خارج الصخرة.
فكان عليهم صعودَ أربعينَ درجة منحوتة في الصخرِ ، بالإضافة إلى مِئَةِ وعشرين درجة خشبيّة أخرى للوصولِ إليها.
ذَهَبَ مرّة الأب أرسانيوس، كعادته، بِرِفْقَةِ المُرتل يوحنا لإقامة القدّاس الإلهي هُناك.
وبعدَ إنتهاء القُدَّاس، خَرَجَ الأبُ إلى الشُرْفَةِ واتكأَ قَليلاً على إحدى اللوحاتِ الخشبِيَّةِ، فانْقَلَعَت مَساميرُها فجأةً ، وسقطَ الأب في الهاوية.
رآهُ فَلَّاح يحرث أرضه مِنْ الجِهَّةِ المُقابِلةِ للهُوَّةِ، فتركَ البَقَر على المِحراثِ، ورَكَضَ مُسْرِعاً ليُنهِضَهُ، ظَنّاً مِنْهُ أنَّهُ سَيَجِدُ جَسَدَهُ حُطاماً.
أمّا المُرَتِّل يوحنّا فَلَمْ يَعِرف شيئاً، لانْهِمَاكِهِ بِتَرْتيبِ الكنيسةِ في الداخِل.
عندما وصلَ الفلّاح إلى إسْفَلِ الهُوَّةِ، وَجَدَ الأب أرسانيوس سليماً، لكن دونَ حِراكٍ.
فأراد أنْ يَجِسَّه.
فقالَ لهُ الأب: " لا تَلْمِسْنِي، لمْ اُصَبْ بأذى! ".
كانَ الأبُ على هذهِ الحال دونَ حِراكٍ ليسَ لِكونِهٍ مُتَوجعِّاً، إنَّما لِشِدَّة تأثُّرِهِ بالذي حَدث: ففي لحظة سُقوطِهِ في الهُوَّةِ، احْتَضَنَتْهُ العذراء مريم بينَ ذِراعَيْها، وأنْزَلَتْهُ وتَرَكَتْهُ في الأَسْفَلِ. وقَدْ شَعَرَ بِنَفسِهِ حِينَئِذٍ، حسب قولهِ، كالطفلِ الصغيرِ في أَحْضانِ اُمِّهِ.
نَهَضَ بَعْدَ هذهِ الصَدمةِ، وصَعِد درج الكنيسة مِئَةَ وسِتينَ درجة، أي ما يُعادِل خَمسينَ مِتراً مِنَ الإرْتِفاعِ، تفْصُلُ بينَ الهوة وكنيسة والدة الإله الكُلِّيَّة القداسة، وأخْبَرَ مُرتِّلهُ يوحنّا بكُلِّ ما جرى لهُ، ولمْ يَكُنْ هذا الأخيرُ قَدْ شَعَرَ بشيءٍ لانْهِماكِهِ في عَمَلِه.
أمّا الفلّاح فقد عادَ بعدها إلى فارسا، وقَصَّ العَجيبَةَ على أهْلِها.
القصة مِنْ حياة أبينا البار القدّيس أرسانيوس الكبادوكي الصانِعُ العَجائِب.
تُعيِّد الكنيسة في (١٠ تشرين الثاني) للقديس أرسانيوس الكبادوكي.
شفاعة القديس أرسانيوس الكبادوكي، لتكن معكم جميعاً... آميـــــــن.
/الإيكونيموس الياس رحّال/