أحد الإبن الشاطر: صلاة المساء من زمن الصّوم الكبير ألسَّلامُ للبيعَةِ ولبَنيها.
ألمجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصّالحُ لبني البشر (3مرات).
- أهِّلنا، أيُّها الإلهُ الرَّحيمُ الغفور، أن نذكُرَ في هذا المساء، رَحمَتَكَ علينا وحُبَّكَ لنا في مَثَلِ الابنِ الشّاطِر، وقد تابَ وقبِلتَ توبَتَهُ. إفتَحْ لنا ذِراعَيكَ الأبويَّتين، وَضُمَّنا إلى قلبِكَ فننسى شَقاءَنا وعذابَنا في هذهِ الدُنيا، ونَسعى إلى لـُـقياكَ في الآخِرة، يا مَنْ تَملِكُ مع الابنِ والرُّوحِ القُدُسِ إلى الأبد. آمين.
- إرحمنا الّلهُمَّ واعضُدنا.
يا طَبيباً جاءَنا بِرَحمَتِهِ وضَمَّدَ جِراحَنا بِعَطفِهِ. يا وَحيداً أ ُرْسِلَ إلينا ليُخبِرَنا عَنْ حنانِ الآب، عَنْ حُبِّهِ الأبويّ للخطأة، هَبْ لنا أنْ نتأمَّلَ في تعاليمِكَ الإنجيليّة، ونَشكُرَ افتِقادَكَ لنا، ونُسَبِّحَكَ وأباكَ وروحَكَ القُدُّوس، إلى الأبد.
- لِنَرْفَعَنَّ التّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الآبِ الرَّحيمِ مُحِبِّ البشرِ وقابِلِ توبتَهُم. إلى الابنِ المُتأنّسِ الذي علّمَ النّاسَ وفقّهَهُم. إلى الرّوحِ القُدُسِ الذي يُنيرُ الضمائِر. ألصَّالِحِ الذي لهُ المَجدَ والإكرامَ في مساءِ هذا الأحدِ المُبارَك وكُلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ إلهُنا، ألنّورُ الحَقيقيُّ الآتي إلى العالم، أنتَ هُوَ الطريقُ المُوصِلُ إلى الآب. فلا طريق إلّا بِكَ. أنتَ الذي تَرَدَّدْتَ بين النّاس، وأظهَرتَ محبَّتَك لهُم، فأشبعتَ الجياع َ وآسَيْتَ المَحزونين، وشَفيتَ المَرضى، وغفرتَ الخطايا. أنتَ الذي كلّمتَنا عنِ التّوبةِ والرَّحمَةِ والماءِ الحَيّ. أنتَ الذي شئتَ أنْ نتأمَّلَ اليَومَ مثَلَ الابنِ الشاطِر، الذي عادَ عَنْ ضلالِهِ، واثِقاً بأبيهِ، باكياً خَطيئتَهُ. فيا ربّ، كما حَنوتَ على الخطأة، وآكلتَهُم وحادَثتَهُم، وتَشبَّهتَ بِهِم في كُلِّ شيءٍ ما عدا الخَطيئة، كذلكَ احْنُ علينا، وهَبْ لنا في هذا المساءِ أنْ نتواضَعَ أمامَكَ تائِبين عَنْ هَفواتِنا. أنِرنا بِمعرِفتِكَ، وشَدِّدنا بِقوَّتِكَ فلا يَغرُبَ وَجهُكَ عنّا ويَكتنِفَنا ظلامُ الخطيئة. ويا رَبّ، أرسِلْ روحَكَ إلى الخطأةِ في هذا الصِّيامِ الغافِر، فيَعودوا إليكَ مُستغفرين. إفتَحْ لهُم ذِراعيكَ المُباركتين، وضُمَّهُم إلى صَدرِكَ، فيفرحوا بلـُـقياكَ ويسعَدوا بِمعرِفتِكَ. واجعلنا، نحنُ الضارعين إليك، رُسُلَ البِشارَةِ الإنجيليّة، بِمثلنا، فنُعطيَ كلمَتَكَ إخوَتَنا البَشرَ أبناءَ الآبِ السَّماويّ المُفتَدَيْن بِدَمِكَ الطاهر. وليَكُن لنا روحُكَ القوَّة والعَون، فنُسَبِّحَكَ وأباك وروحَكَ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
