- لِنَرفعنَّ التَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى الآبِ الذي كشَفَ عن ذاتِهِ اللامُتناهِيَة في تَجَسُّدِ ابنِ مَحبَّتِهِ الوحيد، إلى الابنِ الذي قدِمَ دُنيا البَشَرِ ليَصِلَ الأرضَ بالسَّماء، إلى الرُّوحِ القُدُس الذي عَلّمَ العالمَ تَحقيقَ وُجودِهِ باتّحادِهِ الوَثيقِ برَبِّ الكَونِ والمَعرفةِ والوُجود.
ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا المساءِ وكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ إلهُنا، ضيفُ البَشريّةِ القادِمُ إلينا لتُكَمِّلَ بِناءَ البَشريّةِ وعَمَلَ الخلقِ القديم الجَديد: أتيتَ بَسمَة أمَلٍ لِلمُعَذ َّبين والمُشرَّدين والمُعْوَزين الذين لفظَهُمُ الوُجود. يا مَنْ نُجَدِّدُ ذِكرى قُدومِكَ إلى دُنيا البَشَر كُلَّ عام، وكأنّكَ لستَ بَيننا دائِماً، إنَّ عالمَنا لأحْوَجُ إليكَ اليَومَ منهُ في أيِّ وَقتٍ مَضى.
ضَمِّدْ بِحَنانِكَ جِراحَ البَشريَّةِ التي تَئِن ُّ بِبُعدِها عَنكَ. علّمها أن تَختارَكَ دون سِواكَ، أنْ تَخرُجَ مِن ذاتِها لِتُلاقيكَ على رَجاء. أضْرِمْ في قلوبِ شَبابِنا وشابَّاتِنا ناراً تَتَّقِدُ حُبّاً لكَ وانْدِفاعاً في خِدمَتِكَ بالآخَرين. سَدِّدْ خُطاهُمْ إلى الوَعيِ والنُّضجِ العاطِفيِّ والاجْتِماعِيِّ والرُّوحيّ. إزْرَعِ الوَفقَ في عِيالِنا فتَعرِفَ كيفَ تُسْهِمُ مَعكَ في الخلق. أنشُلْ إيمانَنا مِن الغرَقِ في اللامُبالاة. ألحياة ُ مِنَّة ٌ مِنكَ، فعلّمنا أن نَحتَرِمَ الحياة َ فنسعَد. ألسَّعادَةُ أنتَ مَنبَعُها، أيُّها الطـِّفلُ الإله. جَدِّدْ هذا الكون، أسْبِغْ عليهِ مِن ذاتِكَ الجَمالَ المُشِعّ. علّمنا أنَّ الفرَحَ هوَ في الإيمانِ بِكَ، والعَمَلِ معكَ لِخلاصِ البَشر.
ولتَكُنْ ذِكرى مجيئِكَ، هذه السَّنة، على عِطرِ هذا البَخور، للبنانِنا وللعالمِ قاطِبة، انطلاقة ً جَديدَةً نحوَ وُجودٍ أفضَلَ تَسودُ فيهِ المَحبّة، وتَتَحقَّقُ العدالة، ويَتِمُّ السَّلام، وتَتَّحِدُ القلوب، ويَزولُ القلقُ من نفوسِنا الثائِرةِ التي تَرغبُ في مَعرِفتَك، ومن عقولِنا الحائِرة التي تَعجزُ عن إدراكِ سِرِّكَ. فنَشكُرَكَ ونرفعَ إليكَ المَجدَ وإلى أبيكَ وروحِكَ الحَيِّ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
- ارحمنا اللَّهُمَّ واعضُدنا. ليلة ُ ميلادِكَ، أيُّها الطـِّفلُ العَجيب، ليلة ٌ رهيبَة ٌ في عَظَمَتِها، جَميلة ٌ في مَجدِها، فريدَة ٌ في تَرنيمِها، بديعَة ٌ في بَهائِها : أهِّلنا، ربِّ، أن نَحتَفِلَ بهذا الحَدَثِ الكَبير بإيمانٍ ومَحبَّة.
