الجمعة من الأسبوع الثالث : صلاة المساء من زمن الدنح المجيد
- ألسَّلامُ للبيعَةِ ولِبَنيها - ألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر
- أهِّلنا، أيُّها الرَّبُّ إلهُنا، أن نُعَيِّدَ لك عيدَ الأنوار، عيدَ دِنحِك، بنقاوةٍ وقداسةٍ، ونكون لك أبناءً جُدُدا ً، نُسبِّحُ لاسمِكَ القُدُّوسِ في أجواقِ الشهداءِ الأبطالِ الذين أحَبّوك حُباً أقوى مِن الموت، ونشكُرُك وأباك وروحَك القُدُّوس، الآن وإلى الأبد. آمين.
- إرحمنا اللّهُمَّ واعضُدنا. يا مَن طَهَّرتَ نُعمان السُريانيَّ مِنْ بَرَصِه، حين اغتَسَلَ في نهرِ الأردُنّ، بأمرِ أليشاع َ النّبيّ، طَهِّرْ باعتِمادِك عنّا في الأردُنّ، جميعَ المُعمَّدين باسمِك، مِنْ كُلِّ خطيئة، وقدِّسنا فنستَنيرَ بِوَجهِك، ونُسبِّحَك الآن وإلى الأبد.
- أيُّها الرَّبُّ يسوع، بِعمادِك في ماءِ الأردُنّ، بدأتَ دَربَ الجِهادِ والألم، حتّى الشّهادةِ وعِمادِ الدَّم. كما قلتَ: ولي معموديَّة ٌ أخرى أعتَمِدُ بها، وما أشدَّ تَضايُقي حتّى تَتِمّ! كذلك اعتَمَدَ شُهَداؤك َ الأبطال. فاجعلنا نَظيرهُم نُنشِدُ لك، ونُحيي كُلَّ يومٍ نَشيدَ الظفر: من أجلِك َ نـُـماتُ النّهارَ كُلّهُ، وقد حُسِبنا مثلَ غنَمٍ للذبْح، وفي هذه كُلّها نَغلِبُ بالذي أحبَّنا. يا ربَّنا وإلهَنا لك المجدُ الى الأبد . آمين.
الجمعة من الاسبوع الثالث : صلاة الصباح من زمن الدنح - ألسّلام للبيعةِ ولبنيها - ألمجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرض السَّلامُ والرجاءُ الصَّالحُ لبني البشر - نَسجُدُ لك، يا مُعظـِّمَ ذِكرِ أحِبَّائِه. ونشكُرُكَ، يا مُكللَ عيدِ أبطالِهِ الأنبياءِ والرُّسُلِ والشُهداءِ والمُعترفين. إجعَلْ لهُم، يا رَبُّ، ذِكراً طيِّباً أبديَّاً أمامَك َ، وامنحنا المراحِمَ والغُفران بِصلواتِهم المُقدَّسة، يا ربَّنا وإلهَنا لك المجدُ إلى الأبد. آمين
- إرحمنا اللهُمَّ واعضدنا. أيُّها الرَّبُّ يسوع، كما تَتَلمَذ َ لك المُعلّمُ نيقوديمُس، ولمْ يَفهَمْ سِرَّ حُبِّك العجيب، إلّا يومَ رآك َ مُعلّقاً على الصَّليب، وأنزلك عنهُ ودَفنَك في قبرٍ جديد. كذلك فهِّمنا أنَّ الوِلادَة الحقيقيّة ليسَتْ مِن الماءِ والرّوحِ فقط، بلْ من الدَّمِ أيضاً. قوِّنا، يا ربُّ، على المُضيِّ معك في دَربِ الألمِ حتّى المَجدِ والقيامة. يا ربَّنا وإلهَنا لك المَجدُ إلى الأبد.
- إرحمنا اللهُمَّ واعضُدْنا. يا مَنْ قلتَ : ليسَ لأحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ مِن أن يَبذ ُلَ نفسَهُ عن أحِبّائِهِ. لقد بذلَ الشُهداءُ عنك َ نفوسَهم، أيُّها المَسيح، كونك َ حبيبُهم، كما بذلتَ أنتَ عنهُم نفسَك، كونَهُم أحِبَّاءَك. فِهّمنا، يا رَبُّ، حُبَّ العَطاءِ الكامِل، الذي حَدُّهُ أن يكون بِلا حُدود، يا ربّنا وإلهَنا لك المَجدُ إلى الأبد.
اللحن الثاني : سِتُورُو طـُبُو * دَرْبَ الشـُّــهَـــــــداءْ يا دَرْبَ الصَّــليــبْ يا مِلْءَ العَطــــــــاءْ والحُبِّ الــغَـــريـبْ ** عِشتُــمْ في وَفــــــاءْ مُــتُّـــمْ في جَفــــاءْ قُمتُــمْ في صَفــــاءْ في النّورِ العَجيــبْ */** يا ربَّ الفِــداءْ فادينـــا الحبيـــبْ يا دَرْبَ السَّمــــاءْ يا دَرْبَ الـصَّـليبْ
- لِنَرْفَعَنَّ التَّسبيحَ والمَجْدَ والإكرامَ الى مُكلِّلِ الشُهداء، ومُتـَّكَلِ القدّيسين. إلى الدَّمِ الشرابِ العَظيمِ الذي تدفقَ على الجُلجُلة، في منتصَفِ الأرض، فأروى الشُهداءَ القدِّيسين، وظفروا في جِهادِهمْ ضِدَّ الشرّير. ألصَّالحِ الذي لهُ المجْدُ والإكرامُ في هذا الصَّباحِ وكُلَّ أيَّامِ حَياتِنا إلى الأبد. آمين.