رأى الشّعبُ أنَّ موسى قدْ أبطأ في النّزولِ مِنَ الجَبَل، فاجتَمَعَ الشّعبُ على هارون وقالوا لهُ: قُمْ فاصنَعْ لنا آلِهة ً تسيرُ أمامَنا، فإنَّ ذلك الرَّجُلَ موسى الذي أخرَجَنا مِنْ أرضِ مَصْر، لا نَعلمُ ماذا أصابَهُ. فقال لهُم هارون: إنزَعوا شُنوفَ الذهبِ التي في آذانِ نِسائِكُمْ وبنيكُم وبناتِكُم، وأتُوني بها. فنَزَع َ جَميعُ الشّعبِ شنوفَ الذهبِ التي في آذانِهم، وأتَوْا بها هارون، فأخذها من أيديهِم وَصَوَّرَها في قالب، وصَنعها عَجلا ً مَسبوكا، فقالوا: هذه آلهتُكَ يا إسرائيلُ التي أخرَجتْكَ مِنْ أرضِ مِصر. فلمّا رأى ذلك هارون، بنى أمامَهُ مذبحاً ونادى هارون وقال: غداً عيدُ الرَّبّ. فبَكَّروا في الغدِ وأصعَدوا مُحرقاتٍ وقرَّبوا ذبائِحَ سلامة، وجلسَ الشعبُ يأكلون ويشرَبون ثمَّ قاموا يلعبون. فقالَ الرَّبُّ لِموسى: هلـُمَّ انزِلْ فقد فسَدَ شَعبُكَ الذي أخرجتَهُ من أرضِ مصر. قدْ حادوا سريعاً عن الطريق الذي أمرتُهُمْ بِسلوكِه، وصنعوا لهم عِجلا ً مسبوكاً، فسجدوا لهُ وذبَحوا له وقالوا: هذه آلهتُكِ يا إسرائيلُ التي أخرَجَتْكَ مِن أرضِ مصر.
قراءةٌ ثانية من نُبوءة أشعيا (٥٥ / ١-٩).
أيُّها العِطاشُ جَميعا، هلمّوا إلى المياه، والذين لا فِضّة َ لهُم، هلمُّوا ابتاعوا وكلوا، هلمّوا ابتاعوا بغيرِ فِضّةٍ ولا ثمنٍ خمراً ولبنا. لماذا تَزِنون فِضّة َ لما ليسَ بخُبزٍ، وتَتْعَبون لما لا شِبَعَ فيه؟ إسمَعوا لي سماعاً وكُلوا الطـَّـيِّب، ولتَتَلذ َّذْ بالدّسَمِ نفوسُكُم. أميلوا مسامِعَكم وهلمُّوا إليَّ. إسمَعوا فتحيا نفوسُكُم، فإنّي أعاهِدُكُم عَهداً أبديّاً على مراحِمِ داود الأمينة: هاءنذا جعلتُهُ للشُعوبِ شاهِدا، لِلشُعوبِ قائِداً وَموصيا. ها إنّكَ تَدعو أمَّة ً لم تَكُنْ تعرفُها، وإليكَ تَسعى أمَّة ٌ لم تَكُنْ تعرِفُكَ، لأجلِ الرَّبِّ إلهِكَ وقُدُّوسِ إسرائيلَ الذي مَجَّدَك. إلتَمِسوا الرَّبَّ ما دامَ يوجَد، أ ُدعوهُ ما دامَ قريبا. ليترُكِ المُنافِقُ طريقهُ والأثيمُ أفكارَهُ، ولِيَتـُـبْ إلى الرَّبِّ فيرحَمَهُ، وإلى إلهِنا فإنّهُ يُكثِرُ العَفوَ. فأنَّ أفكاري ليسَتْ أفكارَكُم، ولا طـُرُقُكُم طـُرُقي، يقولُ الرَّبّ. كما عَلتِ السَّماواتُ عن الأرض، كذلك طـُرُقي عَلتْ عن طـُرُقِكُم، وأفكاري عن أفكارِكُم.
فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى أهل غلاطية (٥ / ١٣-٢٦).
