وُلد هذا القدّيس في مدينة باتا، في آسيا الصغرى، من أسرة شريفة غنيّة بتقوى الله والمال.
فتخرَّج في أشهر مدارس بلاده، لا يعاشر إِلاَّ ذوي الأخلاق الحسنة مروضاً نفسه بالإماتة المسيحيّة والتقوى الصحيحة.
توفي والداه وهو في مقتبل العمر فأخذ يوزِّع أمواله على الفقراء والمعوزين، بطريقة خفيَّة، عملاً بقول الربّ :
"لا تعلم شمالك بما صنعت يمينك" (متى ٦: ٣).
ثم إنضمّ القدّيس إلى رهبان دير كان بناه خاله أسقف ميرا الذي رسمه كاهناً.
ولسموّ فضائله أقيم رئيساً على هذا الدير ووكيلاً على أسقفيّة ميرا وإعتزم زيارة الأراضي المقدّسة فسافر بحراً.
وفيما هو في السفينة هاجت الأمواج وكادت تغرِّقها فصلّى القدّيس وهدأت الزوبعة حالاً. وعند رجوعه إنفرد في مغارة يصلي.
ولمّا توفي أسقف ميرا، إنتخبه الأساقفة والإكليروس والشعب أسقفاً عليها وبإلهام إلهيّ، رغماً عن ممانعته.
فكان ذلك الراعي الغيّور على أبنائه.
وفي تلك الأثناء أصدر ديوكلتيانوس ومكسيميانوس أمراً بإضطهاد المسيحيين.
فقبض عليه الجند وطرحوه في السجن وأذاقوه من الإهانات والعذابات أفظعها وأمرَّها، فإحتملها بصبر جميل.
ولمَّا إنتصر قسطنطين الكبير، خرج نيقولاوس من السجن وعاد مكرماً إلى كرسيه.
وحضر المجمع النيقاوي الأوّل عام ٣٢٥.
وكان من أشدّ أنصار القدّيس أثناسيوس على آريوس وأقرَّ مع سائر الآباء ألوهيّة السيّد المسيح.
وكان قسطنطين الملك قد حكم بالإعدام على قضاة ثلاثة أتهموا زوراً بالرشوة فإستغاثوا بالقدّيس نيقولاوس عن بُعد، فظهر بالحلم للملك وأبان له براءتهم فعفا عنهم.
وأجرى الله على يد هذا القدّيس من المعجزات في حياته وبعد وفاته ما لا يحصى، لذلك لُقِّب "بالعجائبي".