ألسَّلامُ للبيعَةِ ولِبَنيهاألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر (٣ مرات).
و - أهِّلنا، أيُّها الرَّبُّ الإله، للفرحِ الذي هوَ منك، في كلِّ زمان، والتّعييدِ أمامَ جلالِك، في كُلِّ آن. أعِدَّنا، في عيدِ دِنحِك المجيد، لذلك العيد العظيم الدَّائِم المليءِ بالأفراح، وتلك َ البهجةِ الرّوحيَّةِ الكاملة، فنستحِق َّ أن نُعيِّدَ لك بِلا نهاية، في جماهيرِ السَّماويّين وأجواقِ القدّيسين، ونشكُرَك جَميعُنا بغيرِ انقطاع، ونسجُدَ لك بِكُلِّ نقاء، أيُّها الآبُ والابنُ والروحُ القدُس، لك المجدُ إلى الأبد. آمين.
- إرحمنا اللّهُمَّ واعضُدنا. أيُّها الإلهُ الكلمة، يا مَن ظهرتَ واعتلنتَ للأنبياءِ، فرمَزوا إليك في نُبوءاتِهِم التي أتيتَ فتمّمتَها، نوّرْنا نحنُ أيضاً بِعمادِك الإلهيّ، وجَدِّدنا بروحِك القُدّوس، فنُعيِّدَ، بتجديدٍ كاملٍ نفساً وجَسداً، هذا العيدَ المجيدَ المُقدّس، ونُمجِّدَك إلى الأبد.
- إرحمنا اللّهُمَّ واعضُدنا. أيُّها الأزليُّ ابنُ الأزليّ، يا مَن أتيتَ إلى العمادِ الخلاصيّ، لِتَمنحَنا ذخيرة البنين، بها ندعو الآبَ أبانا، وبها نرتفعُ إلى ميراثِنا الإلهيِّ الذي فقدناهُ بِمُخالفتِنا لِوَصيَّتِك، أنِرنا الآن، رَبِّ، بنورِ عِمادِك المُقدّس، وطهِّرنا مِنْ آلامِ الخطيئة، فنشكُرَك هُنا، في عيدِ النّور، وهناك في ذلك العيدِ الذي تُنيرُ به قِدّيسيك، أيُّها المسيحُ إلهُنا، لك المجدُ إلى الأبد.
اللحن الثاني: نْغِيدُو * أليومَ فاضَ الحُبورْ وُسـعَ الـدّهـرِ والمَعْمــورْ يا دِنحُ، يا عيدَ النّورْ عيـدَ الشّمسِ في الظـــلامْ يا دِنْحُ، نورَ الأيَّامْ ** شُعوبٌ في الظـُلمـاتِ فـي أظــــلالِ الأمــــواتِ مِنْ وجهِ الحّيِّ الآتـي أشـــرَقَ عليــهِم نـــــــورْ لاشى الموتَ والدَّيجورْ */** يا صَوتَ البُشرى، نـادِ واشهَــدْ لِلحَـق ِّ الفـــادي يا مجـدَ الـرَّبِّ البــادي جَـدِّدْ في الأرضِ السَّلامْ كُنْ لنا الخلاصَ التّامْ
- لِنَرْفَعَنَّ التّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى الآبِ الواحِدِ المَحجوبِ الذي دوَّى صَوتُهُ مِن السَّماءِ وشهِدَ لحبيبِه، إلى الابن الواحِدِ المَسجودِ له الذي أشرَقَ على النَّهرِ وقبِلَ العِمادَ مِن يوحنّا عَبدِه، إلى الرَّوحِ الواحِد القُدُّوسِ الذي ظهَرَ فوق رأسِ الابن مُنبِئاً بِنُزُولِه. ألآبُ تكلّمَ بابنِه الحبيبِ مع خلائِقِهِ فبيَّن حقيقتَه، والابنُ اعتَمَدَ في النّهرِ فأذاع َ مجدَهُ، والرُّوحُ حَلَّ فوق َ رأسِ الابنِ فأعلنَهُ للعالمين. ألصّالحُ الذي له المجدُ والإكرامُ في هذا العيدِ وكلِّ أيَّامِ حياتِنا إلى الأبد. آمين. - بِدنِحك َ تفرحُ الأرض، يا ابنَ الله، والأقطارُ كُلّها تبتهِجُ بيومِ عِمادِك. تفرَحُ الشُّعوبُ وتُسَرُّ الأمَمُ كُلّها،لأنَّها بِك عادَتْ من سبيِ الخطيئةِ والضلال. أنتَ الذي قدّستَ طَبعنا بِعمادِك في المياه، حيث ُ شهِدَ لك الآبُ مِن العُلى: أنتَ ابني الحبيب. أنتَ الذي رآك َ يوحنّا فهتَفَ: هذا حملُ الله الرَّافع خطيئة العالم. ألنّهرُ رآك َ فأمسَك أمواجَهُ وحنى رأسَهُ ساجِداً لك، لأنَّهُ عرفك َ الإلهَ الآتي تُخلّصُ البرايا. هُوذا الدّنحُ أشرَقَ لنا وعلينا من حِضنِ الآبِ المُحتجِب. هُوذا يُنبوع ُ الأفراحِ أروى غليلنا. هُوذا حَمَلُ الخلاصِ الذي رَمَزَ إليهِ مُوسى في أرضِ مصر، وسَمّاهُ، خروفَ الفصح، ونَضَحَ بدَمِهِ الأبواب. هُوذا ضياءُ إرميا، هُوذا دِنحُ زكريّا أشرَقَ اليومَ على النّهرِ وقدَّسَ لنا المعموديّة. فيا بيعة َ الشعوب، أذيعي مجدَ ابنِ اللهِ المُتأنِّس، الذي اعتَمَد في الأردُنّ، وقدَّسَ المَعموديّة: تباركتَ، أيُّها المسيحُ الكلمة ُ الله فادي البرايا، يا مَنْ بإرادَتِك أخليتَ ذاتَك واتَّخذتَ صورة العبد، وأعطيتَنا عُربون الحياة، في مياهِ العِماد. تباركتَ، يا من قدّستَنا بِعمادِك، وجعلتَنا ورثة ملكوتِك. والآن نطلبُ إليك، على عِطرِ هذه الصلاة: قدِّسنا بِدنحِك العَظيم، إغسلنا من كلِّ شائبة. اسْكُبِ الغُفران على أبناءِ رعِيَّتِك. وادفقْ علينا من جودِك، فنرفع المجدَ إلى أبيك المُبارَك، وإليك السجودَ أيُّها الابنُ الذي ارتضيتَ اليومَ فاعتمدْتَ لأجلِنا، والشُكرَ إلى الرّوحِ الذي حلَّ على رأسِك في الأردُنّ. لك التسبيحُ والإكرامُ إلى الأبد. آمين.
لحن البخور: مُوريو لمَرْعِيتُخ ** ربَّنا، نقرع ُ بابك ضـارعــــين * ربّنا، نشدوك التّسبيحَ خاشعـين ** نسألُ الغُفران فاغفِرْ للخاطئين * بِسنـا وَجهِـك نَــوِّرِ التّائـبــــين ** يا صدى مــاء الأردُنِّ * يا ندِيَّ الضيــاءْ ** أنتَ قطـرُ السّمـاءْ* يا شذا روحِ المعمــدان ** بعدَ مَـسِّ اليَــــدِ * رأسَ ربِّ الأكوان** يا مُنى عهـدِ الأنبيــــاء * بين جيـلٍ وجيلْ ** حتى عهدِ الإنجيــلْ* في مدى الدُّنيا والأدهار ** للحَـيِّ البيعـــــة ُ * تشــدو ليــلَ نهـــارْ ** ربَّنا، نَـوِّلنا سُؤلنا مِنْ غِناكْ */** ربَّنا، واستُرنا في أكنافِ رِضاكْ
- أيُّها الطاهِرُ القدّوس، أيُّها السيِّدُ الذي نقّى بغَسلِهِ الإلهيِّ طَبعنا مِن شوائِبِ الخطيئة، وجَدَّدَ جِنسَنا الذي بَليَ وعَتِقَ في ضلالِ الفساد، تقبَّلْ بنعمتِك العطورَ نرفعُها إلى جلالِك، في يومِ عِمادِك الخلاصيِّ المُقدَّس، جَدِّد نفوسَنا وأجسادَنا، نَقّنا من كلِّ وَصْمَةٍ بشريَّة، وأعِدَّنا لك منازلَ وهياكلَ نقيّة ً تُرضيك، أيُّها السيِّد، لك المجدُ إلى الأبد. آمين.