أنتُم أيُّها الإخوَة، إنّما دُعيتُم إلى الحُريّة. ولكنْ لا تَجعلوا هذه الحُرِّيَّة ذريعة ً لإرضاءِ الجَسَد، بلِ اخدُموا بعضَكُمْ بَعضاً بالمَحبّة. فإنَّ الشَريعَة كلّها تَكتَمِلُ في كلمَةٍ واحدة، وهي أنْ تُحِبَّ قريبَكَ كنفسِك. فإنْ كُنتُم تنهَشون وتأكلون بعضُكُم بعضاً، فاحذروا أنْ تُفنوا بعضُكُم بعضاً. وأقولُ: أ ُسلكوا بالرّوح، ولا تُتِمّوا شَهوَةَ الجَسَد، لأنَّ الإنسانَ الجَسَديَّ يشتهي ما هوَ ضِدَّ الرّوح، والرّوحُ يشتهي ما هوَ ضِدَّ الإنسانِ الجسَديّ. فكُلٌّ منهُما يُضادُّ الآخَر، حتّى إنّكُم تعملون ما لا تُريدون. ولكنْ إنْ كنتُم تنقادون للرّوحِ فلا تَكونون في حُكمِ الشريعَة. أمّا أعمالُ الإنسانِ الجَسَديِّ فواضِحَة، وهي: الفُجورُ، والنّجاسَة ُ، والعُهرُ، وعِبادَة ُ الأوثان، والسِّحْرُ، والعَداواتُ، والخِصامُ، والغيرةُ، والغَضَبُ، والمُنازعاتُ، والانقِساماتُ، والبِدَعُ، والحسَدُ، والسِّكرُ، والقصوفُ، وما أشبه ذلك. وأ ُنبِّهُكُم الآن كما نبَّهتُكُم من قبل: إنَّ الذين يعملون مثلَ هذه الأعمالِ، لن يَرِثوا مَلكوتَ الله! أمَّا ثمَرُ الرّوحِ فهوَ المحبّة، والفرَحُ، والسّلامُ، والأناةُ، واللّطفُ، والصَّلاحُ، والأمانة، والوداعَة، والعفاف. وما من شريعَةٍ تنهى عَنْ مِثلِ هذه الفضائل. إنَّ الذين هُم للمَسيحِ يسوع قد صَلبوا الإنسانَ الجَسديَّ وأهواءَهُ وشهواتِهِ. وإذا كُنّا نَحيا بالرّوح، فلنَسلكْ أيضاً بالرّوح. فلا نَكُنْ ساعين إلى المَجدِ الباطِل، بالتّحدّي بعضُنا لبعض، وبالحسَدِ بعضُنا لِبعض.
من إنجيل ربّنا يسوع المَسيح للقدّيس لوقا (١٥ / ١١-٣٢).
كان لرجُلٍ ابنان. فقالَ أصغَرُهُما لأبيه: يا أبي، أعطِني حِصَّتي مِن الميراث. فقسَمَ لهُما ثروَتَهُ. وبعدَ أيَّامٍ قليلة، جَمَعَ الابنُ الأصغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسافرَ إلى بلدٍ بعيد. وهُناكَ بَدَّدَ مالهُ في حياةِ الطَيش. ولمّا أنفقَ كُلَّ شيء، حدَثتْ في ذلكَ البلدِ مجاعة ٌ شديدَة، فبدأ يُحِسُّ بالعَوَز. فذهبَ ولجأ إلى واحِدٍ من أهلِ ذلكَ البلد، فأرسلهُ إلى حقولِهِ ليرعى الخنازير، وكان يَشتهي أن يَملأ جَوفهُ مِن الخرّوبِ الذي كانتْ الخنازيرُ تأكُلهُ، ولا يُعطيهِ مِنهُ أحد. فرَجَعَ إلى نفسِهِ وقال: كمْ مِنَ الأجراءِ عندَ أبي، يفضُلُ الخُبزُ عنهُم، وأنا هَهُنا أهلِكُ جوعاً! أقومُ وأمضي إلى أبي وأقولُ لهُ: يا أبي، خَطِئتُ إلى السّماءِ وأمامَك. ولا أستَحِقُّ بعدُ أنْ أدعى لك ابناً. فاجعلني كأحَدِ أ ُجرائِكَ! فقامَ وجاءَ إلى أبيه. وفيما كان لا يَزالُ بعيداً، رآهُ أبوهُ، فتحَنَّنَ عليه، وأسرَع