- أيُّها المَسيحُ رَبُّنا، قدْ صُمتَ عنّا ونَهَجتَ لنا طريقَ الحياةِ والحَقّ. فاقبَلْ صَومَنا وصَلاتَنا، وقوِّنا على مُتابَعةِ الجِهادِ في إثرِكَ فنبلغَ فِصحَكَ وقيامتَك، ونُؤهَّلَ لِخيراتِكَ في الملكوت، ونرفعَ المَجدَ والحَمد، إليكَ وإلى أبيكَ وروحِكَ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
السبت من الأسبوع الثالث : صلاة الصباح من زمن الصّوم الكبير
ألمجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القُدُسِ في ابتِدائِنا وانتهائِنا.
ولتَفِضِ المَراحِمُ علينا نحنُ الخطأة الحقيرين، في العالمَين اللذين خلقتَهُما، يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ إلى الأبد.
- أهِّلنا، أيُّها الصَّالحُ مُحِبُّ البَشر، لِنورِكَ المُبهِج، فنواجِهَكَ بالثقةِ البَنَويّة. ولا تَترُكْنا وَضُعفنا نُحارِبُ العَدوَّ الكامِن، لئلا يَخنُقَ فينا كلمَة الحياة. بلْ كُنْ معنا في هذا الصَّباح، وقدِّسْ هذا الصِّيام، وجَميعَ أيَّامِ حياتِنا، فنُسَبِّحَكَ وأباكَ وروحَك القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
- إرحمنا الّلهُمَّ واعضُدنا.
رَبِّ، إذا غُلِبَ قلبُنا على صَبرِهِ، وقد خانَهُ الحُبّ، وأوحَدَهُ الأحِبّة ُ في مُنزَوىً، يَرْجُفُهُ الخَوف، وتعتصِرُ فضلاتِهِ الذِكرى، فلا تقطَعْ عنهُ شُعاع وَجهِكَ، لئلّا يُمسي في صَدرِنا حجراً في وادٍ قفر. يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ إلى الأبد.
- لِنَرْفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى بابِ المراحِمِ المَفتوحِ للخطأةِ يَقرعونَهُ. إلى مُوَز ِّعِ الخَيراتِ مَجّاناً على سائِليهِ. إلى البَحرِ الزّاخِرِ لِمَنْ يَدعوه. إلى المُخلّصِ الذي يُنجّي مَن يَسألهُ. إلى المُفيضِ حَنانهُ على كُلِّ مُتضايِقٍ يَبتَهِلُ إليه. ألصَّالحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا الصباح وكلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ إلهُنا، يا مَنْ جَعلتَ الصَّومَ المُقدَّسَ سِلاحاً لا يُغلب. بِهِ حارَبَ المُجاهِدون القِدِّيسون. بالصَّومِ المُقدَّسِ تَستَنيرُ أعيُنُ الرّوحِ في النـُّورِ الحَقّ، وبِهِ يرتَفِعُ الكامِلون إلى الأعالي، وبِهِ نَنالُ غُفران خَطايانا. بالصَّومِ المُقدَّسِ نُصبِحُ هياكِلَ لِلرُّوحِ القُدُس. وبِه نَسيرُ آمِنين في إثرِ القِدِّيسين، ونَظفَرُ بالأهواءِ الشريرَة، وبِهِ نتبدّلُ بِعتيقٍ جَديدا. بالصَّومِ المُقدَّسِ تَفيضُ نِعمَة ُ الرَّبِّ يسوع المَسيح على ضِعفنا. وبِهِ نَرِث ُ ما وَعَدَ بهِ اللهُ الذين يُحِبُّونهُ، ونُحرِزُ أكاليلَ الصَّائِمين الأنقياء. وبهِ نُؤهَّلُ لإرثِ مُقامِنا الأوَّل الذي خَسِرناه. بالصَّومِ المُقدَّسِ نَصعَدُ في سُلّمِ يَعقوبَ الذي صَعِدَ فيهِ الكامِلون. وبِه يكون لنا صليبُ الرَّبِّ يسوع سوراً لا يُقهَر. فتقبَّلْ، يا رَبّ، صَومَنا وصَلاتَنا، وأهِّلنا أن نرى حَنانَك. كُن لنا، يا رَبّ، المَطلوبَ الأوحَد. خلّصنا مِنْ كُلِّ شرّ. واحفظنا بِعنايَتِكَ واملأنا فرحاً وخلاصا. أظهِرْ لنا وَجهَ مَحبَّتِكَ. فإذا بلغنا هُنا تِلك الحُرّيَّة الكامِلة بِمِلْءِ مَخافتِك، نستحق ُّ هُناكَ إكليلَ الظـّافرين. وفي أجواقِ مُختاريكَ القِدِّيسين، نرفعُ إليكَ مَجداً جديدا، أيُّها الآبُ الحَنون، والابنُ الوحيد، والرُّوحُ القُدُسُ المُحيي، إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: طوبى للمساكين بالروح
١- قدْ سَمعتُم أنّهُ قيل: أحبِبْ قريبَكَ وأبغِضْ عَدُوَّك! أمَّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبُّوا أعداءَكُم وأحسِنوا إلى مَنْ يُبغِضَكُم! مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبَنا يا ربّ! ٢- صَلّوا لأجلِ مَنْ يُعْنِتُكُم ويَضْطَهِدُكُم لِتَكونوا بَني أبيكُم الذي في السَّماوات لأنّهُ يُطلِعُ شَمسَهُ على الأشرارِ والصَّالحين وَيُمطِرُ على الأبرارِ والظـَّالمين ! مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبَنا يا ربّ! ٣- فإنّكُم إنْ أحبَبتُمْ مَنْ يُحِبُّكُم فأيُّ أجرٍ لكُم؟ وإنْ سَلّمتُم على إخوانِكُم فقط فأيَّ فضلٍ عَمِلتُم؟ مِن نورِ المَلكوتْ إملأ قلبَنا يا ربّ!
- أيُّها الرّاعي الصَّالح، الذي جاءَ يطلبُ الخَروفَ الضّالّ، أيُّها المُعلّمُ الصَّالِح، الذي صامَ ليُعلّمَنا أنْ ليسَ بالخُبزِ وَحدَهُ يَحيا الإنسان. كُنْ لنا المأكَلَ الحَيَّ لا يفنى والمَشرَبَ الذي لا يَعطشُ إلى الأبد شارِبُهُ، فنَعرِفكَ وَحدَك، ونؤمِن بِكَ إيماناً حيّا، ونُمجِّدَكَ إلى الأبد. آمين.
مزمور القراءات : شوبحو لهو رُعيو
