الجمعة : مِن أسبوع البيان ليوسف : صلاة المساء من زمن الميلاد المجيد .
ألسَّلامُ للبيعة ولبنيها.
ألمجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبني البَشَر.
- أيُّها الطـِّفلُ الإلهيّ، الكلمَة ُ المُتَجَسِّد، الهَديَّة ُ الفُضلى والكُمْلى إلى البشر، إنَّ هَديَّتَنا إلى اللهِ الآبِ أنْ نَقبَلَ مِنهُ الهَديَّة، فنُعِدَّ لها المُجتَمعَ الذي نعمَلُ فيه، ونُهيِّئَ لها القلبَ والفِكر. أجمَلُ ما في الميلادِ أنّكَ اللهُ تَشَبَّهْتَ بِنا في كُلِّ شيءٍ ما عدا الخطيئة، فامنحنا، رَبِّ، ألّا نَحتَقِرَ شيئاً على الأرضِ بل أنْ نتقرَّبَ مِنكَ بواسِطةِ الأشياءِ جَميعا. يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ ولأبيكَ ولِروحِكَ الحَيِّ القُدُّوس، الى الأبد. آمين.
- إرحَمنا اللَّهُمَّ واعضُدْنا. أيَّتُها البَتولُ القِدِّيسَة ُ مريَمُ أ ُمُّ الله، عَطيَّتُكِ لِلكَونِ عَطيَّة ُ العَطايا وقُربانُ القرابين، ما السَّماءُ أثمَنَ وَهَبَتْ، ولا الأرضُ أحَسَّتْ بِسخاءٍ أرحَبَ وأروَع! يا مَنْ كَشَفَ لها الابنُ سِرَّ اللهِ فعرَفتْ أنّهُ المَحبَّة، وأنَّ المحبَّة َ صارَتْ جَسَداً وحَلّتْ بيننا، فهِّمينا سِرَّ ابنِكِ عِمَّانوئيلَ الذي لنا فيهِ الخلاصُ والعدلُ والسَّلام. يا ربَّنا وإلهَنا لكَ المَجدُ إلى الأبد.
- لِنَرفعنَّ التَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى المَولودِ مِن الآبِ قبلَ كُلِّ الدُّهور، والمَولودِ بالرُّوحِ القُدُسِ في مِلْءِ الأزمِنةِ مِن الأ ُمِّ البتول، إلى الابنِ العَجيبِ الذي بأبيهِ يعلو الزّمان ويتحكّمُ بِمجرى الأيَّامِ والسِّنين، وبأ ُمِّهِ قدَّسَ الزّمان وكَرَّسَ حياة الإنسان.
ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا المساءِ وكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها الطـِّفلُ الإلهيُّ "حملُ الله"، جِئتَ تَحمِلُ إلى الدُّنيا سِرَّ الأزل: أنَّ جَوهَرَ اللهِ محبّة، وماهيَّة المحبّةِ فِداء. ليلة ميلادِكَ عَبَّقَ طيبُ الفِداءِ الكون. شاعَتْ ترنيمَة ُ السَّماءِ في حَنايا الزّمان. إستفاقتِ الدُهور، وإذا بِحُلمِها حقيقة، وإذا العِطرُ في الياسَمين، والبهاءُ في الأصباحِ المُنَوَّرة، والبَسمة ُ على شِفاهِ الأمَّهات، والغيرةُ في الرُّسُل، والشجاعة ُ في الشُهداء، والمَعرِفة ُ في العقلِ المِعطاء، والحُبُّ في القلوبِ السَّخيَّة.
ليلة َ ميلادِكَ، أخصبَتِ الأرضُ وأنبَتَتِ المَحبَّة َ والحَقَّ والسَّلام. هبَطـْتَ مِن عُلوِّكَ فحجبْتَ عن العُيونِ لاهوتَكَ وعنِ البَصيرَةِ حقيقتَكَ، سبقتَ في العُلوِّ فلا شيءَ أعلى منك، وقَرُبْتَ في الدُّنوِّ فلا شيءَ أقرَبُ مِنْكَ !
