- لِنَرفعنَّ التَّسبيحَ والمَجدَ والإكرامَ إلى ابنِ اللهِ الجالِسِ في حِضنِ أبيهِ الأزليّ، إلى ابنِ الإنسانِ المَولودِ في الحَشا وقد ملأهُ نِعمة. ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا العيدِ وكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- لكَ الحَمدُ والشُكر، أيُّها الابنُ الأزليّ الذي لا بَدءَ لهُ. أيُّها النـُّورُ المَحجوبُ الذي أشرَق على العالم. أيُّها القديمُ الذي وُلِدَ طِفلا ً من بنتِ داود. أيُّها السَّيِّدُ الذي ارتَضى لِنفسِهِ مِذوَداً في مغارة. أيُّها العَزيزُ الذي لـُـفَّ بالأقمِطة. أيُّها الرَّهيبُ الذي سُرَّ بأناشيدِ بِنتِ داوُد. إنَّا لنتأمَّلُ سِرَّ خلاصِنا ذاهلين هاتفين:
ما أعجَبَكَ يا ألله! صِرتَ إنساناً ولمَّا تَبرَحْ أنتَ الإله! ما أعجبَكَ يا ألله! نزلتَ في مغارةٍ فملأتَ السَّماءَ والأرضَ مِن مَجدِكَ! ما أعجبَكَ يا ألله! جاءَكَ الملائِكة ُ والرُّعاةُ والمَجوسُ سُجَّدا!
بميلادِكَ أقمتَ السَّلامَ بين السَّماءِ والأرض، ونَقَضْتَ السِّياجَ بين العُلويِّين والسُّفليِّين. بِميلادِكَ أنقذتَنا فكان الرَّجاءُ الصَّالِحُ لبَني البَشر. بِميلادِكَ أشرَقَ النـُّورُ على العالمِ وانقشَعَ الظلام. بِميلادِكَ تقارَبَ البُعَداءُ والأقرباءُ واشتَرَكوا في عيدِكَ معا. أليومَ أعلن الملائِكة ُ الرُّعاةَ: لقدْ وُلِدَ لكُمْ مُخلّصٌ وهوَ الرَّبُّ المَسيحُ في مدينةِ داوُد.
فنتضَرَّعُ إليكَ أيُّها الولدُ العَجيبُ على هذِا البَخور: بِشفاعةِ أ ُمِّكَ البتولِ القدِّيسة، هَبْ لنا أنْ نَعرِفَ سِرَّ تَجَسُّدِكَ، وامنحنا غُفران الذنوبِ واصْرِفْ عَنّا حُزن النّفسِ والجَسد. وَطـِّدْ أركان بيعَتِك واعضُدها. واذكُرْ أمواتَنا الرَّاقدين على رَجائِك، وأهِّلنا لأنْ نَقومَ معهُم في يومِكَ عن يَمينِكَ، فنرفعَ إليكَ المَجدَ إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: قُومْ فـَولـُسْ
أمطـُري الصِّدِّيق َ، يا سُحْبَ السَّماءْ! أنبتي يا أرضُ أُمْلـُودَ الـرَّجـــاءْ! هَفوَة َ الفِردَوسِ، ما لون ُ الشَّـقــاءْ؟ ذُبـتِ في الغـــارِ هَنــاءً وَضِيــاءْ! أيُّهـــا اللّـيــلُ النـَّــدِيّ، أيقِظ ِ الكون الصِّـديّ! يــا سَماواتُ، ارتـــدي مِن حَواشي المِــذوَدِ! وانْسُجي الأحــداق، يا بِكـرُ، رِداءْ! والصِّبـا الـرَّيَّـــانُ أعطيـهِ غِــذاءْ!
- نَسجُدُ لكَ، يا ابنَ الآبِ وابن البَتول، يا مَن بِوِلادَتِكَ في الجَسَدِ أظهَرتَ الله للعيان، فقرَّبْتَ إلينا السَّاكِن في الأعالي، وأزَحْتَ البُرقُعَ عنِ المَحجوب، وأنَرتَ مَعرِفتنا بالذي لا تُدرِكُهُ المَدارِك.
إقبَلْ بَخورَنا وامنحنا نورَ مَعرِفتِك، وَهَبْ لنا مغفِرة الخطايا. وأرِحْ المَوتى، فنرفعَ إليكَ المَجدَ الآن وإلى الأبد. آمين.
