- إرحمنا اللّهُمَّ واعضُدنا. أيُّها الأزليُّ ابنُ الأزليّ، يا مَن أتيتَ إلى العمادِ الخلاصيّ، لِتَمنحَنا ذخيرة البنين، بها ندعو الآبَ أبانا، وبها نرتفعُ إلى ميراثِنا الإلهيِّ الذي فقدناهُ بِمُخالفتِنا لِوَصيَّتِك، أنِرنا الآن، رَبِّ، بنورِ عِمادِك المُقدّس، وطهِّرنا مِنْ آلامِ الخطيئة، فنشكُرَك هُنا، في عيدِ النّور، وهناك في ذلك العيدِ الذي تُنيرُ به قِدّيسيك، أيُّها المسيحُ إلهُنا، لك المجدُ إلى الأبد.
اللحن الثاني: نْغِيدُو
* أليومَ فاضَ الحُبورْ وُسـعَ الـدّهـرِ والمَعْمــورْ يا دِنحُ، يا عيدَ النّورْ عيـدَ الشّمسِ في الظـــلامْ يا دِنْحُ، نورَ الأيَّامْ ** شُعوبٌ في الظـُلمـاتِ فـي أظــــلالِ الأمــــواتِ مِنْ وجهِ الحّيِّ الآتـي أشـــرَقَ عليــهِم نـــــــورْ لاشى الموتَ والدَّيجورْ */** يا صَوتَ البُشرى، نـادِ واشهَــدْ لِلحَـق ِّ الفـــادي يا مجـدَ الـرَّبِّ البــادي جَـدِّدْ في الأرضِ السَّلامْ كُنْ لنا الخلاصَ التّامْ
- لِنَرْفَعَنَّ التّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الآبِ الواحِدِ المَحجوبِ الذي دوَّى صَوتُهُ مِن السَّماءِ وشهِدَ لحبيبِه، إلى الابن الواحِدِ المَسجودِ له الذي أشرَقَ على النَّهرِ وقبِلَ العِمادَ مِن يوحنّا عَبدِه، إلى الرَّوحِ الواحِد القُدُّوسِ الذي ظهَرَ فوق رأسِ الابن مُنبِئاً بِنُزُولِه. ألآبُ تكلّمَ بابنِه الحبيبِ مع خلائِقِهِ فبيَّن حقيقتَه، والابنُ اعتَمَدَ في النّهرِ فأذاع َ مجدَهُ، والرُّوحُ حَلَّ فوق َ رأسِ الابنِ فأعلنَهُ للعالمين. ألصّالحُ الذي له المجدُ والإكرامُ في هذا العيدِ وكلِّ أيَّامِ حياتِنا إلى الأبد. آمين.
- بِدنِحك َ تفرحُ الأرض، يا ابنَ الله، والأقطارُ كُلّها تبتهِجُ بيومِ عِمادِك. تفرَحُ الشُّعوبُ وتُسَرُّ الأمَمُ كُلّها،لأنَّها بِك عادَتْ من سبيِ الخطيئةِ والضلال. أنتَ الذي قدّستَ طَبعنا بِعمادِك في المياه، حيث ُ شهِدَ لك الآبُ مِن العُلى: أنتَ ابني الحبيب. أنتَ الذي رآك َ يوحنّا فهتَفَ: هذا حملُ الله الرَّافع خطيئة العالم. ألنّهرُ رآك َ فأمسَك أمواجَهُ وحنى رأسَهُ ساجِداً لك، لأنَّهُ عرفك َ الإلهَ الآتي تُخلّصُ البرايا. هُوذا الدّنحُ أشرَقَ لنا وعلينا من حِضنِ الآبِ المُحتجِب. هُوذا يُنبوع ُ الأفراحِ أروى غليلنا. هُوذا حَمَلُ الخلاصِ الذي رَمَزَ إليهِ مُوسى في أرضِ مصر، وسَمّاهُ، خروفَ الفصح، ونَضَحَ بدَمِهِ الأبواب. هُوذا ضياءُ إرميا، هُوذا دِنحُ زكريّا أشرَقَ اليومَ على النّهرِ وقدَّسَ لنا المعموديّة.