أليَومَ رأينا مَجدَ اللهِ وعرَفنا سِرَّ إرادَتِهِ مُتَجَسِّداً بَيننا، ولا يزالُ يَعمَلُ فينا. أللهُ معَنا فمَنْ علينا؟ أللهُ أحبَّنا فهلْ نَبْخَلُ عليهِ بالمَحبّة؟ أللّهُمَّ، جَسِّدنا بكلمَتِكَ المُتَجسِّدَة، في قداسَةِ لاهوتِكَ، يا مُقدِّسَ الكُلِّ وحافِظ َ الجَميع فرْحَة ُ العيدِ تكتَمِلُ آن َ نَبلغُ مجدَكَ الذي أحبَبتَ إشراكَنا فيهِ آن َ تأنَّستَ. يا ربّنا وإلهَنا لك المَجدُ والشُكرُ إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: كُرُوزُوتُو
١- أيُّها الرَّبُّ إلهُنا قُلتَ لداودَ: مِنْ وَراءِ الغَنَمِ قد أخذتُكَ، رئيساً على شعبي أقمتُكَ! نَدعوكَ استجِبْ دُعاءَنا يا ربّْ! ٢- أيُّها الرَّبُّ إلهُنا إلى الدّهرِ يكونُ ثابِتاً بيتُكَ، إلى الأبدِ يكونُ راسِخاً عرشُكَ! نَدعوكَ استجِبْ دُعاءَنا يا ربّْ! ٣- أيُّها الرَّبُّ إلهُنا أيُّها الطـِّفلُ فادي العالمينْ، بميلادِكَ بعثتَ مَجْدَ داوُدَ الدَّفينْ! نَدعوكَ استجِبْ دُعاءَنا يا ربّْ!
- أيُّها المَسيحُ ابنُ الله، لقد وُلدتَ في بيتَ لحم، مدينةِ داود، كما أعلنَ ذلك مُسبَقاً نبِيُّكَ ميخا : وأنتِ يا بيتَ لحم، إنّكِ صغيرةٌ في ألوفِ يَهوذا، ولكنْ منكِ يخرُجُ مَن يَكونُ مُتَسلّطاً على شعبي، ومخارِجُهُ مِن القديمِ منذ ُ أيَّامِ الأزَل! ونحنُ نُؤمنُ بأنَّ النُّبوءاتِ هي مِنَ الأدِلّةِ الرَّاهِنةِ على حَقيقتِكَ تُرافِقُ الكنيسَة منذ ُ نشأتِها إلى مُنتهى العالم. يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ إلى الأبد. آمين.
- لِنَرفعَنَّ التَّسبيحَ والمجدَ والإكرامَ الى الآبِ الذي أرسَلَ ابنَهُ الوحيدَ إلى العالَمِ لِيُخلِّصَ العالم، الى الابنِ الذي مَنَحَنا بِميلادِهِ نورَ الحَقيقة والحياةِ والخلاص، الى الروحِ القُدُسِ الذي يَحْفظ جَسَدَ المسيحِ السِّرِّيَّ في اكتِمالٍ مُتواصِلٍ وتَجديدٍ أكمَل.
ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا الصَّباحِ وكُلِّ أيَّامِ حياتِنا الى الأبد. آمين.
- أيُّها المسيحُ إلهُنا، تُمَجِّدُكَ صُفوفُ الملائِكةِ في السَّماء، لأنَّكَ الكلِمةُ الواهِبُ الملائِكةَ سعادَةً دائِمة، أمَّا نَحْنُ شَعبَكَ ورَعيَّتَكَ فإنَّكَ تَقودُنا بِيَدِكَ الحَنونِ الى مَراعٍ يُخصِبُ فيها الحُبُّ والسَّلام. يَلتَفُّ الملائِكةُ حولَ مائِدَتِكَ في الملكوت، ونُحيطُ نحنُ بِمِذوَدِكَ على الأرض. في البدءِ كُنتَ وقبلَ كُلِّ بَدء.
