وُلدت أوجانيا في روما من أسرة وثنيّة شريفة، أبوها فيلبوس وأمها كلوديا، ولها أخوان أفتيموس وسرجيوس.
ولمّا أقيم أبوها والياً وقنصلاً على القطر المصري، جاء بعيلته إلى الإسكندريّة.
وكانت أوجانيا ذكيَّة العقل متوقِّدة الذهن، فإنكبت على الدرس وإتّقنت اللغتين اليونانية واللاتينية وتضلَّعت من الفلسفة وهي في الخامسة عشرة.
وقد عيَّن لها أبوها أستاذين هما بروتس وياسنتوس، كانا معجبين بها.
وإتفق أن قرأت الإنجيل ورسائل القدّيس بولس فلذَّتها معانيها جداً وأخذت بفلسفتها وبما فيها من التعاليم السامية فصغُرت في عينيها القياسات المنطقيّة والفلسفة الوثنيّة، ومسَّت نعمة الروح القدس قلبها فآمنت بالمسيح.
كشفت سرَّها لأستاذيها وأبانت لهما عن قصدها وحبَّبت إليهما معاني الإنجيل ومبادئ الدين المسيحي الشريفة التي إعتنقتها وأقنعتهما بالبراهين الصريحة فآمنا بالمسيح، كما أقنعت والديها وأخويها، فآمن جميعهم وإعتمدوا معها.
وما لبث والدها فيلبوس أن مات شهيداً، فرجعت بوالدتها وأخويها إلى روما، حيث تتلمذ لها عذارى كثيرات أردن السير على طريقتها، فشيَّدت لهنَّ ديراً.
وإشتهرت قداستها ومنحها الله صنع العجائب.
وما زال الملك في طلب أسرة الوالي فيلبوس، حتى قتل إمرأته كلوديا وولديها أفتيموس وسرجيوس وقضى أيضاً على بروتس وياسنتوس، أستاذي أوجانيا ففازوا بإكليل الشهادة.
أمّا هي فإستمرَّت تواظب على أعمال البر والقداسة والتبشير بالإنجيل، تردُّ الكثيرين إلى الإيمان بالمسيح.
فقبض عليها والي روما ليسينيوس، بأمر الملك غاليانس.
وبعد أن أنزل بها أقسى العذابات، أمر بضرب عنقها وهي في السجن، فإنضمّت إلى ذويها الشهداء سنة ٢٥٥.