مع تصاعد العنف في ميانمار بعد الإنقلاب العسكري الذي حصل الشهر الفائت، ركعت الأخت أن نو تاونغ من مرسلات القدّيس فرنسيس سافيريو في مدينة ماتكيينيا في ٢٨ من شهر شباط الفائت وعيناها ممتلئة بالدموع أمام حشود شرطة مكافحة الشغب راجيةً إيّاهم ألّا يُطلقوا النار على الحشود وأن يتوقّفوا عن الإعتقالات.
وقد وقفت الراهبة وحيدة أمامهم بعد وصول عشرات المعتصمين للإختباء في مستوصف الكنيسة لكن الشرطة راحت تطاردهم معتقلة وضاربةً إيّاهم.
فخرجت الراهبة راكعةً أمام الشرطة والدموع في عينيها راجيةً إيّاهم التوقّف صارخةً :
"أطلقوا النار عليّ إن أردتم... أولئك المعتصمون ليسوا مسلّحين ويعبّرون عن رغبتهم بسلام!".
فما كان من الشرطة سوى أن توقّفت.
وبسبب بادرتها الشجاعة تلك تمكّن حوالي المئة معتصم من الإنسحاب بسلام.
ذلك في حين أدّت الإعتصامات إلى مقتل ١٨ شخص بحسب النيويورك تايمز.
وقالت الأخت أن نو تاونغ في مقابلةٍ مع الإتّحاد الكاثوليكي الآسيوي للأخبار، يو.سي.إي نيوز:
"إنّني راهبة كاثوليكيّة لكنّني أيضاً مواطنة من ميانمار ولدي مشاعر شعبي عينها وأسال ذاتي دائماً كيف بإمكاني أن أساعد شعبي".
وقالت :
"كنت قد جهّزت نفسي لإمكانيّة أن أموت من أجل الكنيسة، الشعب والوطن".
وذلك بعد أن دعاها رجال أمن في الأسابيع الفائتة للمغادرة لأنّ حياتها بخطر، لكنّها أصرّت على البقاء.
وكان قد عبّر الكاردينال تشارلز ماونغ بو، كاردينال ميانمار، على صفحته على تويتر أنّ المعتصمين يتعرّضون للضرب والإعتقال ويتمّ إطلاق النار عليهم.
في حين يُذكر أن العديد من الكهنة، الراهبات والمكرّسين قد شاركوا في الأسابيع الفائتة في الإعتصامات السلميّة في ميانمار لإستعادة الحكم المدني على البلاد.
وكانت الأخت أن نو تاونغ عينها من أولئك المتظاهرين إذ تظاهرت مرّاتٍ عدّة ووقفت مع راهبات ديرها أمام مستوصفهنّ في إحدى المظاهرات، حاملاتٍ يافطاتٍ كُتب عليها :
"العدالة والديمقراطيّة ستنتصر"
دعماً للمتظاهرين الذين كانوا يمرّون أمامهنّ ليئمّوا السّاحات.