كُنتَ الكلمَة، ألكلمَةَ عِندَ الله، كُنتَ الكلمَة الله! هذا في الملكوت! أمَّا في مِذوَدِ الأرض، فالكلمَةُ صارَ جَسَداً، وَحَلَّ بيننا! يُمَجِّدُكَ العُلوِيُّون بِحياتِهِم التي هيَ مِنكَ وفيك. وَيُمَجِّدُكَ الأرضيُّون بإيمانِهِم بكَ وبمواعيدِكَ. يَتَلذَّذُ بِكَ الملائِكةُ في السَّماء، وَنحِنُّ إليك على الأرض.
قراءَةٌ من القِدِّيسِ البابا لاوُن الكَبير (+٤٦١).
ميلادُ المَسيحِ يُدشّنُ السَّلامَ في الشعبِ المَسيحيّ إنَّ روحَ المُؤمِنين الذين يتأمَّلون، كُلَّ الأيَّامِ والأزمِنة، في أعمالِ الله، لمُنجَذِبٌ نحوَ مَجيءِ سَيِّدِنا ومُخلّصِنا، المَولودِ مِن العَذراءِ مريم، حتّى إنَّ القلبَ يَرتَفِعُ إلى مَديحِ خالِقِه، سَواءٌ في غمرِ البُكاءِ والتّضرُّعات، أو في تَسبيحِ المَديحِ أو تَضحيَةِ الذبائِح. وما مِنْ شيءٍ يَحمِلُ عليهِ بِتواتُرٍ وإيمان، نظرَتَهُ الرّوحيَّة إلّا هذا: الآبُ، وابنُ الآبِ المَولودُ مِن الآبِ والمُساوي لهُ في الأزليَّة، والذي وُلِدَ وِلادَةً بشريَّة.
ولكِنْ لا يَومَ أحَث ُّ لنا مِنْ هذا اليومِ على التّأمُّلِ في ميلادِ ذلك الذي يَحِقُّ لهُ أن يُعْبَدَ في السَّماءِ وعلى الأرض... لا شَكَّ أنَّ حالة الطفولةِ التي لم يَجِدها ابنُ اللهِ غيرَ لائِقةٍ في عَظَمَتِهِ، مَعَ الزّمَن، قدْ خلقتْ مكاناً لِحالةِ الرَّجُلِ اليافِع، ولمَّا تَمَّ انتِصارُ الآلامِ والقيامة، انتَهَتْ جَميعُ الأعمالِ المُتعلّقة بِتناز ُلِهِ الذي أرادَهُ لأجلِنا. غيرَ أنَّ عيدَ اليومِ يُجدِّدُ لنا مَجيءَ المَسيحِ الذي وُلِدَ مِن العَذراءِ مَريَمَ إلى العالم. وعِندَما نَسْجُدُ لِميلادِ مُخلّصِنا، نَحتَفِلُ في الوقتِ نفسِهِ بِنَشأتِنا. وِلادَةُ المَسيحِ هي في الحقيقةِ مَنشأ ُ الشّعبِ المَسيحيّ. وتَذكارُ ميلادِ الرّأسِ هوَ أيضاً تَذكارُ ميلادِ الجَسَد. بالرَّغمِ مِنْ أنَّ كُلَّ واحِدٍ مَدعوٌّ بِدَورِهِ، وكُلَّ أبناءِ الكنيسَةِ يتناوَبون في عُصورٍ مُختلِفة، فإنَّ مُعظَمَ المُؤمنين الخارِجين مِن حَوضِ المَعموديَّة، وقد صُلبوا معَ المَسيحِ في آلامِهِ وقامُوا يومَ القيامَةِ وجلسوا عن يَمينِ الآبِ في صُعودِهِ، هُم أيضاً وُلِدوا مع المَسيحِ في ميلادِه.
- يا كَلِمَة الله، يا مَنْ أرَدْتَ أن تُولَدَ في عَيلة، فأسَّسْتَ على الأرضِ عَيْلَةً كبيرةً هي الكَنيسة، عَروسُكَ وَجَسَدُكَ السِّرِّيّ، شَريعَتُها المَحَبَّة، حَياتُها الأسرار، وغايَتُها أَنْ تَقودَ أبناءَها الى العيلةِ السَّماويَّة، حَولَ عَرشِ الحَمَل، في شَرِكَةِ الثّالوثِ الأقدَس، لهُ المَجدُ والشُّكرُ الى الأبد. آمين.