** في قلبِ البيعَهْ الصَّـــــومُ شَريعَــهْ يا طيبَ نـفسٍ صامَـــتْ مُطيعَــهْ * نَشرُ العُطورِ نَفــحُ البَـخـــــورِ ذ َوبُ صيامي طيــبُ نُــــذ ُوري */** رَبِّ، حياتي هَبْ لي رِضوانَ واقبلْ صلاتي صَومي قـُربــانــا قراءةٌ من القدِّيس يوحنا فمِ الذهب (+٤٠٧). حول إنجيل: "اجتازَ يسوع ُ في السبتِ بين الزروع" إنَّ علينا أنْ نتمَسَّكَ بأقوالِ رَبِّنا، ونَرعى خلاصَ نفوسِنا، فنكون أهلا ً لِقبولِ المواهِبِ الإلهيَّةِ واحرازِ النعيمِ الأبديّ. إنَّ الذين كانوا يَنظرون إلى تَطهيرِ الأجسامِ والأواني، وتَفضيلِ الأيَّامِ باعتِبارِها في ذاتِها، حتّى بلغَ مِنْ جَهلِهِم أنْ يُنكِروا صَنيعَ مَنْ يَفرُكُ يومَ السبتِ سُنبُلة ً أو يَشفي مُخلّعاً، فسَقطوا عَنْ مَراتِبِ الفضيلةِ وكانوا خاسِرين. فإنَّهُ يُريدُ رَحمَة ً لا ذبيحَة. ولِهذا يَلزَمُنا الاهتِمامُ بِمصالِحِ النفوسِ لا بالأيّامِ بِما هيَ أيَّام، ولا بالأشياءِ المَجعولةِ لِخَدمَةِ الناس. فلا نَظـُنَّ، أيُّها النّاس، أنَّ لنا بأمرِ الخلاصِ نَفعاً في اغتصابِ أموالِ اليتامى والأراملِ وأمثالِهِم، نَصنَعُ بها كأساً لِلقُربانِ مِن ذهب، مُرَصَّعاً بالحِجارَةِ الكريمَةِ، ومائِدَةً للأسرارِ المُقدَّسةِ وما شاكَل. ولكنْ إنْ أردْتَ أنْ تُكرِّمَ الذبيحَة الطاهِرة، فأكرِمِ الأنفُسِ التي ذ ُبِحَتْ لأجلِها، لأنَّ سَيِّدَنا، لهُ المَجد، ساوى هذهِ الأنفُسَ بِنَفسِهِ إذ وَبَّخَ الذين لا يُعنون بها ؛ قال: جائِعاً كُنتُ فلمْ تُطعِموني، وعَطشاناً فلمْ تَسقوني، وعُرياناً فلم تَكسوني. فإنْ أهمَلتَ هذِهِ، وَصَنَعتَ لِتلكَ أوانيَ مِنْ ذهبٍ وفِضّة، فلن تُفيدَ شيئا. فلكَ أقول: لا تَصنَعْ للكنيسَةِ أواني ذهبيّة ً وفِضّيَّة ً أو هَياكِلَ مُزخرفة ً أو سُتوراً ثمينة، بلْ فكِّرْ كيفَ تُرضي مَنْ أنتَ لأجلِهِ صانِعٌ ذلك. فإنَّ هذا لأفضَلُ من الذهبِ الخالِص. فالكنيسَة ُ ليسَتْ قاعَة ملكٍ بلْ هيَ مَحضَرُ الملائِكة. تَحتاجُ إلى إصلاحِ النفوسِ لا إلى الأواني النفيسَة. وإنّما اللهُ يَرضى العناية بالنفوسِ لا الأعراضَ الخارجيَّة. فالمائِدَة ُ التي قرَّبَ المسيحُ عليها لمْ تَكُنْ مِن فِضَّةٍ، ولا الكأسُ التي ناوَلَ تلاميذهُ بها مِن ذهب. كان شَرَفُها بامتِلائِها مِن الروحِ الإلهيّ. فإنْ أرَدْتَ أنْ تُكْرِمَ جَسَدَ المسيح، فأكرِمهُ كما يُريدُ هُوَ لا كما تُريدُ أنتَ، لأنَّ الكرامَة إنّما تَكونُ مَقبولة ً إذا وافقتْ غَرَضَ الذي تُقدَّمُ لهُ. فإذا عرَفنا ذلك، وَجَبَ علينا أنْ نُكرِمَ المَسيحَ الكرامَة التي فرَضَها هُوَ علينا: أنْ نُنفِقَ أموالنا على الفقراء، ونَعُولَ الأيتامَ والأرامِل. لأنَّ اللهَ لا يَنظـُرُ إلى أوانيَ مِنْ ذهبٍ بلْ إلى النفوسِ الذهبيَّة. (العظة ٢٩)
- لِنَرفَعَنَّ التـَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى الكَلِمَةِ اللهِ السَّرمَدِيِّ الذي تَجَسَّدَ في مِلْءِ الزَّمَنِ بِغَيْرِ تَحَوُّلٍ في طَبْعِهِ الإلهِي، فتَشَبَّهَ بِنا في كُلِّ شَيءٍ ما خَلا الخَطيئَة. إلى المُخَلـِّصِ الذي نَهَجَ لنا هُوَ نَفسُهُ الطـَّريق، إلى غاذي الجَميعِ الذي كَفـَّرَ بِصَومِهِ شَراهَة آدَمَ الأوَّل، وَبِجِهادِهِ لِلشـَّرِّ بَرَّرَ حَوَّاءَ أمَّ الجَميع. الصَّالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا النَّهارِ وَكُلِّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها المَسيحُ الإله، يا مَنْ واضَعْتَ عَظَمَتَكَ فأخليتَ نَفسَكَ آخِذاً صورَةَ إنْسانٍ حَقير، فنَهَجْتَ لنا طَريقَ الخَلاصِ المُوصِلِ إلى المَلَكوت. وأرشَدْتَنا بِصَومِكَ المُقَدَّسِ إلى الحَياةِ الحَقـَّةِ غَيرِ الفاسِدَة. وَظَفَرْتَ على الشـِّرِّيرِ الذي ظَفَرَ علينا فأخْرَجَنا مِنَ الفِردَوسِ بِسَبَبِ شَهْوَتِنا... وَمَنَحْتَنا شَريعَة الصَّومِ والصَّلاة. قَوِّنا يا رَبُّ على أنْ نَحْفَظَ أجْسادَنا مِنْ شَهْوَةِ الشـِّبَع، وَنُوَجِّهَ حَواسَّنا : السَّمْعَ إلى قُبولِ وَصاياكَ المُقدَّسَة، والذ َّوقَ إلى التَلَذ ُّذِ بِكلامِكَ المُحْيِي، واللمْسَ إلى الجِهادِ في الصَّالِحات. طَهـِّرْ حَواسَّنا الباطِنِيَّة فنُحَقـِّقَ فينا صورَةَ الإنسانِ الجَديدِ الذي خُلِقَ على مِثالِكَ: الفِكْرَ فَيَتَروَّى في عَجائِبِكَ، والعَقلَ فَيُدْرِكَ تَدبيرَكَ، والكَلِمَة فتـُصْلَحَ بِتَعالِميكَ، والمَعْرِفَة فتُحَدِّثَكَ، والضَّميرَ فَيُؤخَذَ بِحُبِّكَ، حَتّى تَنْبَعَ جَميعُ أفكارِنا وَتَصَرُّفاتِنا مِنْ فوق، وَتَشُدَّنا إلى فوق، فنَرفَعَ وُجوهَنا إليكَ، وإنسانُنا الباطِنُ والظـَّاهِرُ نَقِيٌّ طاهِر، فنَقْضيَ الصَّومَ في قداسَةِ النَّفسِ والجَسَدِ والصَّلاةِ الدَّائِمَةِ والسِّيرَةِ الحَسَنَة، وَنُؤهَّلَ لِعيدِ فِصْحِكَ المَجيدِ وَلِلقيامَةِ في أجواقِ قِدِّيسيكَ نَنْعَمُ مَعَهُم بِخَيراتِكَ الأبَدِيَّة وَنُسَبِّحُكَ إلى الأبد. آمين.
لحن: قُوقُيُو
ألصِّيــامُ والحُــبُّ أعْمالُ الـــبـِــــــــرِّ فيها يَرتــاحُ الـرَّبُّ لِلقَلبِ الــحُــــــــــرِّ كــانَ الشـَّــاهِــــدْ إيـلـيَّـــــا التِّــشْبِــــيّْ وَهْــوَ صــاعِــــدْ مُرْتـــقى السُّـحْــبِ دانِيالُ في بـابـِــــلْ موسى في الصَّحْرَا بُورِكَ الرَّبُّ القابِلْ ألحُــبَّ شُـكـْــــــرَا هَلِـلـُويــــــــــــــــــا والصَّـــومَ طـُهْــــرَا