قالَ بلعامُ لِبالاق: ألمْ أقُلْ لِرُسُلِكَ الذين بَعثتَهُمْ إليَّ : لو أعطاني بالاقُ مِلْءَ بيتِهِ فِضّة ً وذهبا، لمْ أستَطِعْ أنْ أتجاوَزَ أمرَ الرَّبّ، فأعمَلَ حَسَنة ً أو سَيِّئة ً منْ رأيي، إنّما ما يَقولـُهُ الرَّبُّ إيَّاهُ أقول. والآن ها أنا مُنصَرِفٌ إلى قَومي؛ تعالَ أ ُعرِّفُكَ ما يَصنَعُ أولئِكَ الشّعبُ بِشعبِكَ في آخِرِ الأيَّام. ثـُمَّ ضَرَبَ مثلهُ وقال: كلامُ بَلعامَ بنِ بَعُور، كلامُ الرَّجُلِ المُغلقِ العَينين، كلامُ السَّامِعِ أقوالَ اللهِ والعارِفِ معرفة العَليّ، والنّاظِرِ مناظِرَ القدير، الذي يقعُ فتنفتِحُ عَيناه. أراهُ وليسَ حاضِرا؛ أ ُبصِرُهُ وليسَ بقريب. يسعى كوكبٌ مِنْ يَعقوبَ ويَقومُ صَولجانٌ مِنْ إسرائيل، فيُحَطـِّمُ طرَفـَيْ موآب، ويُريحُ جَميعَ بني شيت، ويكونُ أدومُ ميراثاً لهُ ملِكاً لهُ يكونُ سِعيرُ أعداؤهُ، ويَصنَعُ إسرائيلُ بِبأسٍ ويتسلّط ُ الذي مِنْ يَعقوب... ثـُمَّ قامَ بِلعامُ فانصرَفَ راجِعاً إلى مَوضِعِه، ومضى بالاقُ أيضاً لسَبيلِه.
قراءةٌ ثانية من نبوءَةِ أشعيا ( ٩ / ١-٧ ).
قد زالَ الادْلِهْمَامُ عن التي كانتْ في الضيق. إنَّ الزّمان الأوَّلَ أزرى أرضَ زَبولون وأرضَ نَفتالي، وأمَّا الأخيرُ فأكرَمَ طريقَ البَحرِ عِبرَ الأردُنِّ جليلَ الأمم. الشّعبُ السّالِكُ في الظلمةِ أبصَرَ نوراً عَظيما. الجالِسون في بُقعَةِ المَوتِ وظِلالِهِ أشرَقَ عليهم نور. كَثـَّـرتَ الأمَة. وَفَّرْتَ لها الفرَح. يَفرَحون أمامَكَ كالفرَحِ في الحصاد، كابتِهاجِ الذين يتقاسَمون السَّلب. لأنَّ نيرَ مَشَقّتِها وعصا كَتِفِها وقضيبَ مُسَخّـِرها قد كسَّرْتَها كما في يومِ مِدْيَن. إذ كُلُّ سِلاحٍ مُتَسلّحٍ في الوَغى، وكُلُّ ثوبِ مُتَلطـِّخٍ بالدِّماء، يَصيرُ ضَرَماً ووُقوداً لِلنّار. لأنّهُ قدْ وُلِدَ لنا ولدٌ، أعطِيَ لنا ابنٌ، فصارتِ الرِّئاسة ُ على كَتِفِهِ، ودُعيَ اسمُهُ عَجيباً مُشيرا، إلهاً جَبّارا، أبا الأبدِ رئيسَ السَّلام، لِنُمُوِّ الرِّئاسَةِ ولِسلامٍ لا انقِضاءَ لهُ، على عرشِ داودَ ومملكتِهِ، ليُقِرَّها ويوطـِّدَها بالإنصافِ والعَدلِ مِن الآن إلى الأبد.
قراءة ثالثة من نبوءةِ ميخا (٤ / ١٠-١٤ + ٥ / ١-٥ أ).