*/** ألمَجْدُ للآبِ والابنِ والروحِ القدس مِن الآنَ وإلى أَبَـدِ الآبِدينْ.
لحن: سُوغيتُو
كم في لـُجِّ روحِ اللهِ غــاصَتْ روحُ الأنبياءِ حتّى مَسَّــتْ قلبَ الآتـي لِلتـَّجديـــدِ والإحيـــــاءِ! عَينُ الوَحيِ في أشعيــا شَمسٌ تُعيِي عَينَ الرَّائي: ألعَـذراءُ تَـلـقى حَمْـــلا ً يُعطي جِسماً في أعضاءِ يُـدعـى الـرَّبَّ وابن اللهِ رَبَّ المَوتى والأحيـاءِ! راعٍ عَـذبٌ يُـدنـي مِنـهُ كُــلَّ قلــبٍ عَنـهُ نـــاءِ ذو سُلطــانٍ قبلَ الدَّهْـرِ شَــدَّ الأرضَ بالسَّمـــــاءِ! أشرَقتَ في المَهدِ طِفلا ً فارتـاع َ قلبُ الظـَّـلمــاءِ!
- لِنَرفعَنَّ التَّسبيحَ والمجدَ والإكرامَ إلى الآبِ رَبِّ السَّماواتِ والأرضِ الذي وَعَدَ الكَون بابنِهِ الحَبيب، إلى الابنِ الذي وَهَبَنا ذاتَهُ في سِرَّيّ التَّجسُّدِ والفِداء، إلى الرُّوحِ القُدُسِ الذي أفاضَ علينا نورَ المَعرِفةِ والقوَّةِ على هَدمِ كُلِّ كِبرياءٍ تَقومُ ضِدَّ مَعرِفةِ الله الحَقّة.
ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا الصَّباحِ وكُلِّ أيَّامِ حياتِنا الى الأبد. آمين.
- نَسجُدُ لكَ، أيُّها المَسيحُ الكلمَة ُ المُتَجَسِّد، مع الرُّعاةِ الذين اختَرتَهُم أوَّلَ السَّاجِدين لك. نُبارِكُكَ، أيُّها الطـِّفلُ مُعلّمُنا الأسمى، يا مَن أمَرَنا الآبُ أنْ نَسمَعَ لهُ. إفتَحْ قلوبَنا وأذهانَنا إلى سَماعِ مَواعِظِكَ، لأنَّ طفولتَكَ العَجيبَة هي لنا مَدرَسة ُ التّواضُعِ الكُبرى.
لقدْ هَجَرتَ كُنوز السَّماءِ في سبيلِ كنوزٍ أخرى، نُفوسٍ فاضَتْ مِنْ أنفاسِكَ، وتَفجَّرتْ مِن ينابيعِ حُبِّك. لمْ تترُكها على مُنحَدرِ الهلاكِ فريسة اليأسِ والجَزَع، بلْ عانقتَ في سَبيلِها البُؤسَ والشّقاءَ على التِّبنِ والقَشِّ في مِذوَدٍ حقير. مَزَجْتَ دُموعَكَ بِدُموعِ السَّماء، فنبَتَتْ عُشبَة ُ المَحبَّة، ونَمَتْ في قلوبِ المؤمنين من بَني البشر.
علّمنا، يا رَبّ، أن نُحِبَّك ونتَشبَّهَ بِكَ على مِقياسِ ما تنازلتَ لأجلِنا. أعطِنا أن نتذوَّقَ لذ َّةَ العَطاء، ونَفهَمَ معنى التّواضُع، ونُدرِكَ سِرَّ المَحبَّة. إمنحْنا الإيمانَ بتعالِيمِك. أيُّها الطـِّفلُ الإله، علّمنا الصَّمتَ والنّقاءَ والإخلاصَ والاتّضاع. علّمنا أن نَفزَع َ إليكَ فزَع الطـِّفلِ إلى أمِّهِ حينَ يُحيط ُ بهِ الخَطر. علّمنا أن نَصمُدَ لِلحَقِّ صُمودَكَ. كُنْ دَعوة الفلّاحِ الغادي، وآخِرَ نبَضاتِ الشّفاهِ لدى كُلِّ رُقاد. كُنْ الاسمَ المُحَبَّبَ على كُلِّ شَفة، يا يسوع مُخلّصَنا، لكَ المَجدُ ولأبيكَ ولِروحِكَ الحَيِّ القُدُّوس، الآن وإلى الأبد. آمين.
