الجمعة من الأسبوع الأوّل : صلاة المساء من زمن الصّوم الكبير
ألمجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القُدُسِ في ابتِدائِنا وانتهائِنا.
ولتَفِضِ المَراحِمُ علينا نحنُ الخطأة الحقيرين، في العالمَين اللذين خلقتَهُما، يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ إلى الأبد.
- أهِّلنا، يا رَبَّنا، أنْ نتَّخِذَ صليبَكَ سِلاحاً لنا واقياً. ولتَكُن بَرَكتُكَ علينا في هذا المساء، وطَوالَ هذا الصِّيامِ المُقدَّس، فتتَنقّى ضَمائِرُنا وتَطهُرَ قلوبُنا ونسيرَ نحوَ فِصحِكَ وقيامَتِكَ السَّيرَ الحَسن، ونرفعَ إليك المجدَ والتَّسبيح، وإلى أبيكَ وروحِك القُدُّوسَ، إلى الأبد. آمين.
- إرحمنا الّلهُمَّ واعضُدنا.
في إنجيلِكَ العَجيب، تَتَجَمَّعُ حِكمَة ٌ تُدْهِشُ بِقدَرِ ما تُكتَشَف. عندَما نَصطدِمُ بآلامِ الحَياةِ ومَشاكلِها، تلمَعُ في بالِنا، كسيفٍ رهيب، كلمَتُك في الإنجيل: تَقَوَّوا، أنا غلبتُ العالم. هَبْ لنا، رَبِّ، الثـَّباتَ في الجِهادِ حتّى الغلبة، فنرفعَ إليك المَجدَ إلى الأبد.
أيُّها الدّائِنُ الأكبَر، والغافِرُ الأكبَر، الذي لا حَدَّ لِحنانِكَ، وقد ربَطتَ غُفرانَك لنا بِغُفرانِ بَعضِنا لِبَعض. قَوِّنا، رَبِّ، على أنْ نَغفِرَ بَعضُنا لِبَعضٍ كُلَّ مَرَّة، بِلا قيدٍ ولا شَرط، فنستَحِقَّ مِنكَ الغُفران، ونُسَبِّحَك إلى الأبد.
ألإنسانُ الذي صَوَّرْتَهُ، رَبِّ، آيَة ً في الحُسنِ والإبداع، فكان أجمَلَ خلقِك، خانَ حُبَّكَ وَسَقطَ في التَّجرِبة. جاءَ ابنـُكَ الحَبيبُ إنساناً مِثلنا، يَكشِفُ لنا عَنْ سِرِّ حُبِّكَ الأعظَم، ويَنتَصِرُ على كُلِّ تَجرِبة، ويُعيدُنا إلى مُقامِنا الأوَّل، وُسَطاءَ بين اللهِ والمَخلوقاتِ جَميعا، يا رَبَّنا وإلهَنا لكَ المَجدُ إلى الأبد.
- لِنَرْفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ إلى الآبِ الذي أرسَلَ ابنَهُ لِخلاصِنا. إلى الابنِ الذي بَرَّرَنا بِصَومِهِ وسيرَتِه. إلى الرّوحِ الذي يُقوِّينا في الجِهادِ حتّى نَخْتِمَهُ بالظفَر. ألصالحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا الصباح وكلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- ألمَجدُ لكَ والحَمد، أيُّها الكلمَة ُ الابنُ الوَحيد، يا نوراً مِن نور، شُعاع الآبِ الأزليّ. لقدِ انحَدَرتَ إلينا لِتُشرِكَنا في ملكوتِك. سلكتَ مَعَنا كَواحِدٍ مِنّا، لِتُعيدَ إلينا الحُريَّة السَّليب. لقد كابَدْتَ مِنْ أجلِنا الصَّومَ والتّعَبَ والآلامَ النّفسيَّة والجَسَديّة، لِتُعلّمَنا أنَّ طريقَ السَّعادَةِ طريقُ الجُلجُلةِ المُفضي إلى المَوتِ فالقيامَة. وأنَّ حَبِّة َ الحِنطةِ إن لمْ تقعْ وَتَمُتْ في الأرضِ تبقَ وَحيدَة! فلذلك نَحمَدُكَ ونَشكُرُكَ هاتفين: ألمَجدُ لكَ، أيُّها المَسيحُ المانِحُ نفوسَنا الشِفاءَ والعزاء. ألمَجدُ لك يا كافيَ العالمين، ومُشبِعَ الجائِعين مِنْ خُبزِكَ الحَيّ. ألمَجدُ لكَ يا رَجاءَنا وأمَلنا، يا مَنْ تُشرِقُ علينا في صَومِكَ بِأنوارِ النّعمَة، وتُلهِمُنا التّوبة الصَّادِقة. سألناكَ، أيُّها المَسيحُ إلهُنا، فاستَجِبنا. أعطِنا مِنْ عِندِكَ السَّلامَ، واملأ قلوبَنا فرحاً وسُروراً قُدسيّا. أنشُرْ أمانَكَ في العالمِ قاطِبة ً بين الدُّولِ والشُعوب، وفـِّقْ بين العِيَل، إستأصِلِ الحَسَدَ والضّغينَة مِن قلوبِ أبناءِ الله، فنعرِفَ أنّك أحبَبتَنا، وأنَّ علينا أنْ يُحِبَّ بَعضُنا بَعضاً بالقولِ والعَمَل. أنِرْ عُقولَ المَسيحيِّين، فيَسيروا بِحسَبِ إنجيلِك أحسَنَ سيرَة، حتّى يَشهَدوا لكَ الشّهادَة الصَّادِقة أمامَ النّاس. واسكُبْ رَحمَتَكَ علينا وعلى أمواتِنا، فنُمَجِّدَكَ مع الأبرارِ والصِّدّيقين، إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: طوبى للمساكين بالروح
١- قدْ سَمِعتُم أنّهُ قيل : ألعَينُ بالعَينِ والسِّن ُّ بالسِّنّ ! أمَّا أنا فأقولُ لكُم : لا تُقاوِموا الشّرِّير ! مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبَنا يا ربّ ! ٢- مَنْ لطَمَك على خَدِّكَ الأيمَن فحَوِّلْ لهُ الآخَر ! وَمَنْ أرادَ أنْ يُخاصِمَكَ ويأخُذ َ ثوبَكَ فخَلِّ لهُ رِداءَكَ أيضاً ! مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبَنا يا ربّ ! ٣- ومَنْ سَخَّرَكَ ميلا فامشِ معَهُ اثنين ! ومَنْ سألكَ فأعْطِهِ ومَنْ أرادَ أنْ يَقتَرِضَ مِنكَ فلا تَمنَعْهُ ! مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبَنا يا ربّ !
- أيُّها الطبيبُ الصَّالِح، يسوع المَسيح، يا مَن أتيتَ إلينا، فتَداركتَنا شافِياً وغافِراً. إفتَحْ عُيونَنا على نورِ صَباحِكَ، واقبَلْ بَخورَنا وَتَوبَتَنا بِعَفوِكَ، فنسجُدَ لكَ ونَشكُرَكَ إلى الأبد. آمين.
مزمور القراءات: شوبحو لهو رُعيو
** يَحْـلـو الطـَّعـامُ في الجوعِ القاهِــرْ يَحْـلــو الصِّيـامُ في القلبِ الطـَّاهِـرْ * يا صائِمُ اسْمَـعْ صَوتَ النـَّــبِــيِّ : بالحُبِّ يُقــرَعْ قـَـلــبُ العَــلــيِّ ! */** رَبِّ، حيــاتي هَبْ لي رِضوانَ واقبلْ صــلاتي صومي قـُـربــانــــا قراءَةٌ مِن القِدِّيسِ باسيليوسَ الكَبير (+٣٧٩).
أغنياءُ وفقراء بِمَ تُجيبُ الدَّيَّان العادِل، يا مَنْ تُلبِسُ الجُدران ولا تُلبِسُ نَظيرَكَ الإنسان؟ يا مَنْ تُزَيِّنُ جِيادَكَ ولا تَرْمُقُ بِنَظرَةٍ واحِدَةٍ أخاكَ في الضيق؟ يا َمنْ تَدَعُ قمحَكَ طَعاماً لِلفسادِ ولا تُطعِمُ الجائِعين؟ يا مَنْ تَخبأ ذهبَكَ ولا تَخِفُّ إلى نُصرَةِ المَظلوم؟ قدْ تَقول: أيَّ إجحافٍ أرْتَكِبُ إذا احتَفظتُ بما هُوَ مُلكٌ لي؟ بِحَقّكَ، قُلْ لي: ماذا لك؟ وَمِمَّنْ أخَذتَهُ حتّى تَملِكَهُ طولَ حَياتِكَ؟ مثلكَ في ما تَدَّعي، مثلُ امرِئٍ استَولى على مِقعَدٍ في قاعَةِ المَسرَحِ العام، وَوَكْدُهُ أنْ يَمنَعَ الآخَرين مِن الدُخول، ليتَمَتّعَ بالمَشهَدِ وَحدَهُ، كأنّهُ مِلكُهُ الخاص، وهوَ مُشاعٌ للجَميع. تِلكَ حالُ الأغنياء: يَعتَبِرون الخَيراتِ العامَّة مِلكاً خاصّاً لهُم، لأنّهُمُ استَولوا عليها قبلَ الآخَرين. لو كان كُلُّ إنسانٍ يأخُذ ُ مِنْ أموالِهِ ما يَكفي لِسَدِّ حاجاتِه، ويَترُكُ الفائِضَ عنهُ لِمَنْ يَنقُصُهُ الضّروريّ، لما بَقيَ على الأرضِ غَنيٌّ أو فقير. أنتَ يا مَنْ تلتَهِمُ كُلَّ شيءٍ هُوَّة طَمَعِهِ الفاغِرِ فاهُ على الدَوام، أتَظـُنُّ أنَّكَ لا تَرتَكِبُ إجحافاً بِحَقِّ أحَد، عِندَما تَحرِمُ الضّروريَّ هذا العَدَدَ الكبيرَ مِن المُحتاجين؟ مَنْ هُوَ الإنسانُ الذي يُدعى سارِقاً لِلجماعة؟ أليسَ مَنْ يَختَصُّ نفسَهُ بِما هُوَ للجَميع؟ ألا تَكونُ سارِقاً لِلجماعَةِ أنتَ الذي يَختَصُّ نفسَهُ بِما أ ُعطِيَهُ ليُوزِّعَهُ على الآخرين؟ إنّنا نَدعو سارِقاً مَنْ يَسلبُ المُسافِرين ثيابَهُم. وهَلْ يَستَحِق ُّ غيرَ هذا الاسمِ ذلكَ الذي لا يَكسو مُحتاجاً ليسَ لهُ غيرُ العُريِ لِباساً؟ ألخُبْزُ الذي تَحفظـُهُ في المَخبَإ هُوَ مِلكٌ لِلجائِعين، والثوبُ الذي تُقفِلُ عليهِ الخِزانة َ هوَ مُلكٌ لِلعُراة، والحِذاءُ الذي يَتلـَـفُ عِندَكَ هُوَ مِلكٌ لِلحُفاة، والذهبُ الذي تَدْفِنُهُ هُوَ مِلكٌ لِلمُحتاجين. فأنتَ مُجحِفٌ بِحَقِّ الذين تَستَطيعُ أنْ تَسُدَّ حاجَتَهُم ولا تفعل. (العظة ٦ ).