الجمعة : مِن أسبوع البيان ليوسف : صلاة نصف النهار من زمن الميلاد المجيد .
ألسَّلامُ للبيعة ولبنيها.
ألمجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبني البَشَر.
- أهِّلنا أيُّها الرَّبُّ الإلهُ أنْ نَقومَ أمامَكَ بِطهارة، ونُؤمِن بِميلادِكَ مِن البتولِ كما آمَنَ يوسُفُ صَفيُّكَ، بعدَ أنْ كَشَفتَ لهُ سِرَّكَ. أصْغِ اللّهُمَّ إلى صلاتِنا وطلبَتِنا واستَجِبنا كما استَجَبتَ صلاة صفيِّكَ يوسُف، إذِ اختَرتَهُ وأقمتَهُ حارِساً لأمِّكَ البتولِ التي حللتَ فيها، كما أقمتَ الكَروبَ في جَنّةِ عَدْنٍ حارِساً لِشجرةِ الحياة. أنِلنا يا ربُّ مِنْ ثمَرِكَ الشَهِيّ، لذ ِّذنا بنعمتِكَ لنَظلَّ نُسَبِّحُكَ جميعَ أيَّامِ حياتنا، ونرفعَ المجدَ إليكَ وإلى أبيكَ وروحِكَ القُدُّوس، الآن والى الأبد. آمين.
- لِنَرفعَنَّ التَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى مُكرِّمِ صِدِّيقيهِ ومُعينِ خائِفيه، المُرتَضي بأنْ يختَبِرَهُم ويُصفّيَهُم كالذهبِ المُختارِ في البوتقة، ليُخرِجَهُم للجَميعِ مِثالا ً وقُدوَةً مُقدّسة. إلى الذي اختارَ يوسفَ الصِّدِّيق أباً ومُربيّاً لابنِ اللهِ الكلمةِ المُتَجسِّدِ مِنْ عَذراء.
ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا النّهارِ وكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا، الى الأبد. آمين.
- لكَ المَجدُ أيُّها المَسيحُ إلهُنا يا مَن تنازلتَ إلينا بإرادَتِك، وصِرتَ مِثلنا بشراً، وترَدَّدْتَ بين بني البشر. لقدِ اختَرتَ لكَ أ ُمَّا أنقى وأقدَسَ النّساءِ جَميعا. فأرسلتَ إليها بِبشارةِ الخلاصِ على يدي جِبرائيلَ رسولِ السّلام. أمَّا يوسُفُ الصِّدِّيقُ رجُلُ مريم أُمِّكَ وخِطـِّيبُها القِدِّيس، فقد كشفتَ لهُ السِرَّ في الحلم، وطَمأنتَهُ وثبتَّ ضميرَهُ الحائِرَ في بتوليَّةِ أ ُمِّكَ الطـَّاهِرَة.
لذلك نهتِفُ قائلين: يا لِلبيانِ الإلهيِّ الذي قبلهُ يوسُف، فرفعَ عنهُ الشَّكَّ والخَوف! يا للبيانِ الإلهيِّ الذي أوضَحَ للصِّدِّيقِ أنّهُ هُوَ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم. إليكَ، أيُّها المَسيحُ إلهُنا ومُخلّصُنا، أيُّها الرَّاعي الصَّالِحُ الذي بَذلَ نفسَهُ عن رعيَّتِه، وتواضَعَ حتّى قرارَةِ الاتّضاعِ لأجلِ خلاصِنا، إليكَ نبتهِلُ قائلين:
إجعَلْ يَمينَكَ علينا وقدِّسنا إكليروساً وشعبا. لاشِ كُلَّ شَكٍّ من بيعَتِكَ. ثبِّتْ قلوبَ المُؤمنين على الإيمانِ بكَ. أستـُرْ وقدِّسِ المُتبتلين والعذارى. إحفظِ المُتزوِّجين في الأمانة. عَز ِّ الحَزانى. أطلِعْ حقـَّكَ على المُشكّكين. وأهِّلنا معاً أن نرفعَ إليكَ المَجدَ والشُكر، وإلى أبيكَ وروحِكَ القُدُّوس، الآن وإلى الأبد. آمين.