الإثنين من أسبوع الأبرار والصديقين : صلاة المساء من زمن الدنح
ألسَّلامُ للبيعَةِ ولِبَنيها
ألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر
- أهِّلنا، أيُّها الرَّبُّ إلهُنا، أن نُعَيِّدَ لك عيدَ الأنوار، عيدَ دِنحِك، بنقاوةٍ وقداسةٍ، ونكون لك أبناءً جُدُدا ً، نُسبِّحُ لاسمِكَ القُدُّوسِ في أجواقِ الأنبياءِ الذين أنبأوا بِظهورِك ونُعلِنُ سِرَّك مع يوحنّا الذي عَمَّدَك، ونشكُرُك وأباك وروحَك القُدُّوس، الآن وإلى الأبد. آمين.
- إرحمنا اللّهُمَّ واعضُدنا. يا مُبدِعَ الأكوانِ والإنسانِ بِحكمةٍ، يا مَنْ اعدَدتَ لِخلاصِنا، فشئتَ أن يكون الرُّوحُ والماءُ مَبدأ نورِنا وحياتِنا، جدِّدنا بالعمادِ من الماءِ والرُّوح، واحفظنا لك بنين نعترِفُ بثالوثِك، أيُّها الآبُ والابنُ والروحُ القُدُس، لك المجد الآن وإلى الأبد.
كان طوبيّا وهُوَ من سِبطِ ومَدينة نفتالي، التي في الجليلِ الأعلى فوق نَحشون، وراءَ الطريقِ الآخِذِ غَرباً وإلى يسارِها مدينة ُ صفت، قدْ جُلِيَ في عهدِ شلمَناسَرَ ملكِ أشور. إلّا أنّهُ مع كونِهِ في الجلاءِ لمْ يُفارِقْ سبيلَ الحَقّ، حتّى كان كُلُّ ما يتيَسَّرُ له، يَقسِمُهُ كُلَّ يومٍ على مَنْ جُلِيَ معهُ مِنْ إخوانِهِ الذين مِنْ جِنسِه. ومعَ أنّهُ كان أحدَث الجَميعِ في سِبطِ نفتالي. لمْ يَكُنْ على شيءٍ مِنْ شؤونِ الأحداث. وكان إذا قصَدوا كُلّهُمْ عُجولَ الذ َّهَبِ التي عَمِلها يارُبْعامَ ملكُ إسرائيل، يتخلّفُ وَحدَهُ عن سائِرِهِم. فيَمضي إلى أورشليمَ إلى هيكَلِ الرَّبّ، وهناك كان يَسجُدُ للرَّبِّ إلهِ إسرائيل، ويوفي جميعَ بواكيرِهِ واعشارِهِ. وإذا كانتِ السَّنة ُ الثالثة ُ كان يَجعَلُ جَميعَ أعشارِهِ لِلدُّخلاءِ والغُرباء. وعلى هذا وأمثالِهِ كان مُثابِراً منذ ُ صَبوَتِهِ على وَفقِ شريعَةِ الله. ولمَّا أنْ صارَ رَجُلا، اتَّخذ َ لهُ امرأة ً مِنْ سِبطِهِ اسمُها حَنّة، فوُلِدَ لهُ منها ولدٌ فسَمَّاهُ باسمِه، وأدَّبَهُ منذ ُ صِغرِهِ على تقوى اللهِ واجتنابِ كُلِّ خَطيئة. ولمَّا جُلِيَ مع امرأتِهِ وَوَلَدِهِ إلى مدينةِ نينَوى حيث ُ كانتْ كُلُّ عشيرَتِهِ، وقدْ كانوا كلّهُم يأكلون مِنْ أطعِمَةِ الأمَم، كان هُوَ يَصونُ نفسَهُ ولمْ يتنَجَّسْ قط ُّ بِمأكولاتِهِم. ولأجلِ أنَّهُ كان يَذكُرُ الرَّبَّ بِكُلِّ قلبِهِ آتاهُ اللهُ حُظوَةً لدى المَلِكِ شَلمناسَرَ فأطلقَ لهُ أن يَذهبَ حيثـُما شاءَ ويفعلَ ما يُريد.
- بِعمادِك، يا مُخلّصَنا، تَقدَّسَتْ ينابيعُ المياه، فأصبَحتْ حشا روحيّاً لِجِنسِنا البشريّ، منها يُولدُ أبكارُ السَّماء. إزرَعْ، يا ربُّ، في قلبِنا بِذارَ تعليمِك، وامْطُرْ علينا بِصلاتِنا ندى نعمتِك، فننمو على حسَبِ مشيئتِك، ونُؤتيَ ثِماراً تليقُ بسيادَتِك، طولَ حياتِنا، يا ربَّ الجميع، لك المجدُ الآن والى الأبد . آمين.