تَمَخَّضي وادْفعي يا بِنتَ صِهيون كالتي تَلِد، فإنّكِ الآن تَخرُجين من المدينةِ وتَسكُنين في الصَّحراءِ وتَسيرين إلى بابِل. هُناكَ تُنْقـَـذين وهُناك يَفتَديكِ الرَّبُّ مِنْ أيدي أعدائِكِ. والآن فقدِ اجتَمَعَ عليكِ أمَمٌ كثيرون يَقولون: لِتُعامَلْ كفاجِرةٍ ولتنظـُرْ عُيونُنا إلى صِهيون. لكِنّهُمْ لمْ يَعرِفوا أفكارَ الرَّبِّ ولا فَهِموا مَشورَتَهُ، فإنّهُ قد جَمَعَهُم كالأكداسِ إلى البَيدَر. قومي فدوسي يا بِنتَ صِهيون، فإنّي أجعَلُ قرنَكِ حَديداً وأظلافكِ نُحاسا، فتَسحَقين شُعوباً كثيرين، وأ ُبْسِلُ لِلرَّبِّ غَنيمَتَهُمْ وثروَتَهُم لِسَيِّدِ الأرضِ كُلّها. ألآن تَتَجَيَّشين يا بِنتَ الجُيوش. إنّهُ قدْ ألقى علينا الحِصار، فهُمْ يَضرِبون قاضي إسرائيلَ بالقَضيبِ على خَدِّه. وأنتِ يا بَيتَ لحمُ أفْراتَة ُ إنّكِ صغيرة ٌ في ألوفِ يَهوذا، ولكنْ مِنكِ يَخرُجُ لي مَنْ يَكونُ مُتسلّطاً على إسرائيل، ومَخارِجُهُ منذ ُ القديمِ منذ ُ أيَّامِ الأزل. لذلكَ يترُكُهُم إلى حينِ تَلِدُ الوالدَة، فترجِعُ بقيَّة ُ إخوَتِهِ إلى بَني إسرائيل، وَيَقِفُ ويَرعى بِعِز َّةِ الرَّبِّ وبِعَظمَةِ اسمِ الرَّبِّ إلهِه، فيكونون ساكنين، لأنّهُ حينئِذٍ يتعاظمُ إلى أقاصي الأرض. ويكونُ هذا سلاما.
فصلٌ من رسالةِ القدّيس يوحنّا الأولى ( ٤ / ١-١٠ ).
لا تُصَدِّقوا كُلَّ روحٍ بلِ اختَبِروا الأرواحَ هل هيَ مِن اللهِ، لأنَّ أنبياءَ كذبَة ً كثيرين قدْ خرجوا إلى العالم. وبهذا تَعرِفون روحَ الله: كُلُّ روحٍ يَعتَرِفُ بأنَّ يسوع المسيحَ قد أتى في الجَسَد، فهو مِن الله، وكُلُّ روحٍ يَحُلُّ يسوع، فليسَ من الله، وهذا هو روحُ المسيحِ الدَّجَّالِ الذي سَمِعتُم أنّهُ يأتي، والآن هوَ في العالم. أنتُم من اللهِ أيُّها الأبناءُ وقدْ غلبتُمْ أولئِك، لأنَّ الذي فيكُمْ أعظَمُ مِن الذي في العالم. هُمْ مِن العالم ولذلكَ كلامُهُمْ مِن العالمِ والعالمُ يَسمَعُ لهُم: أمَّا نحنُ فمِن الله. فمَنْ عرَفَ الله سَمِعَ لنا ومَنْ لمْ يَكُنْ مِن اللهِ فلا يَسمَعُ لنا. بذلكَ نَعرِفُ روحَ الحَقِّ وروحَ الضّلال. أيُّها الأحِبّاء! لِنُحِبَّ بَعضُنا بعضاً. فإنَّ المَحبَّة مِن الله. فكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فهوَ مَولودٌ من اللهِ وعارِفٌ بهِ؛ ومَنْ لا يُحِبُّ فإنّهُ لا يَعرِفُ الله، لأنَّ اللهَ مَحبَّة. بهذا تَتَبَيَّنُ محبَّة ُ اللهِ لنا: أنَّ الله أرسَلَ ابنَهُ الوَحيدَ إلى العالمِ لِنَحيا بهِ وإنّما المَحبَّة ُ في هذا: أنّنا لمْ نَكُنْ نَحنُ أحبَبنا الله، بلْ هوَ أحَبَّنا فأرسلَ ابنَهُ كفّارة ً عَنْ خَطايانا.
فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرّسول إلى أهل غلاطية ( ٤ / ١-١١ ).