- لِنَرفَعَنَّ التـَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى الكَلِمَةِ اللهِ السَّرمَدِيِّ الذي تَجَسَّدَ في مِلْءِ الزَّمَنِ بِغَيْرِ تَحَوُّلٍ في طَبْعِهِ الإلهِي، فتَشَبَّهَ بِنا في كُلِّ شَيءٍ ما خَلا الخَطيئَة. إلى المُخَلـِّصِ الذي نَهَجَ لنا هُوَ نَفسُهُ الطـَّريق، إلى غاذي الجَميعِ الذي كَفـَّرَ بِصَومِهِ شَراهَة آدَمَ الأوَّل، وَبِجِهادِهِ لِلشـَّرِّ بَرَّرَ حَوَّاءَ أمَّ الجَميع. الصَّالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا النَّهارِ وَكُلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ الإله، يا مَنْ واضَعْتَ عَظَمَتَكَ فأخليتَ نَفسَكَ آخِذاً صورَةَ إنْسانٍ حَقير، فنَهَجْتَ لنا طَريقَ الخَلاصِ المُوصِلِ إلى المَلَكوت. وأرشَدْتَنا بِصَومِكَ المُقَدَّسِ إلى الحَياةِ الحَقـَّةِ غَيرِ الفاسِدَة. وَظَفَرْتَ على الشـِّرِّيرِ الذي ظَفَرَ علينا فأخْرَجَنا مِنَ الفِردَوسِ بِسَبَبِ شَهْوَتِنا... وَمَنَحْتَنا شَريعَة الصَّومِ والصَّلاة. قَوِّنا يا رَبُّ على أنْ نَحْفَظَ أجْسادَنا مِنْ شَهْوَةِ الشـِّبَع، وَنُوَجِّهَ حَواسَّنا : السَّمْعَ إلى قُبولِ وَصاياكَ المُقدَّسَة، والذ َّوقَ إلى التَلَذ ُّذِ بِكلامِكَ المُحْيِي، واللمْسَ إلى الجِهادِ في الصَّالِحات. طَهـِّرْ حَواسَّنا الباطِنِيَّة فنُحَقـِّقَ فينا صورَةَ الإنسانِ الجَديدِ الذي خُلِقَ على مِثالِكَ: الفِكْرَ فَيَتَروَّى في عَجائِبِكَ، والعَقلَ فَيُدْرِكَ تَدبيرَكَ، والكَلِمَة فتـُصْلَحَ بِتَعالِميكَ، والمَعْرِفَة فتُحَدِّثَكَ، والضَّميرَ فَيُؤخَذَ بِحُبِّكَ، حَتّى تَنْبَعَ جَميعُ أفكارِنا وَتَصَرُّفاتِنا مِنْ فوق، وَتَشُدَّنا إلى فوق، فنَرفَعَ وُجوهَنا إليكَ، وإنسانُنا الباطِنُ والظـَّاهِرُ نَقِيٌّ طاهِر، فنَقْضيَ الصَّومَ في قداسَةِ النَّفسِ والجَسَدِ والصَّلاةِ الدَّائِمَةِ والسِّيرَةِ الحَسَنَة، وَنُؤهَّلَ لِعيدِ فِصْحِكَ المَجيدِ وَلِلقيامَةِ في أجواقِ قِدِّيسيكَ نَنْعَمُ مَعَهُم بِخَيراتِكَ الأبَدِيَّة وَنُسَبِّحُكَ إلى الأبد. آمين.
لحن: قُوقُيُو
ألصِّيــامُ والحُــبُّ أعْمالُ الـــبـِــــــــرِّ فيها يَرتــاحُ الـرَّبُّ لِلقَلبِ الــحُــــــــــرِّ كــانَ الشـَّــاهِــــدْ إيـلـيَّـــــا التِّــشْبِــــيّْ وَهْــوَ صــاعِــــدْ مُرْتـــقى السُّـحْــبِ دانِيالُ في بـابـِــــلْ موسى في الصَّحْرَا بُورِكَ الرَّبُّ القابِلْ ألحُــبَّ شُـكـْــــــرَا هَلِـلـُويــــــــــــــــــا والصَّـــومَ طـُهْــــرَا