في عُمقِ أعماقِنا حاضِرٌ أنتَ يا ألله: بِكثافةِ حياةٍ تنسَكِبُ في كِيانِنا انسكابَ نعمَتِكَ في أرواحِنا. وفي عُمقِ أعماقِكَ نحنُ حاضرون: ألسْنا خلايا حَيَّة ً في جَسَدِكَ السِّرِّي وأغصاناً في كرمَتِك الإلهيَّة؟ مِنكَ نستقي الحُبَّ والحياة، كما النّورُ حرارَتَهُ وبهاءَهُ مِن الشّمس. لكَ المَجدُ إلى الأبد.
- لِنَرْفَعَنَّ التّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الكلمَةِ السَّرمَديِّ الذي صارَ إنساناً في مِلءِ الزَّمن، بلا تَحويلٍ في جَوهَرِهِ الإلهيّ، وشابَهَنا في كُلِّ شيءٍ ما عدا الخَطيئة. إلى مُخلّصِ البَشرِ الذي نَهَجَ لنا هوَ نفسُهُ الطريق. إلى كافي الجَميعِ الذي بِصَومِهِ أذلَّ الشّهوَة قاهِرَةَ آدَمَ الأوَّل، وبَرَّرَ بِجِهادِهِ حَوَّاءَ أمَّ الأحياءِ جَميعا. ألصَّالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا المساءِ وكلّ أيَّامِ حياتِنا إلى الأبد. آمين.
- سألناكَ، رَبِّ، أن تُغلغِلَ حُضورَكَ في أعماقِنا، كما النّورُ في الهَواء، فنُبصِرَ مُحيّاكَ في وُجوهِ الكُتُبِ المُقدَّسَةِ والأسفارِ الإلهيّة. زَماناً يَسيراً عشتَ على أرضِنا، أنتَ الكائِنُ قبلَ كُلِّ وَجود، والمُستَمِرُّ مَعَنا إلى ما لا نِهايَة، لأنّكَ محبَّة سَرمَديَّة. حاولنا بالتّأمُّلِ، أنْ نَسْبُرَ غَوْرَ مُحيّاكَ الإنسان الإله، فأبْصَرنا في عَينيكَ، إشعاع َ لـُطفِ العَذارى، وحَنانِ الأمَّهات، وعَزمِ الأبطال، وطـُهْرِ القدّيسين، ومحبَّةِ اللهِ التي هي أنتَ. أيُّها السّاكِنُ في طـُمَأنينةٍ سَرمَديّة، أقِرَّ في وُجودِنا الصّاخِبِ عُزلة صلاة، عُزلة ً نقِفُ فيها أمامَك، وَجهاً لِوَجهٍ، فيَطفحَ قلبُنا سعادَة ً وهناء. يا ربّ، إنزَعِ الشّـِحَّ مِن قلبِنا، إنزَعهُ مِن أصولِهِ. قوِّنا في هذا الصَّومِ المُبارَك، على أنْ نَحمِلَ بِنشاطٍ أفراحَنا وأحزانَنا. قوِّنا على أن نَجعَلَ حُبَّنا خِصباً بالتّفاني. قوِّنا كي لا نمتَهِنَ فقيراً أو نَحتَقِرَ بائِساً. قوِّنا على أنْ نَعلوَ بأرواحِنا فوق التّوافِهِ اليَوميّة. قوِّنا على أنْ نَضَعَ قوَّتَنا رَهنَ مَشيئَتِك. وليَكُنْ هذا الصِّيامُ صورةً لِصيامِك، صورةً لِصيامِكَ في البرِّيَّة، يُفضي بِنا إلى الإنسانِ الجَديدِ بالقيامَةِ والحياة، فنرفعَ المَجدَ والشُكرَ إليكَ وإلى أبيكَ وروحِكَ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: فلنَسمَعْ أقوالَ الرَّبّ
١- فلنَسمَعْ أقوالَ الرَّبّ: وأنتُمْ فصلّوا هكذا: أبانا الذي في السَّماواتِ ليتَقدّسِ اسمُكَ ليأتِ ملكوتُكَ لِتَكُنْ مَشيئتُك كما في السَّماءِ كذلك على الأرض طوبى لِلسَّامعين ! أقسَمنا أنْ نَحفظ َ أحكامَك يا ربّ ! ٢- فلنَسمَعْ أقوالَ الرَّبّ: خُبزَنا كفافنا أعْطِنا اليوم واغفِرْ لنا ذنوبَنا كما نغفِرُ نحنُ لِمَنْ أساءَ إلينا ولا تُدخِلنا في تَجرِبة لكن نَجِّنا من الشِّرِّير. آمين. طوبى لِلسَّامعين ! أقسَمنا أنْ نَحفظ َ أحكامَك يا ربّ ! ٣- فلنَسمَعْ أقوالَ الرَّبّ: فإنّكُم إن غفرتُم لِلنّاسِ زَلّاتِهِم يغفِرْ لكُم أبوكُمُ السَّماويّ زلّاتِكُم وإنْ لمْ تَغفِروا لِلنّاس فأبوكُم أيضاً لا يَغفِرُ لكُم زَلّاتِكُم طوبى لِلسَّامعين ! أقسَمنا أنْ نَحفظ َ أحكامَك يا ربّ !