فيا بيعة َ الشعوب، أذيعي مجدَ ابنِ اللهِ المُتأنِّس، الذي اعتَمَد في الأردُنّ، وقدَّسَ المَعموديّة: تباركتَ، أيُّها المسيحُ الكلمة ُ الله فادي البرايا، يا مَنْ بإرادَتِك أخليتَ ذاتَك واتَّخذتَ صورة العبد، وأعطيتَنا عُربون الحياة، في مياهِ العِماد. تباركتَ، يا من قدّستَنا بِعمادِك، وجعلتَنا ورثة ملكوتِك.
والآن نطلبُ إليك، على عِطرِ هذه الصلاة: قدِّسنا بِدنحِك العَظيم، إغسلنا من كلِّ شائبة. اسْكُبِ الغُفران على أبناءِ رعِيَّتِك. وادفقْ علينا من جودِك، فنرفع المجدَ إلى أبيك المُبارَك، وإليك السجودَ أيُّها الابنُ الذي ارتضيتَ اليومَ فاعتمدْتَ لأجلِنا، والشُكرَ إلى الرّوحِ الذي حلَّ على رأسِك في الأردُنّ. لك التسبيحُ والإكرامُ إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: مُوريو لمَرْعِيتُخ
** ربَّنا، نقرع ُ بابك ضـارعــــين * ربّنا، نشدوك التّسبيحَ خاشعـين ** نسألُ الغُفران فاغفِرْ للخاطئين * بِسنـا وَجهِـك نَــوِّرِ التّائـبــــين ** يا صدى مــاء الأردُنِّ * يا ندِيَّ الضيــاءْ ** أنتَ قطـرُ السّمـاءْ * يا شذا روحِ المعمــدان ** بعدَ مَـسِّ اليَــــدِ * رأسَ ربِّ الأكوان ** يا مُنى عهـدِ الأنبيــــاء * بين جيـلٍ وجيلْ ** حتى عهدِ الإنجيــلْ * في مدى الدُّنيا والأدهار ** للحَـيِّ البيعـــــة ُ * تشــدو ليــلَ نهـــارْ ** ربَّنا، نَـوِّلنا سُؤلنا مِنْ غِناكْ */** ربَّنا، واستُرنا في أكنافِ رِضاكْ
- أيُّها الطاهِرُ القدّوس، أيُّها السيِّدُ الذي نقّى بغَسلِهِ الإلهيِّ طَبعنا مِن شوائِبِ الخطيئة، وجَدَّدَ جِنسَنا الذي بَليَ وعَتِقَ في ضلالِ الفساد، تقبَّلْ بنعمتِك العطورَ نرفعُها إلى جلالِك، في يومِ عِمادِك الخلاصيِّ المُقدَّس، جَدِّد نفوسَنا وأجسادَنا، نَقّنا من كلِّ وَصْمَةٍ بشريَّة، وأعِدَّنا لك منازلَ وهياكلَ نقيّة ً تُرضيك، أيُّها السيِّد، لك المجدُ إلى الأبد. آمين.