أقولُ إنَّ الوارِث َ ما دامَ صَبيّاً فلا فرق َ بَينَهُ وبين العَبد، معَ كونِهِ مالكَ الجَميع، لكنّهُ تحتَ أيدي الأوصياءِ والوُكلاءِ إلى الوقتِ الذي أجَّلهُ الأب. وهكذا نحنُ حين كُنّا صِبياناً، كُنّا مُتَعَبِّدين تحتَ أركانِ العالم. فلمَّا بلغَ مِلْءُ الزمان، أرسَلَ اللهُ ابنَهُ مَولوداً مِن امرأة، مَولوداً تحتَ النّاموس، ليَفتَديَ الذين تحتَ النّاموسِ لِنَنالَ التّبَنّي. وبِما أنّكُمْ أبناء، أرسَلَ اللهُ روحَ ابنِهِ إلى قلوبِكُم، داعياً أبَّا أيُّها الآب. فلستَ بعدُ عَبداً بلْ أنتَ ابنٌ؛ وإذا كُنتَ ابناً فأنتَ وارِث ٌ بالله. لكِنّكُمْ لمَّا كُنتُمْ حينئذٍ لا تَعرِفون الله، تُعُبِّدْتُمْ للذين ليسوا بالطبيعةِ آلهة. أمّا الآن فبعدَ أنْ عرَفتُم الله بَلْ بالحَري عَرَفكُم الله، كيفَ تَرجِعون إلى الأركانِ الضَعيفة الفقيرة، التي تبتَغون أنْ تَعودوا إلى التّعَبُّدِ لها؟ فإنّكُمْ تَحفظون أيَّاماً وشُهوراً وأوقاتاً وسنين. فأنا أخافُ عليكُمْ أنْ أكون قدْ تَعِبتُ فيكُم عبَثا.
من إنجيلِ ربّنا يسوع المسيح للقدّيس يوحنّا ( ١ / ١-١٨ ).
في البَدءِ كان الكلمة ُ، والكلمة ُ كان عِندَ الله، وكان الكلمة ُ الله. هذا كان في البَدءِ عِندَ الله. كُلٌّ بِهِ كُوِّن، وَبِغيرِهِ لمْ يَكوَّنْ شيء. ما كُوِّن كان فيهِ حياة، والحياة ُ كانتْ نورَ النّاس، والنورُ يُضيءُ في الظلمةِ والظلمَة ُ لمْ تُدرِكْهُ. كان رجُلٌ مُرسَلٌ من اللهِ اسمُهُ يوحنّا. هذا جاءَ للشهادَةِ لكي يَشهَدَ للنور، حتّى يُؤمِن الجَميعُ على يَدِهِ. لمْ يَكُنْ هو النّور، بلْ كان ليَشهَدَ للنور. كان النّورُ الحَقيقيُّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتياً إلى العالم. كان في العالم، والعالمُ بهِ كُوِّن، والعالمُ لمْ يَعرِفهُ. أتى إلى خاصّتِهِ وخاصَّتُهُ لمْ تقبلهُ ؛ فأمَّا كُلُّ الذين قبِلوهُ، فأعطى لهُمْ سُلطاناً أنْ يَكونوا أبناءَ الله، للذين يُؤمِنون باسمِهِ، الذين لا مِنْ دَمٍ ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ ولا مِنْ مشيئةِ رجُلٍ، لكنْ من اللهِ وُلِدوا. والكلمة ُ صارَ جَسَداً وحَلَّ بيننا ؛ وقد أبصرنا مَجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب، مملوءاً نِعمة ً وحقّا. ويوحنّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائلا ً: هذا هُوَ الذي قلتُ عنهُ: إنَّ الذي يأتي بَعدي قدْ جُعِلَ قبلي، لأنّهُ أقدَمُ مِنّي، ومنِ امتِلائِهِ نحنُ كُلّنا أخذنا، ونِعمَة ً مكان نعمة. لأنَّ النّاموسَ أعْطِيَ بِموسى، وأمَّا النّعمة والحَق ُّ فبيسوع المسيح حصلا. اللهُ لمْ يَرَهُ أحَدٌ قط ُّ. ألإبنُ الوَحيدُ الذي في حِضنِ الآبِ هُوَ أخبَر.
- إرحَمنا اللّهُمَّ واعضُدنا. يا ابنَ العَليِّ القُدُّوسِ الذي تَتَصاعَدُ الى عَرشِهِ التَّسابيحُ، هَبْ لنا أنْ نُمَجِّدَكَ والأجواقَ السَّماوِيَّةَ في يَومِ ميلادِكَ، وَنُرَتِّلَ مَعَهُم: "ألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر".