وبارَكَ اللهُ نوحًا وَبَنيهِ وقالَ لهُم: أ ُنموا واكثروا واملأوا الأرض. وَخوفُكُم وذ ُعرُكُم يَكونانِ على جَميعِ وَحشِ الأرض، وجَميعِ طَيرِ السَّماء، وكُلِّ ما يَدِبُّ على الأرضِ وأسماكِ البحر. إنّها مُسلّمَة ٌ إلى أيديكُم. وكُلُّ حَيٍّ يَدِبُّ يَكونُ لكُم مأكلا، وكبُقولِ العُشبِ أعطَيتُكُم الكُلّ. ولكِن لحمًا بِدَمِهِ لا تأكلوا. أمَّا دِماؤكُم، فأطلـُبُها مِنْ يَدِ كُلِّ وَحشٍ أطلبُها، ومن يَدِ الإنسان. أيُّ إنسانٍ قتلَ أخاه، أطلـُبُ نفسَ الإنسان. إنْ يَكُنْ سافِكُ دَمِ الإنسانِ إنسانًا فدَمُهُ يُسفكُن لأنّهُ بِصورَةِ اللهِ صُنِعَ الإنسان. وأنتُمْ فانموا واكثروا وتوالدوا في الأرضِ واكثروا فيها. وكلّمَ اللهُ نوحًا وبَنيهِ معهُ قائِلا: ها أنا مُقيمٌ عَهدي مَعَكُم ومعَ نَسلِكُم مِنْ بَعدِكُم، ومعَ كُلِّ ذي نفسٍ حيَّةٍ معكُم، مِن الطيرِ والبهائِمِ ووحوشِ الأرضِ التي معكُم، كُلِّ ما خَرَجَ مِن التّابوتِ مِن جَميعِ حَيوانِ الأرض. وأقيمُ عَهدي معكُم، فكُلُّ ذي جَسَدٍ لا يَنقرِضُ أيضًا بِمياهِ الطوفان، ولا يَكونُ أيضًا طوفانٌ ليُتلِفَ الأرض. وقالَ اللهُ: هذِهِ علامَة ُ العَهدِ الذي أنا جاعِلـُهُ بيني وبَينكُم، وبين كُلِّ ذي نفسٍ حيّةٍ معكُم مدى أجيالِ الدَّهر: تِلكَ قوسي جَعلتُها في الغمام، فتَكونُ علامَة َ عَهدٍ بيني وبين الأرض. ويكونُ أنّهُ إذا غَيَّمْتُ على الأرض، ظهَرَتِ القوسُ في الغمام، فذكَرْتُ عَهدي الذي بيني وبَينَكُم، وبينَ كُلِّ نفسٍ حيَّةٍ في كُلِّ جَسَد، فلا تَكونُ المياهُ أيضًا طوفانًا لِتُهلِكَ كُلَّ ذي جَسَد. وتَكونُ القوسُ في الغمام، وأبصِرُها لأذكُرَ العَهدَ الأبَديَّ بين اللهِ وكُلِّ نفسٍ حيَّة، مِنْ كُلِّ ذي جَسَدٍ على الأرض. وقالَ اللهُ لِنوح: هذه علامَة العَهدِ الذي أقمتُهُ بيني وبين كُلِّ ذي جَسَدٍ على الأرض.
- لِنَرْفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الآبِ واهِبِ الحياة. إلى الابنِ الذي بِصَومِهِ نَهَجَ لنا سبيلَ الخلاصِ وطريقَ الحَقّ. إلى الرُّوحِ القُدُسِ الذي قدَّسَنا وسَلّحَنا بِقوَّتِه. ألثالوثِ المَجيدِ المُحيي. ألصالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا الصَّباحِ وكُلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ إلهُنا، النّورُ الحَقيقيُّ الآتي إلى العالمِ مِنْ عِندِ الآب، مَعينُ الخَيراتِ ويَنْبوعُ القداسَةِ والطـُّهْرِ والرَّحمَةِ والحَنان. مِنكَ ننالُ كُلَّ خير، وبِكَ نَقوى على الجِهادِ في سبيلِ الحَق ِّ والبِرّ. لقدِ اتَّضعْتَ وأخَذتَ صورَةَ عبدٍ لِتُخلّصَنا وَتَهدينا طريقَ التّواضُع، طريقَ الملكوت. أنتَ المُعلّمُ الصَّالِح، لا صلاحَ إلّا بِكَ وفيك. نورُ العالم، لا ضِياءَ إلّا مِنك. أنتَ، لمّا شِئتَ أنْ تنشُرَ تعالِيمَك في النّاس، وَحَدْتَ في البرِّيَّةِ عاكِفاً على الصَّومِ والصَّلاة، لِتُعرِّفنا أنَّ في الصَّومِ والصِّلاةِ تُستَمَدُّ الرَّحمَة ُ والنّعمَة. فعلّمنا أن نَصومَ ونُصلّي. أسْعِدْنا أنْ نُجاهِدَ في هذا الصِّيامِ حتّى نقبَلَ مَوهِبَة الرُّوحِ القُدُس، فتكون لِتَسبيحِك أفواهُنا، وآذانُنا لِسماعِ كلامِك وتعاليمِكَ المُحيية، وأجسادُنا هياكِلَ نقيَّة ً تَقتاتُ بِجَسَدِكَ وَدَمِكَ الأقدَسين، ونُفوسُنا مِرآة ً تَعْكُسُ على العالمِ جَمالك. نَسألكَ، يا رَبّ: إقبَلْ عُطورَنا. إغفِرْ ذ ُنوبَنا. إشفِ مَرضانا. فرِّحْ المُتألّمين. عَز ِّ المَحزونين. أرجِعِ البَعيدين. أرحِ الرَّاقدين على رَجائِكَ، المُؤمنينَ بِرَحمَتِكَ، بِصلواتِ أمِّكَ العّذراءِ مريَمَ وجميعَ القِدِّيسين، فنرفعَ المَجدَ إليكَ وإلى أبيكَ وروحِكَ القُدُّوسِ إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: طوبى لِلمساكين بالرّوح
١- قد سَمِعتُم أنَّهُ قيلَ للأوَّلين: لا تَقتُلْ ! فإنَّ مَنْ قتَلَ يَستَوجِبُ الدَّينونة أمَّا أنا فأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ غَضِبَ على أخيهِ يَستَوجِبُ الدَّينونة مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبنا يا رَبّ! ٢- ومَنْ قالَ لأخيهِ: راقا! يَستَوجِبُ حُكمَ المَحْفِل وَمَنْ قالَ: يا أحمَق! يَستوجِبُ نارَ جَهَنَّم! مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبنا يا رَبّ! ٣- فإذا قدَّمْتَ قُربانَكَ إلى المَذبَح وذكرتَ هُناكَ أنَّ لأخيك عليك شيئا فدَعْ قُربانَكَ هُناك أمامَ المَذبح وامْضِ أوَّلاً فصالِحْ أخاكَ وحينئذٍ ائْتِ وقَدِّمْ قُربانَك مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبنا يا رَبّ!