- أيُّها الربُّ الإلهُ الضابِط ُ الجميع، يا مَنْ جَعلتَ لك مُمَجِّدين مِنْ طبائِعَ سماويَّةٍ ومَراتِبَ روحيّة. ومعهُم أهَّلتَ بِنعمَتِك الأزليّةِ طَبعَنا الضّعيفَ لِتَمْجيدِك، الآباءَ والأنبياءَ والرُّسُلَ الذين سَبقتَ فاخترتَهُمْ مِنْ قبلِ أساساتِ العالم، وَنظمْتَهُم في بيعتِكَ بِحُسْنِ النّظامِ الإلهيّ. والشُهداءُ القدِّيسون قَوِّيتَهُم بالصَّبرِ على الضِّيقات، ونَصرْتَهُم بِقوَّتِك على ظلمِ المُضطهدين. حَدَّقوا إلى صليبِك الخلاصِيِّ بِعينِ الرُّوحِ خالصة ً مِن كُلِّ جاذِبٍ أرْضِيّ. فشاهَدوا سَلفاً تِلك الطـُّوبى التي وَعَدْتَ بها مُحِبِّيك َ. واكتَتَبوا جنوداً لك روحِيِّين، وحازوا إكليلَ الظفَرِ في جِهادِ البُطولة. وبانتِظارِ رَجائِك السَّعيدِ سكَبوا لأجلِك دَمَ أعناقِهم. فأنتَ، يا ربُّ، مَبدأ ُ جِهادِهم وغايَتُهُ. ولقد مَجَّدْتَهُم بأكاليلِ الشهادة، وبدَلَ أرضِ الشوك، وَعَدتَهُم بأورشليمِ السَّماء. وبَدَلَ البؤسِ والملكوتِ هُنا، أهَّلتَهُمْ لِلنَّعيمِ والرَّاحةِ في مَظالِّ عَدْنٍ. وَبَدَلَ الجُنديَّةِ الأرضيّة، نَظمتَهُم في سلكِ النّورِ الثاني جُنودَ النّورِ الأوَّلِ السَّرْمَديّ. لقدْ مَجَّدتَ، رَبِّ، البيعَة المُقدَّسة بآلامِهم، فامنحِ المَرْضى والمُصابين شِفاءً تامّاً بِصلواتِهم. أبْعِدْ عنّا كُلَّ غَضَبٍ وانتِقام بِتَوسُّلاتِهِم. واستَجِبنا مِن كَنزِك بِطلباتِهِم. وبِذخائِرهِم المُقدَّسة، حَصِّنِ المؤمنين على جُيوشِ الخطيئة. ونحنُ المُكمِّلين اليَومَ ذِكرَهُم أمامَك، ثبِّتْ نُفوسَنا على مخافتِك والإيمانِ بِكَ. سَدِّدْ خُطواتِنا إلى إكليلِ دَعوَتِنا العُليا. قوِّنا على حِفظِ وَصاياك صانعةِ الحياة. هَبْ لنا حِكمَة ً وَفهماً لِحيَلِ الشرِّيرِ عَدوِّ خلاصِنا. وامْحُ مِنْ بيعَتِك البِدَع المُفسِدة. في ذلك اليومِ العظيم، يومِ دِنحِك الثاني المَجيد، أهِّلنا أن نَرفعَ مع قدِّيسيك المَجدَ والشُكرَ إلى اسمِك القُدُّوسِ المَسجودِ له، وإلى ابنكَ الوَحيد، ربِّنا يسوع المَسيح، وروحِك الحَيِّ القُدُّوس، إلى الأبد. آمين.