لحن البخور: قُومْ فَولـُسْ
ألكَونُ أبــــــــــداهُ اللهُ : مِلْءَ الحُسنِ، ما أحلاهُ ! قدْ لـذ َّ فيهِ سُكنـــاهُ ، فاختارَ البِكرَ مَغْنــاهُ ! عَذراءٌ مِنّـا أ ُمٌّ لا أسنى! ألكونُ جُنـّا والبِكرَ غَـنَّـى! يا بِكرُ، يا أ ُمَّ الإلـهْ ، طِفلكِ الحُسنُ، ما أبهاهْ !
- قالتِ السَّماءُ للأرض: هَنيئاً لكِ ما أسعَدَكِ، لأنَّكِ تَملكين أثمَنَ ما في الوُجود! عِندَكِ أ ُمٌّ، أعطِيني أمّاً فأعطيَكِ الله ! وهكذا جاءَ اللهُ واتّخَذَ لهُ أ ُمَّاً أقامَ مَعَها على أرضِنا ثمَّ عادَ بها وأقامَها معهُ في السَّماء. أبقِ، رَبِّ، أ ُمَّكَ العَذراءَ أ ُمَّنا، تُوَزِّع ُ الطـُّهرَ أريجاً على مَمَرِّ الأجيال، فترفعَ إليكَ الأرضُ والسَّماءُ المَجدَ والشُكرَ إلى الأبد. آمين.
لِمَ تُبْطِئين؟ وَلِمَ تَرْتَجفين؟ آمِني وَتَكَلّمي بِحَسَبِ إيمانِكِ، وَتَحَوَّلي إلى ترحاب. فليَتَحَوَّلْ تَواضُعُكِ إلى جُرأة، وَحَياؤكِ إلى ثِقة. دُون شَكّ، لا يَليق في هذِهِ اللّحْظَةِ أنْ يَنْسى الفِطنة قلبُكِ العَفيف، وَلكِنْ في هذا اللّقاءِ الفريد، لا تَخافي الاِدِّعاء، أيَّتُها العَذراءُ الفطِنَة، لأنّهُ إذا كان تَحَفُّظـُكِ مَقبولاً لدى اللهِ في السُّكُوت، فمُوافقتُكِ على الكلامِ الآن أكثرُ ضَرورَة.
أيَّتُها العَذراءُ السَّعيدَة، إفتَحي قلبَكِ لِلإيمانِ وَشَفتَيكِ لِلقبول، وَحَشاكِ لِلخالِق. ها هُوَ في الخارِجِ مُنْتَظـَـرُ الأمَمِ يَقرَعُ بابَكِ. آه، لو كان بِإبطائِكِ مَرَّ دون توقُّف، مُحْرِجاً إيَّاكِ على التّفتيشِ من جَديدٍ في البُكاءِ على مَنْ يُحِبُّهُ قلبُكِ! إنْهَضي وأسْرِعي وافتحي له: إنْهَضي وأسرِعي وافتَحي لهُ: إنهَضي بِالإيمانِ وأسْرِعي بِالمُبادَرَةِ لِإرادَتِه، وافتحي لهُ بِرِضاكِ. فقالتْ مَريَم: ها أنا أمَة ُ الرَّبّ، فليَكُنْ لي بِحَسَبِ قولِك!
- يا مَن تَرَعرعتَ على زِندِ أمِّكَ العَذراءِ طِفلاً، وأنتَ خالقُها، وعاشَتْ في أحضانِ نعمَتِكَ إلى ساعةِ الانتِقال، وفي كنَفِ مُرَبِّيك يوسُفَ البَتولِ تَمرَّستَ بالحياة، وأنتَ ربُّهُ الذي منَحتَهُ الحياة: هَبْ لنا أن نُحِبَّكَ ابنَ البَشرِ وإلهاً معاً، ونَعيشَ إخوَةً لك بالمَحبّة، وشُهوداً لك في العالم، فنرفعَ إليكَ المَجدَ والشُكرَ، وإلى أبيكَ وروحِكَ الحَيّ القُدُّوس الى الأبد. آمين.