قراءةٌ أولى من سفرِ التّكوين ( ٨/ ١-١٣ ). ذكرَ اللهُ نوحاً وَجَميعَ الوحوشِ والبهائِمِ التي معهُ في التّابوت. فأرسَلَ اللهُ ريحاً على الأرض، فتناقصَتِ المياهُ وانسَدَّتْ عيونُ الغَمرِ وكوى السَّماء، واحتَبَسَ المَطرُ مِن السّماء. وكانتِ المياهُ تتراجَعُ عن الأرض، كلّما مرَّتْ وعادَتْ ونقصَتِ المياه، بعدَ مئةٍ وخمسين يوماً. واستَقرَّ التّابوتُ في الشهرِ السّابع، في اليومِ السابع عشرَ منهُ، على جِبالِ أراراط. وكانت المياهُ كُلّما مَرَّتْ نقصَتْ إلى الشهرِ العاشر، وفي أوّلِ يومٍ منهُ ظهَرَتْ رؤوسُ الجبال. وكان بعدَ أربعين يوما، أنْ فتحَ نوحٌ كوَّة َ التّابوتِ التي صنعها وأطلق َ الغُراب، فخرَجَ وجعَلَ يتردَّدُ إلى أنْ جفّتِ المياهُ عن الأرض. ثمَّ أطلق الحمامة من عندِه، لينظرَ هَلْ غاضتِ المياهُ عن وَجهِ الأرض. فلمْ تَجِدِ الحمامة مُستقرّاً لِرجلِها، فرجِعَتْ إليهِ إلى التّابوت، إذ كانت المياهُ على وجه الأرضِ كلّها. فمدَّ يدَهُ وأخذها وأدخلها إليهِ إلى التّابوت. ولبِثَ أيضاً سبعة أيَّامٍ أخَر، وعادَ فأطلقَ الحمامة من التّابوت. فعادَت إليهِ الحمامة وقت العِشاء، وفي فيها ورقة ُ زيتونٍ خضراء، فعلمَ نوحٌ أنَّ المياهَ قدْ جفّتْ عَنِ الأرض. ولبِثَ أيضاً سبعة أيَّامٍ أخَرَ ثمَّ أطلقها، فلم تعُدْ ترجِعُ إليهِ أيضاً. وكان في سنةِ إحدى وَسِتِّ مئة، في اليومِ الأوَّلِ من الشَّهرِ الأوَّل، أنْ جَفّتِ المياهُ عن الأرض. فرفعَ نوحٌ غطاءَ التّابوتِ ونظرَ، فإذا وجهُ الأرضِ قدْ نَشِفَ.