سَتَفرَحُ البَرِّيَّةُ والقَفْرُ وتَبتَهِجُ الباديَةُ وتُزهِرْ كالوردِ. تُزهِرُ إزْهاراً وتَبتَهجُ ابتِهاجاً مع ترنيم. قد أُوتِيَتْ مَجدَ لبْنان وبَهاءَ الكَرمَلِ والشَّارون. فهم يَنظرون مَجدَ الرَّبَ وبَهاءَ إِلهِنا. قَوُّوا الأَيدِيَ المُستَرخِيَة، وشَدِّدوا الرُّكَبَ الواهِنَة. قولوا لِفَزِعي القُلوب: تَقَوَّوا، لا تَخافوا. هُوَذا إلهُكم. النَّقمَةُ آتِيَة. مُكافَأَةُ الله حاضرة. هو يَأتي فيُخَلِّصُنا. حينَئِذ تتَفتَحُ عُيوِنُ العُمْي وآذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح، وحينَئذٍ يَطفُرُ الأَعرَجُ كالأَيِّل ويَترنّمُ لِسانُ الأَبكَم، إذ قد آنفَجَرَتِ المِياهُ في البَرِّيَّة والأَنْهارُ في البادِيَة. فالسرابُ يَنقَلِبُ غَديراً والمَعطَشَةُ ينابيعَ مِياه، وفي وِجارِ بَناتِ آوى الَّذي يَربِضنَ فيه، تظهرُ خُضرة ُ القَصَبِ والبَرْدِيّ. ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس، لا يَعبُرُ فيه نَجِس بل إِنَّما هو لَهَم. من سَلَكَ في الطَّريق حتَّى الجُهَّال لا يَضِلّ. لا يَكونُ هُناكَ أَسَد، ولا يَصعَدُ إِلَيه وَحشٌ مُفتَرِسٌ ولا يُوجَدُ هُناك، بل يَسيرُ فيه المُخَلَّصون. والَّذينَ فداهُمُ الرَّبّ يَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ بِترنيم، ويَكونُ على رُؤُوسِهم فرَحٌ أَبَدِيّ، وَيَتبعُهُم السُّرورُ والفَرَح، وتَنهَزِمُ عَنهمُ الحَسرَةُ والتَّأَوُّه.
فصلٌ من رسالة القدّيس يوحنّا الأولى ( ٥ / ١-١٢ ).
كُلُّ مَن يؤمنُ أَنَّ يسوعَ هو المسيح، فهو مَولودٌ مِن الله، وكُلُّ مَن يُحَبُّ الوالِد يُحَبُّ المَولودَ منه أَيضًا. فبهذا نَعلَمُ أَنَّا نُحِبُّ أَبناءَ الله، بأنْ نكون مُحبِّين لله وعاملين بِوَصاياه، لأَنَّ هذه هي مَحبَّةَ اللهِ: أَن نَحفَظَ وصاياه؛ ووَصاياهُ ليسَت بثَقيلَة. لأَنَّ كُلَّ مَن وُلِدَ مِن اللهِ يَغلِبُ العالَم، والغَلَبة التي يُغلبُ بها العالم هي إِيمانُنا. مَنْ ذا الَّذي يغَلِبُ العالَم، إلّا الَّذي يؤمنُ أَنَّ يسوعَ هوَ ابنُ الله؟ هذا هو الآتي بالماءِ والدَّم يسوعُ المسيح، لا بِالماءِ فقط بل بِالماءِ والدَّم. والرُّوحُ هو الذي يَشهَد أنَّ المسيحَ هو الحقّ. لأنَّ الشهودَ في السماءِ ثلاثة: الآبُ والكلمة والرُّوحُ القدس، وهؤُلاءِ الثَّلاثةُ هم واحد؛ والشهودُ في الأرض ثلاثة : الروحُ والماءُ والدّم، وهؤلاء الثلاثة هُم في واحد. إنْ كُنَّا نَقبَلُ شَهادةَ النَّاس، فشَهادةُ اللهِ أعظَم، وهذه هي شَهادةُ اللهِ التي شَهِدَ بها لابنِه. مَنْ آمَنَ بِابنِ الله فعندَهُ شهادة ُ اللهِ في نفسِه، ومَن لم يُؤمن بالابن يجعلُ الله كاذِبًا ،لأَنَّه لم يُؤمِنْ بِالشَّهادةِ الَّتي شَهِدَ بها اللهُ لابنِه. وهذِهِ هي الشَّهادةُ: أَنَّ اللهَ أعطانا الحَياةَ الأَبدِيَّة. وهذهِ الحياةَ هي في ابنِه. فمَن لَه الابنُ فلَه الحَياة، ومَن ليسَ له ابنُ الله فليسَتْ لَه الحَياة.
فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرسول الأولى إلى أهلِ كورنتُس ( ١٠ / ١-١٣ ).
لا أُريدُ أَن تَجهَلوا، أَنَّ آباءَنا كُلُّهُم كانوا تَحتَ الغَمام، وكُلُّهُم جازوا في البَحْر، وكُلُّهمُ اصتبغوا على يدِ موسى في الغَمامِ وفي البَحْر، وكُلُّهُم أَكَلوا طَعامًا رُوحِيًّا واحِدًا، وكُلُهُم شَرِبوا شَرابًا رُوحِيًّا واحِدًا. فإنّهم كانوا يَشرَبونَ مِن الصَخرَةِ الرُوحِيَّةِ التي كانت تَتبَعُهم. والصَّخرَةُ كانتِ المسيح. ولكنَّ أكثرهُم لم يَرْضَ اللهُ عنهم، فإنّهُم صُرِعوا في البَرِّيَّة. وهذه حَدَثَتْ رمزاً لَنا، لِئلاَّ نَشتَهِيَ الشرورَ كما اشتَهَى أولئك. فلا تَكونوا مِن عابدِي أَوثانٍ كما كانَ قومٌ منهم، كما كُتِبَ: جَلَسَ الشَّعْبُ يَأكُلون وَيشرَبون ثُمَّ قاموا يَلعبون. ولا نَزنِ كما زَنى قومٌ منهُم. فسَقَطَ في يَومٍ واحِدٍ ثَلاثَةٌ وعِشرونَ أَلْفًا. ولا نُجَرِّبِ المسيحَ كما جَرَّبَه قومُ منهُم، فهلَكوا على يدِ المُهلِك. فهذه الأمورُ عرضَتْ لهم رُموزا ً وكُتِبَتْ لِمَوْعظتِنا، نحنُ الذين انتهَتْ إلينا أواخِرُ الدُّهور. فمن ظنَّ أنّهُ قائِمٌ فليَحذرْ أنْ يَسقط. إنّهُ ما أصابَكُم مِن التَّجارِبِ إلّا ما هوَ بشريّ. لكنَّ الله أمينٌ لا يدَعُكُم تُجَرَّبون فوق طاقتِكُم، بل يجعلُ مع التَّجربةِ مخرجا ً لتستطيعوا أن تحتمِلوا.
- أيُّها المسيحُ الله ُ الكلمة ُ الآبِ السَّماوِيّ، يا مَنْ صِرتَ إنساناً لأجلِنا، واعتمَدتَ اليومَ في نهرِ الأردُنّ، فصِرتَ لنا الطريق والباب، ندخُلُ بِك إلى الآب. إجعَلْ، رَبِّ، نعمَتَك ورحمتَك علينا. واقبَلْ العُطورَ تُقدِّمُها أيدينا. إستَجِبْ طِلباتِنا الحَسَنة، واغفِرْ لنا جَهالاتِنا، وأرِحِ المَوتى المُؤمنين، فنرفَعَ إليك المجدَ والشُكر، الآن وإلى الأبد. آمين.