الإثنين من أسبوع الأبرار والصديقين : صلاة الصباح من زمن الدنح
ألسّلام للبيعةِ ولبنيها
ألمجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرض السَّلامُ والرجاءُ الصَّالحُ لبني البشر
- أهِّلنا، أيُّها الرَّبُّ الإله، أن نَستنيرَ بنورِ دِنحِك، الذي تَجلّى لنا فيهِ سِرُّ ثالوثِك على الأردُنّ. وكما طهَّرْتَ رأسَ طَبعِنا البشريّ آدَمَ من خطيئتِه، طَهِّرنا نحنُ أيضاً بِزوفى حَنانِك، واجعلنا هياكِلَ مُقدَّسَة ً لِسُكنى جلالِك، يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ الآن وكلَّ أوانٍ والى الابد . آمين
- إرحمنا اللهُمَّ واعضدنا. على مياهِ الأردُنِّ صاحَ يوحنّا المَعمَدانُ يشهَدُ للمَسيحِ المُعتمِد، وعلى مياهِ الأردُنِّ أرْعَدَ صَوتُ الآبِ يَشهَدُ لابنِهِ الوحيد، مَوضوعِ رِضاه: أهِّلنا، ربِّ، نحنُ المُعتمدين باسمِك، أن نَكون لك صَوتاً صارِخاً يشهَدُ للحَقِّ والخيرِ والسَّلام، يا ربَّنا وإلهَنا لك المجدُ إلى الأبد.
- إرحمنا اللَّهُمَّ واعضُدْنا. يا شَمساً بهيّاً أشرَقَ على البَرِيَّة، فطرَدَ الظلامَ، وأبهَجَ وجهَ المَسكونةِ الكئيب، ودعاها إلى نعيمِ الخيراتِ التي أعَدَّها لِمُحبِّيهِ، ليَنعموا بها معهُ، لك المجدُ والحمدُ والتَّسبيحُ، الآن وإلى الأبد.
- لِنَرْفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الملِكِ السَّماويّ، الذي اختارَ لهُ ابنَ العاقِرِ سابِقاً لِدنحِهِ، كارزاً ومُبَشِّراً بملكوتِهِ، وسائِراً قبلهُ في طريق الشّهادةِ والدَّم. ألصَّالح الذي له المجدُ والإكرامُ في هذا الصباحِ وكلَّ أيَّامِ حياتِنا إلى الأبد. آمين.
- ألمجدُ لك، يا ربَّنا يسوع المَسيح، مُعظّمَ تَذكارِ جميعِ مُرضيك، الذين عَمِلوا في كرمِكَ باجتِهادِ البنين لا كالعبيدِ والأجراء، وقد رفعتَ إلى مَرْتبتِهم الكامِلة سابقك يُوحنّا، الذي أرسلتَهُ ملاكاً أمامك. ولِذا تَهتِفُ البيعة ُ المُقدَّسة ُ بِترانيمَ روحيّة، بفرحٍ وابتهاج، في أجواقِ بَنيها : هَلمَّ بسلامٍ، أيُّها المُعَمِّدُ السّابق، الذي كان مَولِدُه الطاهِرُ بحسبِ شريعةِ موسى العتيقة، ولكنّهُ نشأ وتَرَعرَع َ بحَسَبِ شريعةِ المَسيحِ الجديدة. هَلُمَّ بسلامٍ، أيُّها النَّبيُّ والرَّسول، الذي لم يَقُمْ أعظَمَ منه في مواليدِ النِساء، هلُمَّ بسلامٍ، يا مَن زرَعتَ مع الأنبياء، وأعطيتَ ثمَرَ العِمادِ المُقدَّس، ورُصِّعْتَ في تاجِ بيعَةِ اللهِ المُقدَّسة. فبصلاتِك الطاهِرة، إمنحنا على عِطرِ هذا البخور، أن تكون لجَميعِنا شركة ٌ في مراحِمِ سيِّدِك وحنانه. إنَّ البيعة َ المُقدَّسة َ لتَفرَحُ في ذِكراك َ وذِكرى الأنبياءِ القدِّيسين، وترفعُ المجدَ والشُكرانَ إلى المَسيحِ الذي اختارَك وأعلاك، وإلى أبيهِ المُبارَك وروحِهِ الحَيِّ القُدُّوس، الآن وكُلَّ أوانٍ وإلى الأبد. آمين.