قراءةٌ ثانية من سفرِ يشوع بن نون ( ٢٤ / ١-٨ ). جمَعَ يشوعُ جميعَ أسباطِ إسرائيلَ في شكيم، واستَدعى شيوخَ إسرائيلَ ورؤساءَهُم وقُضاتَهُم وعُرَفاءَهُم، فتمَثـَّلوا أمامَ الرَّبّ. فقالَ يشوعُ لجميعِ الشّعب: هكذا قال الرَّبُّ إلهُ إسرائيل: في عِبرِ النهرِ سَكَن آباؤكُمْ منذ ُ الدَّهر، تارَحُ أبو إبراهيمَ وأبو ناحور، وعبَدوا آلهَة ً أخرى؛ فأخذتُ إبراهيمَ أباكُمْ من عبرِ النهر، وسَيَّرتُهُ في جَميعِ أرضِ كنعان، وكثـَّرتُ نسلهُ ورزقتُهُ إسحق، ورزقتُ إسحق يعقوبَ وعيسو، وأعطيتُ عيسو جَبَلَ سعيرَ ليملِكَهُ، ويعقوبَ وبنوهُ هبَطوا إلى مصر.فأرسلتُ موسى وهارون، وضربتُ مصرَ بما فعلتُ فيها، وبعدَ ذلك أخرجتُكُم. فأخرجتُ آباءَكُم مِنْ مِصرَ ودخلتُمْ في البحر، فسعى المِصريُّون وراءَ آبائكُم بالمَراكِبِ والخيلِ إلى بحرِ القُلزُم. فصرَخوا إلى الرَّبِّ فجعلَ بينَهُم وبين المصريِّين ظلمَة، ثمَّ ردَّ عليهِم البحرَ فغطاهُم، وقد نظرتْ عيونُكُم ما فعلتُ في مصر، وأقمتُم بالبرِّيَّةِ أيَّاماً كثيرة. ثمَّ ورَدْتُ بكُم أرضَ الأموريِّين السّاكنين في عِبرِ الأردُنّ، فحاربوكُم فسلّمتُهُم إلى أيديكُم، وملكتُم أرضَهُم ومَحوتُهُم من قُدّامِكُم.
فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنتُس ( ٥/ ١٦-٢١ ). نحنُ إذن، من الآنَ لا نعرِفُ أحداً بحَسَبِ الجَسد، بلْ إنْ كُنّا قدْ عَرَفنا المَسيحَ بحسَبِ الجسَد، فالآن لا نعرِفُهُ كذلك. إذن إنْ كان أحَدٌ في المَسيح، فهوَ خليقة ٌ جديدةٌ. قد مضى القديمُ وها إنَّ كُلَّ شيءٍ قد تَجَدَّد. والكُلُّ مِن اللهِ الذي صالحَنا معَ نفسِهِ بالمَسيح، وأعطانا خِدمَة المُصالحة. لأنَّ الله هُوَ الذي كان في المسيحِ مُصالحاً العالم مع نفسِه، غيرَ حاسِبٍ عليهِم زلاتِهِم، وأودَعَنا كلمَة المُصالحة. فنحنُ سُفراءُ المسيح، كأنَّ الله يَعِظ ُ على ألسِنَتِنا. فأسألكُم من قِبَلِ المسيح: تَصالحوا مع الله. إنَّ الذي لم يعرِفِ الخطيئة، جعلهُ خطيئة ً من أجلنا، لكي نصيرَ نحنُ بِرَّ اللهِ فيه.
من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقدّيس يوحنّا ( ١/ ٤٣-٥١ ). في الغدِ أرادَ يسوعُ الخُروجَ إلى الجليل، فوجَدَ فيلبُّسَ فقال له: اتبعني، وكان فيلبُّسُ من بيتَ صيدا، من مدينةِ أندراوسَ وبُطرُس، ووجَدَ فيلبُّس نتنائيل فقال له: إنَّ الذي كتَبَ عنهُ موسى في الناموسِ والأنبياءِ قد وَجدناهُ، وهوَ يسوعُ بن يوسُفَ من الناصِرة. فقال لهُ نتنائيل: أمِن النّاصِرةِ يكونُ شيءُ صالح؟ فقال لهُ فيلبُّس: تعالَ وانظـُر ! ورأى يسوعُ نتنائيلَ مُقبِلا ً إليهِ فقال عنهُ: هذا في الحَقيقةِ إسرائيليٌّ لا غِشَّ عندهُ. فقال لهُ نتنائيل: مِن أين تعرِفُني؟ أجابَ يسوعُ وقال له: إنّي قبلَ أن يدعوكَ فيلبُّس، وأنتَ تحتَ التّينةِ رأيتُك َ. أجابَ نتنائيلُ وقال له: يا مُعلّم، أنتَ ابنُ الله، أنتَ ملِكُ إسرائيل. أجابَ يسوعُ وقال له: لأنّي قلتُ لك إنّي رأيتُك َ تحتَ التّينةِ آمنتَ، إنّك ستُعايِنُ أعظَمَ من هذا. وقال له: ألحَقَّ الحَقَّ أقول لكُم: إنّكُم ستَرَوْن السَّماءَ مفتوحة، وملائِكة ُ اللهِ يصعَدون وينزِلون على ابنِ البَشَر.