مزمور القراءات: رَمْرِمَينْ
** ما أبهى وَجه الفادي زارَ بــــارَك َ الأمواهْ ضــاءَ مـــاءُ العِمــادِ مِنْ بهاك َ، يا ابْن اللهْ * إهتفـي، يـا شُعـــوبُ واشدي الحَمدَ لابْنِ اللهْ وافـرَحي، يـا قلــوبُ زارَ، بــــارَك َ الأمواهْ */** أيُّهـا الوَجـهُ الغامِـــرْ يا خَفيًّــا لا مَنْظـــــورْ في حَنــايا الضّمائِــرْ إزرَعْ حُبًّـــا، دَفِّقْ نورْ
قراءةٌ اولى من سفرِ الخُروج ( ١٥ / ١-١١ )
حينَئِذٍ سبَّحَ موسى وبنو إسرائيلَ هذهِ التَّسْبِحة لِلرَّبِّ وقالوا: أُسبِّحُ لِلرَّبِّ فإِنَّه قد تعَظَّمَ بالمَجد. ألفَرَسُ وراكِبُه طرَحَهُما في البَحرِ. ألرَّبُّ عِزّي وتسبيحي لقَد كانَ لي خَلاصاً. هذا إِلهي فإيَّاهُ أُمَجِّد، إلهُ أَبي فإيَّاهُ أُعظـِّم. ألرَّبُّ صاحبُ الحُروب ألرَّبُّ اسمُه. مَراكِبُ فِرعونَ وجُنودُهُ طرحَها في البَحرِ، ونُخبَةُ قوَّادِه غرِقوا في بَحرِ القُلزُم. غَطَّتهُم اللّجَج فهَبَطوا في الأعماق كالحجارة. يَمينُك يارَبُّ عزيزَة ُالقُوَّة، يَمينُكَ يا رَبُّ تُحطِّمُ العَدُوَّ، وبِعَظَمةِ اقتِدارِك تَهدِمُ مُقاوِميكَ. تبعث ُ سُخطَكَ فَيأكُلُهم كالعُصافة، وَبريحِ غَضبِك تَراكَمَتِ المِياه. إنتَصَبَتْ كأطوادٍ مائِعة وجَمَدتِ اللّججُ في قلبِ البَحرِ. قالَ العَدُوُّ: أُرْهَق ُ أُدرِك أُقسِّمُ غَنيمةَ، تشتفي مِنهُم نَفْسي، أَختَرِط ُ سيفي، تقرِضُهم يَدي. بعَثتَ ريحَكَ فغشيهُمُ اليمُّ، وغرِقوا كالرَّصاصِ في غمرِ المِياهِ. مَن مِثْلُكَ في الآلِهة يا ربُّ مَن مثلك؟ جَليلُ القُدْسِ مَهيبُ التسابيحِ صانِعُ المعجزات.
فصلٌ من أخبارِ آبائنا الرُّسُلِ الأطهار ( ٨/ ٢٦-٤٠).
كَلَّمَ ملاكُ الرَّبِّ فيلِيبُّسَ قائلا: قُمْ فانطلِقْ نَحوَ الجَنوب، إلى الطَّريقِ المُتصوِّبةِ مِن أُورَشَليمَ إِلى غَزَّة وهيَ مُقفِرَة. فقامَ وانطلق. وإِذا برَجُلٍ حبشيٍّ خَصيّ، ذي مَنزلةٍ عظيمةٍ عِندَ كنْداكة مَلِكَةِ الحَبَشة، وهو قيِّمُ جَميعِ خزائِنِها. وقد جاء ليسجُد في أُورَشَليم، وكان راجِعاً وهو جالِسٌ في مَركَبتِه يَقَرأُ في أَشَعْيا النَّبِيَّ . فقالَ الرُّوحُ لِفيلِيبُّس: أدنُ إلى هذهِ المَركَبة والزَمْها. فبادَرَ إِلَيه فيلِيبُّس فسَمعَه يَقَرأُ في أَشَعْيا النَّبِيَّ فقالَ: هَل تَفهَمُ ما تَقرَأ؟ فقالَ: وكَيفَ يمكنُني إِن لم يُرشِدْني أَحَد؟ وَسأَلَ فيلِيبُّس أَن يَصعَدَ ويَجلِسَ معَه. وكانَ الموضعُ الذي يقرأهُ مِنَ الكِتابِ هذا: قد سِيقَ إِلى الذَّبح مِثلَ الشاة، ومثل حَمَلٍ صامِتٍ أمامَ الذي يجُزُّهُ، هكذا لم يَفتَحْ فاه. في تواضُعِهِ أُلغِيَ قضاؤهُ، ومن يَصِفُ مَوْلِدَهُ؟ فإنَّ حَياتَه تُلغى مِن الأَرض. فأجابَ الخَصِيُّ وقالَ لِفيلِيبس: أتَوسَّلُ إليك أخبرني عَمَّن يقولُ النبيُّ هذا، أعَن نفسِهِ أمْ عن رجُلٍ آخر؟ ففتحَ فِيلِيبُّس فاهُ، وابتدأ من ذلك المَكتوبِ فبشّرَهُ بيسوع. وفيما هُما منطلقانِ في الطَّريق، انتهيا إِلى ماء، فقالَ الخَصِيّ: هوذا ماءٌ فما المانعُ من أَن أعتَمِد؟ فقال فيلبُّس : إن كُنتَ تؤمِنُ بكُلِّ قلبِك يجوز. فأجابَ قائلا ً: إنّي أؤمِنُ أنَّ يسوعَ المَسيح هو ابنُ الله. وأمَرَ بأنْ تقفَ المركبَة، ونزَلا كِلاهُما إلى الماءِ، فيلبُّسُ والخَصيّ، فعمَّدَهُ. ولمّا صعِدا من الماءِ خطَفَ روحُ الربِّ فيلبُّس، فلمْ يعُدْ يُعايِنُهُ الخَصيّ، فسارَ في سبيلِهِ فرِحاً. أمّا فيلبُّس فوُجِدَ في أشدود، ومن هُناك كان يجولُ مُبشّرا ً في جميعِ المُدُن، إلى أنِ انتهى إلى قيصريّة.
فصلٌ من إنجيل يوحنّا ( ٣ / ٢٢-٣٠).
بعدَ ذلك أقبلَ يسوع وتلاميذهُ إلى أرضِ اليهوديّة، وكان يترَدَّدُ هُناك معهُم ويُعمِّد. وكان يوحنّا يُعمِّدُ في عينِ نونٍ بقربِ ساليمَ، لكثرةِ الماءِ هُناك. وكانوا يُقبلون ويعتمِدون، لأنّهُ لم يكُن يوحنّا بعدُ قدْ ألقِيَ في السِّجن. وكانتْ مُناظرَةٌ بين تلاميذِ يوحنّا واليهود في شأنِ التَّطهير. فأقبلوا إلى يوحنّا وقالوا له: يا مُعلّم! ذاك الذي كان معك في عبرِ الأردُنّ، الذي أنتَ شهِدتَ لهُ، ها إنَّهُ يُعَمِّدُ والجَميعُ يُقبلون إليه. فأجابَ يوحنّا وقال: لا يستَطيعُ الإنسانُ أنْ يأخُذ َ شيئاً ما لمْ يُعطَ لهُ من السَّماء. أنتُم تَشهدون لي بأنّي قلتُ لكم إنَّني لستُ المسيح، بل أنا مُرسَلٌ أمامهُ. مَن لهُ العروسة ُ فهو العروس، وأمَّا صديقُ العروسِ الواقفُ يسمَعُهُ، فهو يفرَحُ فرحاً لِصوتِ العروس. ففرحي هذا قد تَمّ. ولهُ ينبغي أنْ ينمو ولي أنْ أنقُص.
- يا ربَّنا وإلهَنا يسوع المسيح، يا مَن ظهَرتَ لنا في الأردُنِّ بِشهادَةِ الآبِ والروُّحِ القُدُس ويوحنّا نسيبِك. إملأ حَواسَّنا بِك، كما مَلأتَ حَواسَّ يوحنّا يومَ عَمَّدَك. فأبهجتَ عينيهِ بنورِ ظهورِك، ويديهِ بِمَسِّ جِسمِك، ومِسمَعَيهِ بِصوتِك. أهِّلنا، في هذا النّهار، أن نُجَسِّدَ شهادَتَك في حياتِنا، ونترَجّى ظهورَك الثاني المَجيد، فنُمجِّدَك وأباك وروحَك إلى الأبد. آمين.