لحن البخور: إنَّ رسالة المَسيح
1 - إنَّ رسالة المسيحِ مكتوبة ٌ فينا لا بِمِدادٍ بل بروحِ اللهِ الحَيّ قُدُّوسٌ ! لا في ألواحٍ من حجرٍ بل في ألواحِ قلوبٍ من لحمٍ هلمُّوا نَشكُرُ الرَّبَّ مُبارك ٌ، قُدُّوسٌ ! 2- تبارَك الذي أعطانا خِدمَة َ العهدِ الجديدِ بالرُّوحِ قُدُّوسٌ ! لأنَّ الحَرْفَ يقتُلُ والرُّوحُ يُحيي هلمُّوا نَشكُرُ الرَّبَّ مُبارك ٌ، قُدُّوسٌ ! 3- إنَّ الربَّ هوَ الرُّوحُ وحيث ُ يكونُ روحُ الرَّبِّ فهُناك َ الحُريَّة قُدُّوسٌ ! أمّا نحنُ فننظـُرُ مجدَ الرَّبِّ فنتحوَّلُ مِنْ مَجدٍ إلى مَجْدٍ هلمُّوا نَشكُرُ الرَّبَّ مُبارك ٌ، قُدُّوسٌ !
- أيُّها المَعمَدانُ المُعلِنُ على النّاس: أثمِروا ثمَرَ توبَةٍ تليقُ بِربِّكُم وإلهِكُم، لأنَّهُ آتٍ عَمّا قريب: إشفعْ لكنيسَةِ المَسيح، التي هَيَّأتَها لهُ بِأمانة، وغَسلتَها ونَقّيتَها في الأردُنّ، لكي تَبقى نفحَة َ المسيح الطيِّبة في العالم، يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ والحمدُ الآن وإلى الأبد. آمين.
مزمور القراءات: رَمْرِمَينْ
** أعظــمُ الأنبيـــــــاءِ المعمَــــدانُ يوحَنّـا : رأسُ رَبِّ العَـليــــاءِ في النّهرِ لهُ أحنـى ! * يا رســـولَ السَّـــلامِ خَفَّ يُعلِنُ البُشـــرى ذِكـــــــرُهُ لِلــــدَّوامِ طابَ في الدُّنيا نَشرا */** أيُّها الوَجــهُ الغامِــرْ يا خَفيّاً لا مَنظــــورْ في حَنايـا الضَّمائِــرْ إزْرَعْ حُبّاً، دَفِّقْ نورْ
قراءةٌ من مار أفرامَ السُّريانيّ (+٣٧٣ ).
فردَوسُ الأبرار
* بعينِ العقلِ رأيتُ الفِردَوس: إنَّ قِمَمَ الجِبالِ كُلّها تحتَ شُرفةِ قِمَّتِه. عُرْفُ الطوفانِ بلغَ حَدَّ عَقبيه، فلثمَ رِجليهِ وسَجَدَ وتَقهقرَ، ليتَسلّقَ الجِبالَ والذ ُرى فيَدوسَ رأسَها. فإذا بهِ يُقبِّلُ قدَمَي الفِردوسِ ويَطأ الرؤوسَ كافـَّة ً. * بَنو النورِ مِنْ مَظالـِّهِم يَهبِطون، وَهُمْ مُبتَهِجون بذلك العالمِ نفسِهِ الذي فيهِ اضطـُهِدوا، يَرقصون على سَطحِ اليَمِّ ولا يَغرَقون، لأنَّ سِمعان، على كونِهِ صَفاة، لمْ يَغرَق. طوبى لِمَنْ رأى مَعَهُم أحِبَّاءَهُ، لأنَّ جُموعَهُم تحْتُ، وأخدارَهُم فوق ُ. * مراكِبُهُمُ السُحُبُ يَسبَحون في الهَواء، وكُلُّ واحِدٍ رئيسٌ للذين عَلّمَهُم، مَركبُهُ جِهادُهُ ومَجدُهُ جَمْعُهُ. طوبى لِمَنْ رآهُم يَطيرون، ألأنبياءُ في أجواقِهِم والرُسُلُ في جُموعِهِم لأنَّ مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ هُوَ الكبيرُ في الملكوت. * في قِمَّةِ الفِردَوسِ يُقيمُ بَنو النّور، يَحدِجون إلى الغنيِّ، إلى قاعِ الهُوَّة، وهُوَ يَرفعُ عينيهِ فيُشاهِدُ ألعازَر، وَيَدعو إبراهيمَ حتّى يتحَنَّن َ عليه، بيدَ أنَّ إبراهيمَ المُمتلِئ َ رحمَة ً وهوَ قدْ رَحِمَ سَدوم، لم تأخُذهُ هُناك رحمَة ٌ لذلك الفارِغِ مَن الرَّحمة. (منظومة الفردوس نشيد أول، ٤-٦-٧-١٢)