فألقى بنفسِهِ على عُنُقِهِ وقبّلهُ طويلاً. فقالَ لهُ ابنُهُ: يا أبي، خطِئتُ إلى السَّماءِ وأمامَكَ. ولا أستَحِقُّ بعدُ أنْ أ ُدعى لك ابناً... فقالَ الأبُ لعَبيدِهِ: أسرِعوا وأخرِجوا الحُلّة َ الفاخِرَةَ وألبِسوهُ، واجعلوا في يدِهِ خاتَماً، وفي رِجليهِ حِذاء، وأتوا بالعِجلِ المُسَمَّنِ واذبحوهُ، ولنأكُلْ ونتنَعّمْ! لأنَّ ابنيَ هذا كان ميتاً فعاش، وضائِعاً فوُجِدْ. وبدأوا يتنعَّمون. وكان ابنُهُ الأكبرُ في الحقل. فلمّا جاءَ واقتَربَ من البيت، سَمِعَ غِناءً ورقصاً. فدعا واحِداً من الغلمانِ وسألهُ: ما عسى أن يكون هذا؟ فقال لهُ: جاء أخوك، فذبَحَ أبوك العِجلَ المُسمَّن، لأنّهُ لقِيَهُ سالِماً. فغضِبَ ولمْ يُرِدْ أن يَدخُلَ. فخرجَ أبوهُ يتَوَسَّلُ إليه. فأجابَ وقال لأبيه: ها أنا أخدُمُكَ كُلَّ هذه السّنين، ولمْ أخالِفْ لك يوماً أمراً، ولم تُعطِني مرّةً جدياً، لأتنعَّمَ مع أصدِقائي. ولكنْ لمّا جاءَ ابنُكَ هذا الذي أكلَ ثروتَكَ مع الزّواني، ذبحتَ لهُ العِجلَ المُسمَّن! فقال لهُ أبوهُ: يا ولدي، أنتَ معي في كُلِّ حين، وكُلُّ ما هوَ لي هوَ لك. ولكنْ كان ينبغي أنْ نتنعَّمَ ونفرَح، لأنَّ أخاكَ هذا كان ميتاً فعاش، وضائِعاً فوُجِد.
- لِنَرْفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الآبِ الرَّحيمِ مُحِبِّ البَشر، وقابِلِ توبَتِهِم. إلى الابنِ المُتأنّسِ الذي علَمَ النّاسَ وفقهَهُم. إلى الرُّوحِ القدُسِ الذي يُنيرُ الضّمائِر. ألصَّالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في صباحِ هذا الأحدِ المُبارَكِ وكُلِّ أيَّامِ حياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها الإلهُ الذي أتانا بِحُبِّهِ، وافتَقدَ ضَعفنا بِحَنانه. أيُّها الرَّاعي الصّالِحُ الذي جاءَ يُنشِدُ الحَمَلَ الضّالّ. أيُّها السِّراجُ المُنيرُ على قِمَّةِ الصَّليبِ الذي أشَعَّ نورَهُ في العالمِ كلّه، فأنارَهُ واجتَمَعَ إليهِ الذينَ ضلّوا عنْ نورِ معرِفتِهِ. نسألكَ، يا ربّ، أنْ تُعتِقنا بِنعمَتِكَ مِنْ نيرِ الشّرِّ والخَطيئةِ والمَوت، ولا تَدَع َ أحَداً بعيداً عنك، أو غريباً أو مَحروماً ملكوتَكَ السَّماويّ، أو عارياً مِنْ روحِكَ القُدُّوس. بلْ أهِّلنا بِرَحمَتِكَ أن نَكون كَنّاراتٍ تُسَبِّحُ لك، وهياكِلَ طاهِرةً جَميلة ً يَسكُنُها وَقارُكَ. إغفِرْ لنا خَطايانا. إحفظ أحياءَنا. أرِحْ مَوتانا في ملكوتِكَ، ومَتّعهُم بِرُؤيَةِ وَجهِكَ الإلهيّ. وأهِّلنا أنْ نرفعَ معَ أجواقِهِم، في العالمِ السّعيد الخالد، المَجدَ والشُكرَ إليكَ وروحِكَ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.