عيد الدنح المجيد: صلاة نصف النهار
ألسَّلامُ للبيعَةِ ولِبَنيها
ألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر
- يا ابْنَ الآبِ الأزلِيّ، يا مَن جَبَلتَ الإنسانَ الأوَّل: بِمَراحِمِكَ شِئتَ فأخَذتَ مِنْ جَبْلَتِكَ جِسْما، ثمَّ قبِلتَ العِمادَ من يوحَنّا، لِتُجَدِّدَ بِعِمادِكَ جَبْلَةَ يَدَيك، على صُورَتِكَ وَمِثالِكَ. جَدِّدْ يا رَبُّ جَبْلتَنا العَتيقة، واخْلـُقْ فينا مِن روحِكَ القُدُّوسِ قلباً جَديدا. واجْعَلنا أبناءً جُدُداً لأبيكَ السَّماوِيّ، فنَرفعَ اليكَ مَجداً جَديداً أبَدِيَّا، وإلى أبيكَ وَروحِكَ القُدُّوس، الآنَ والى الأبد. آمين.
- لِنَرفعَنَّ التَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ الى السِّرِّ الخَفِيِّ الذي تَلألأ على الأرْدُنِّ وَعُرِفَ وَتَجَلـَّى. إلى النّورِ الذي نُؤمِنُ بهِ، كما أشْرَقَ وَظَهَرَ، ثالوثاً قُدُّوساً: آباً امْتَلأ مِسْمَعَا يوحَنّا مِنْ صَوتِهِ، وابناً التَهَبَتْ يَدا يوحَنّا في مَسِّ جِسْمِهِ، وَروحاً غابَتْ عَينا يوحَنّا في رُؤيَتِهِ، إلهَاً واحِداً حَقاً لا يُدرِكُهُ العُلوِيُّون، ولا يَسْتَقصيهِ الأرضيُّون. ألصَّالِحِ الذي لهُ المَجدُ والإكرامُ في هذا العيدِ وكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا الى الأبد. آمين.
- تَبارَكَ ظـُهُورُكَ، يا نورَ الحَياة، والإلهَ الحَقيقيَّ يَسوعَ المَسيح، أيُّها القُدُّوسُ واهِبُ الرُّوحِ القُدُسِ وَمُعْطي القَداسَة، يا مَنِ انْحَنَيْتَ بِرَحمَتِكَ فَصِرْتَ إنْساناً مِثلنا، ولمْ يَنَلْ طَبْعَكَ الإلهِيَّ تَغْيِير، لِتَرْفَعَنا نحنُ الأرضِيِّينَ إلى الحَياةِ الجَديدَةِ الرُّوحانِيَّة. أنتَ المِلْءُ كُلـُّه وَمالِئُ الكُلّ، أتَيْتَ كالمُحتاجِ إلى يوحَنّا سابِقِكَ، لِتُغْنينا مِن مِلئِكَ بِعِمادِكَ في الأردنِّ، وَتُطَهِّرَنا وَتُبَرِّرَنا مِنْ كُلِّ خَطيئَة. لقد قَبِلتَ وَضْعَ اليَدِ مِن يوحَنّا ابنِ الكاهِنِ الشَّيخِ على رَأسِكَ، لكي تُواصِلَ سِرَّ الكَهَنوتِ المُقدَّسِ في بيعَتِكَ المُقدَّسَة. صَعِدْتَ مِنَ العِمادِ فأصْعَدتَنا مَعَك، وَنَهَجْتَ لنا الطـَّريقَ المُؤدِّيَةَ إلى الآب.