- إرْضَ، رَبِّ، دُعاءَنا. قدِّسْ صَومَنا وصلاتَنا، وانفحنا بِرِضاك وعفوِكَ، فنحمِلَ رِسالتَكَ الإنجيليَّة، ونَشهَدَ لك الشّهادَةَ الصَّادِقة بين النّاس، ونُمَجِّدَكَ وأباكَ وروحَكَ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
- لِنَرفَعَنَّ التـَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى الكَلِمَةِ اللهِ السَّرمَدِيِّ الذي تَجَسَّدَ في مِلْءِ الزَّمَنِ بِغَيْرِ تَحَوُّلٍ في طَبْعِهِ الإلهِي، فتَشَبَّهَ بِنا في كُلِّ شَيءٍ ما خَلا الخَطيئَة. إلى المُخَلـِّصِ الذي نَهَجَ لنا هُوَ نَفسُهُ الطـَّريق، إلى غاذي الجَميعِ الذي كَفـَّرَ بِصَومِهِ شَراهَة آدَمَ الأوَّل، وَبِجِهادِهِ لِلشـَّرِّ بَرَّرَ حَوَّاءَ أمَّ الجَميع. الصَّالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا النَّهارِ وَكُلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ الإله، يا مَنْ واضَعْتَ عَظَمَتَكَ فأخليتَ نَفسَكَ آخِذاً صورَةَ إنْسانٍ حَقير، فنَهَجْتَ لنا طَريقَ الخَلاصِ المُوصِلِ إلى المَلَكوت. وأرشَدْتَنا بِصَومِكَ المُقَدَّسِ إلى الحَياةِ الحَقـَّةِ غَيرِ الفاسِدَة. وَظَفَرْتَ على الشـِّرِّيرِ الذي ظَفَرَ علينا فأخْرَجَنا مِنَ الفِردَوسِ بِسَبَبِ شَهْوَتِنا... وَمَنَحْتَنا شَريعَة الصَّومِ والصَّلاة. قَوِّنا يا رَبُّ على أنْ نَحْفَظَ أجْسادَنا مِنْ شَهْوَةِ الشـِّبَع، وَنُوَجِّهَ حَواسَّنا : السَّمْعَ إلى قُبولِ وَصاياكَ المُقدَّسَة، والذ َّوقَ إلى التَلَذ ُّذِ بِكلامِكَ المُحْيِي، واللمْسَ إلى الجِهادِ في الصَّالِحات. طَهـِّرْ حَواسَّنا الباطِنِيَّة فنُحَقـِّقَ فينا صورَةَ الإنسانِ الجَديدِ الذي خُلِقَ على مِثالِكَ: الفِكْرَ فَيَتَروَّى في عَجائِبِكَ، والعَقلَ فَيُدْرِكَ تَدبيرَكَ، والكَلِمَة فتـُصْلَحَ بِتَعالِميكَ، والمَعْرِفَة فتُحَدِّثَكَ، والضَّميرَ فَيُؤخَذَ بِحُبِّكَ، حَتّى تَنْبَعَ جَميعُ أفكارِنا وَتَصَرُّفاتِنا مِنْ فوق، وَتَشُدَّنا إلى فوق، فنَرفَعَ وُجوهَنا إليكَ، وإنسانُنا الباطِنُ والظـَّاهِرُ نَقِيٌّ طاهِر، فنَقْضيَ الصَّومَ في قداسَةِ النَّفسِ والجَسَدِ والصَّلاةِ الدَّائِمَةِ والسِّيرَةِ الحَسَنَة، وَنُؤهَّلَ لِعيدِ فِصْحِكَ المَجيدِ وَلِلقيامَةِ في أجواقِ قِدِّيسيكَ نَنْعَمُ مَعَهُم بِخَيراتِكَ الأبَدِيَّة وَنُسَبِّحُكَ إلى الأبد. آمين.
لحن: قُوقُيُو
ألصِّيــامُ والحُــبُّ أعْمالُ الـــبـِــــــــرِّ فيها يَرتــاحُ الـرَّبُّ لِلقَلبِ الــحُــــــــــرِّ كــانَ الشـَّــاهِــــدْ إيـلـيَّـــــا التِّــشْبِــــيّْ وَهْــوَ صــاعِــــدْ مُرْتـــقى السُّـحْــبِ دانِيالُ في بـابـِــــلْ موسى في الصَّحْرَا بُورِكَ الرَّبُّ القابِلْ ألحُــبَّ شُـكـْــــــرَا هَلِـلـُويــــــــــــــــــا والصَّـــومَ طـُهْــــرَا