الثلاثاء : مِن أسبوع النسبة: صلاة نصف النهار من زمن الميلاد المجيد .
ألسَّلامُ للبيعة ولبنيها.
ألمجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبني البَشَر.
- يا قُوَّةَ العَليِّ التي نزَلتْ على مَريَمَ البَتولِ القِدِّيسَةِ كالمَطَرِ على الجَزّة. أيُّها الابنُ العَجيبُ المَولودُ في الأزلِ من أبٍ بغيرِ أمّ، وفي الزّمَنِ من أمِّ بِغيرِ أب. أهِّلنا أنْ نُقيمَ لك أعياداً مُمتازة، فنعترِفَ لكَ ولأبيكَ وروحِكَ القُدُّوس، الآن وإلى الأبد. آمين.
- لِنرفعَنَّ التّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى الرَّاكِبِ على العَجلةِ النّاريَّةِ المَهيبَة في السَّماواتِ العُليا، المَحمولِ في حَشا مَريَمَ الأمِّ القِدِّيسَة في الأعماقِ السُّفلى ! الذي حلَّ بِنعمَتِهِ في حشا بِنتِ داودَ وَظَهَرَ منها بالجَسَد، ولم يَنلهُ تَغييرٌ! الذي عَظـَّمَ تَذكارَ والِدَتِهِ في الأقطارِ، وشرَّفَ أمَّهُ في كُلِّ الشُعوبِ والأمَم.
ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا النّهارِ وكُلَّ أيّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- مَنْ يَستَطيعُ أنْ يَضْفِرَ أكاليلَ المَدحِ اللائِقة بِنقائِكِ، أيَّتُها العاليَة ُ على الكاروبين، ويُمَجِّدُها السَّرافون. يا قِدِّيسَة ً ظَهَرَ منها سيِّدُ النُوريِّين. يا عَرشاً بَهيّاً يَخدُمُهُ العُلويُّون. يا قُدسَ أقداسٍ يَشتهي الملائِكة ُ أنْ يَطوفوا به. يا غَمامة ً ظَهَرَ منها مُنيرُ البرايا. يا رِسالة الرَّجاءِ. يا قُبَّة ً مُذهِلة ً قبِلتْ وَصايا بارِئِ العالمينْ. يا بَتولا ً عَفيفة ً حَمَلتْ بِمُصوِّرِ الأجِنّة. يا حَقلا ً مُبارَكاً لمْ يُحرَثْ قدْ أنبَتَ حارِثَ العالم. يا صَخرَةً صلدَةً لم تُنقرْ قدْ أنبَعَتِ الماءَ الحَيَّ.
إليكِ، يا بَهجَة َ العُلوِّيين والسُّفليِّين وجمالهُم، نَبتَهِلُ قائلين: صلّي عَنّا إلى بِكْرِ الآبِ الأزليِّ الذي صِرتِ لهُ أمّاً، ليَستَجيبَ سُؤلنا بِحَنانِه، وَيُنَجِّينا بنعمَتِهِ مِنْ فِخاخِ الشّرِّيرِ ومن العَثراتِ المُهلكَة، والأفكارِ السَّيِّئة، وكلِّ ضربَةٍ وأذىً، فنحتَفِلَ بِعيدِكِ المَجيد، ونُعظـِّمَ ذِكرَكِ المُبارَك، ونرفعَ المَجدَ والشُكرَ إلى الآبِ الخَفيِّ الذي شاءَ أنْ تَكوني لِوَحيدِهِ أمّاً، وإلى الآبنِ المَعبودِ الذي حَسُنَ في عَينَيهِ أنْ يتجَسَّدَ منكِ حقّاً، وإلى الرُّوحِ القُدُسِ الذي ارتاحَ فيكِ وصانَكِ عن كُلِّ عيبٍ، الآن وإلى الأبد. آمين.