قراءةٌ من سفر الأمثال ( ٣/ ١-١٢ ). يا بُنيَّ لا تنسَ شريعتي، وليَرع َ قلبُك َ وَصاياي. فإنّها تَزيدُك طولَ أيَّامِ وسِني حياةٍ وسلاماً. لا تُفارِقك َ الرّحمَة ُ والحَقّ، بلْ اشدُدْهُما في عُنقِك َ، واكتُبْهُما على لوحِ قلبِك، فتنالَ الحُظوَة وحُسْن َ التَّعقُّلِ عندَ اللهِ والنّاس. توكّلْ على الرَّبِّ بكُلِّ قلبِك، وعلى فطنتِك لا تَعتَمِد. في كُلِّ طرُقِك َ اعْرِفهُ، فهوَ يُقوِّمُ سُبُلك. لا تَكُن حكيماً في عَيني نفسِك. إتّقِ الرَّبَّ وجانبِ الشرّ، فتكون َ الصِّحة ُ في عضَلِك والرِّيُّ في عِظامِك. أكرِمِ الرَّبَّ مِنْ مالِك ومِنْ أوائِلِ جَميعِ غِلالك، فتمتلِئَ أهراؤك َ وَفرا. وتفيضَ معاصِرُك َ خَمرا. يا بُنيَّ لا تَرذ ُلْ تأديبَ الرَّبِّ ولا تسأمْ تَوبيخَهُ، فإنَّ الذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤدِّبُهُ، ويرتَضي بهِ كأبٍ بابنِهِ.
فصلٌ من أخبار آبائِنا الرسل الأطهار ( ٢٨ / ١-١٠ ). لمّا نَجَونا عَرفنا أنَّ الجزيرَة تُسمَّى مالطة. فأظهَرَ لنا البرابِرَةُ من المُؤانَسَةِ ما جاوَزوا بهِ المُعتاد، فإنّهُم أضرَموا ناراً وتلافونا مِن المَطَرِ الذي أصابَنا ومِن البَرد. فجَمَعَ بولسُ كثيراً من الحَطبِ وَوَضَعَهُ على النّارِ، فخرجتْ من الحَرارَةِ أفعى وانتشَبَتْ في يَدِه. فلمّا رأى البرابرَةُ الحيوان َ مُتعلّقاً بيَدِه، قالوا فيما بينَهُم: لا جَرَمَ أنَّ هذا الرَّجُلَ قاتِل. فإنّهُ بعدَ أنْ نجا مِن البَحر، لم يَدَعْهُ العَدلُ يحيا. أمّا هُوَ فنفضَ الحَيوان َ إلى النّارِ ولم يَمَسَّهُ أذىً. وكانوا يتوقّعون أنّهُ سينتفِخُ أو يسقط ُ بغتَة ً ميتا. فلمّا طالَ انتظارُهُم، وَرأوْا أنَّهُ لمْ يُصِبْهُ ضرَر، تَغيَّروا وقالوا: إنّهُ إله. وكان في نواحي ذلك المكان ضِياع ٌ لِكَبيرِ الجزيرَةِ المُسمَّى بُبْليوس، الذي قبِلنا وأضافنا بلطفٍ ثلاثة أيَّام، وكان أبو بُبْلِيوسَ مُلقىً قد أخذتْهُ الحُمَّى والزُّحار، فدخلَ إليهِ بولسُ وصلّى وَوَضَعَ يديهِ عليهِ فأبرأهُ. وبعدَ حُدوثِ ذلك، كان سائِرُ الذين بِهِمْ أمراضٌ في الجزيرَةِ يأتون إليهِ ويُشفـَوْن. فأكرَمونا إكراماً جزيلا. وعندَ إقلاعِنا زَوَّدونا ما نحتاجُ إليه.