لحن البخور : إنَّ رسالة المَسيح ١- فمَنْ يَفصِلنا عَن مَحبِّةِ المَسيح ؟ أشِدَّة ٌ أمْ ضيق ٌ ! قُـدُّوسٌ ! أمْ جوعٌ أمْ عُــرْيٌ ؟ أمْ خَطرٌ أمِ اضطهادٌ أمْ سيفٌ ؟ هَلمُّوا نَشكُرُ الرَّبَّ : مُبارَكٌ ، قُـدُّوسٌ ! ٢- مِنْ أجلِك نُماتُ النَّهارَ كُلّهُ وَقدْ حُسِبْنا مِثلَ غَنَمٍ للذ َّبْحِ : قُـدُّوسٌ ! وفي هذه كُلّهــا نَغلِبُ بالذي أحبَّنا هَلمُّوا نَشكُرُ الرَّبَّ : مُبارَكٌ ، قُـدُّوسٌ ! ٣- فإنـِّــي لـَــواثق ٌ بأنّهُ لا موتَ ولا حياة َ : قُـدُّوسٌ ! يَقدِر أن يَفصِلنا عَنْ مَحبَّةِ اللهِ التي هي في المَسيحِ يَسوع رَبِّنا هَلمُّوا نَشكُرُ الرَّبَّ : مُبارَكٌ ، قُـدُّوسٌ ! - ألطيبُ اللذيذ ُ والعِطرُ المُختارُ العابِقُ أمامَك َ، رَبِّ، مِنْ ذخائِرِ أعضاءِ مُرضيك الشُهداء، ليَكُنْ ضارِعاً إليك، من أجلِ الخَطأةِ والضَّالين والمَرضى والمُضايَقين، ومنْ أجلِ السَّلامِ والوئامِ في بيعَتِك المُقدَّسةِ والعالم. يا ربَّنا وإلهَنا لك المجدُ إلى الأبد. آمين.
مزمور القراءات : رمرمين ** شُهدا الحَقِّ والنّورْ أسقـَـيْـتُـــــم دُنيــانـــا دَمّْ حُـبٌّ أخصَبَ المَعمورْ لا أبهـــى ولا أعظَـــمْ ! * مِنْ شَهيــــدِ الصَّلــــيبِ أسقـيـتُـــــمْ دُنيــانـا دَمّْ : يــا للــــحُبِّ العجــيبِ لا أبهـــى ولا أعظَــــمْ ! */** أيُّها الوَجهُ الغامِــرْ يـا خَـفيًّـــا لا مَـنـظــــــورْ في حَنايا الضَّمائِـــرْ إزْرَعْ حُبًّـــا، دَفِّــقْ نــــورْ
قراءةٌ من القدّيس كيرلـُّس الأورشليمي (+٣٨٧). نِعَمُ العِمادِ الثلاث لا يَظنـَّنَّ أحدٌ أنَّ العِمادَ ليسَ إلّا نعمَة َ مغفرَةِ الخطايا والتـَّبني الإلهيّ، كَعِمادِ يوحنّا الذي كان يَمنَحُ مغفِرة الخطايا. أمَّا نحنُ الذين تَعلّمنا بِدِقـَّة، فنعلمُ أنَّ العِماد، وإنْ كان لِتَطهيرِ الخطايا والمُشارَكةِ في مَوهِبَةِ الرّوحِ القُدُس، إنّما هُوَ أيضاً صورةٌ لآلامِ المَسيح فينا. لذلك أعْلـَـنَ القدّيس بولس: أوَ تَجهَلون أنّا، وقدِ اعتَمَدنا في يسوع َ المسيح، إنّما اعتَمَدنا في موتِه، فدُفِنَّا معهُ في المَعموديَّةِ لِنَموتَ فنحيا. وهذا ما كان يَقولـُهُ بولسُ لِلذين كانوا يُؤكّدون أنَّ العِمادَ يَمنَحُ مَغفِرَة َ الخطايا والتـَّبني، ولكِنّهُ لا يُشرِكُنا في آلامِ المَسيحِ الحقيقيَّة. يجبُ أنْ نتعلّمَ أنَّ كُلَّ ما قاساهُ المَسيحُ مِنْ عذاب، هُوَ مِنْ أجلِنا ولأجلِ خلاصِنا. وقد تَعَذ َّبَ فِعلا ً لا مَظهرا، ولكي نُشارِكهُ في آلامِه. ولذلك يُعلِنُ بولسُ بِكُلِّ وُضوح: لأنَّنا إذا كُنّا غُرِسنا معهُ على شِبهِ مَوته، فنكون ُ على شبهِ قيامَتِه أيضاً. وحَسناً قال: قدْ غُرسنا معهُ. فبما أنَّ الكرمَة الحقيقيّة غُرِسَتْ هُنا، فنحنُ أيضاً، إذ ْ نشتَرِكُ بِمَعموديَّةِ مَوتِه، نُصبِحُ وإيّاهُ غرسَة ً واحِدة. وأرجو منك َ أنْ تنتبِهَ لِكلماتِ الرَسول: إنّهُ لا يَقول: إذا كُنّا غُرِسْنا معهُ في موته، بلْ: على شِبهِ موتِه. لأنَّ المَسيحَ ماتَ فعلا، ونفسُهُ انفصَلَتْ عَنْ جَسَدِهِ فعلا، ودَفنُهُ كان حقيقة ً واقِعيَّة ً إذ لـُفَّ جَسَدُهُ بِكَتـَّانٍ نقيّ، وكانتْ قصَّتُهُ كُلّها واقِعيَّة. أمَّا بالنظرِ إلينا، فالحالة تختلف: فكان موتُنا شِبْهَ مَوتِهِ وآلامُنا شِبْهَ آلامِه. فأمَّا خلاصُنا، فلمْ يَكُنْ شِبْهَ خلاص، بلْ خلاصاً حقيقيّاً. (العظة ٢٠/ ٦-٧).