- نَشْكُرُكَ، يا صَباحَنا الجَديد، الطـَّالِعَ بِنورِكَ الإلهِيِّ مِنَ المَغارَةِ المُتواضِعَة. لقد أخَذتَ ما لنا واعطَيتَنا ما لكَ. مَزَجْتَ حَياتَكَ بِموتِنا، وَمَوتَنا بِحَياتِكَ. لا تَدَعْ شَمْسَكَ بعْدَ الآن تَغرُبُ عَنِ الأرض، لِئلا نَعودُ الى الظـُّلمَةِ القاتِمَة، بَلْ امْكُثْ مَعَنا، أيُّها الربُّ يسوع، تَدُلـُّنا على طريقِ الآبِ وَتَملأنا مِنْ فرَحِ الرُّوحِ القُدُس، الآنَ وإلى الأبد. آمين.
.
عيد الميلاد المجيد: صلاة نصف النهار
ألسَّلامُ للبيعَةِ ولِبَنيها
ألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر
- لِنَرفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجدَ والاكرامَ الى الوَلَدِ العَجيبِ الخَفِيِّ في حِضْنِ أبيهِ مُنذ ُ الأزَل، الحالِّ في الحَشا الذي هَيَّأهُ بإرادَتِهِ وَصَنَعَهُ نَقِيّاً مُقدَّساً. الى المُتـَّلِدِ مِنَ البَتولِ وَقد حَفِظَها عَفيفة. وَرَضَعَ لَبَنَ الثـَّدْيَينِ اللـَّذينِ نَهَدا بِأمْرِهِ. وَتَرَعْرَعَ على الذ ِّراعَينِ اللـَّذينِ تَشَدَّدا بِقُدْرَتِهِ. وَأنْشَدَهُ اللـِّسانُ الذي أنْشَأهُ بِحِكمَتِهِ. وَقَبَّلَتْهُ الشِّفاهُ التي قدَّسَها وَكَمَّلَها بِنِعْمَتِهِ. ألصَّالِحِ الذي لهُ المجدُ والإكرامُ في هذا العيدِ وَكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا الى الأبد. آمين.
- لكَ المَجدُ والشُّكْر، أيُّها الولَدُ الحَقيقِيُّ السَّرمَديُّ الذي لا بَدْءَ لهُ ولا نِهايَة، المَولودُ إنساناً مِن مَريَمَ القِدِّيسَة. يا سَيِّدَ النـُّورِ الذي أشْرَقَ كالشَّمْسِ مِن حَشا البَتول، فأنارَ الخَليقة بِغَمْرِ إشراقِه. يا مُصَوِّرَ الأجِنـَّةِ في الأحْشاءِ الذي صارَ بِمَشِيئتِهِ جَنينا. يا بِكْرَ الخلائِقِ الذي صارَ ابناً وَحيداً لابْنَةِ داود، قديمَ الأيَّامِ والدُّهورِ الذي صارَ طِفلاً في مِلْءِ الأزمِنَة. يا مُقطـِّرَ النَّدى وَمُهْطِلَ الأمطارِ على الأرضِ الذي تَلَذ َّذ َ وَتَغَذ َّى بِلَبَنِ ثَدْيَي بِنْتِ البَشَر. يا رافِعَ الجِبالِ بِقُدْرَتِهِ الذي نَزَلَ في مَغارَةٍ حَقيرَة!
إنَّنا لَنَتَأمَّلُ المُعْجِزَةَ التي صَنَعْتَ لأجْلِ خلاصِنا، مُنذهلينَ هاتِفين : عَجيبٌ أنتَ يا أللهُ في تَدبيرِكَ لأجْلِنا ! نَبْتَهِلُ اليكَ قائِلين: هَلُمَّ اللّهُمَّ الى مَعونَتِنا. هَبْ لنا أنْ نَعْرِفَ حَقيقةَ تَجَسُّدِكَ لأجلِنا . إغفِرْ خَطايانا وَطَهِّرنا وَقَدِّسِ التَّائبينَ إليك، واعضُدْ أبناءَ بيعَتِكَ. إجْعَلْ راحَة وَذِكْراً صالِحاً لآبائِنا وإخوَتِنا وَعُظَمائِنا الذين رَقدوا على رَجائِكَ. وأهِّلنا جَميعاً لِلقِيامِ عَن يَمينِكَ بابتِهاج.